دعت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي الدول الأعضاء إلى تقييم تحديات حقوق الإنسان التي تواجهها المجتمعات المسلمة في هذا العصر وإعادة تشكيل استراتيجياتها للتعامل معها بشمولية، مؤكدة أن المثل الإسلامية الخاصة بالسلام والحرية والعدالة والمساواة للبشر ما فتئت تشكل مبادئ توجيهية لتعزيز التزام المنظمة بقوانين حقوق الإنسان والعهود المتفق عليها عالميًا. ونوهت في بيان لها صدر امس بمناسبة الذكرى السنوية لليوم الإسلامي لحقوق الإنسان وكرامته الذي اعتمدته الدورة الثامنة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية المنظمة الدول الأعضاء باحترام حقوق الإنسان الذي يمثل شرطًا لا غنى عنه في تحقيق السلام والأمن والاستقرار السياسي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وأعربت الهيئة عن بالغ انشغالها إزاء تنامي الكراهية القائمة على أساس الدين بشكل يؤدي إلى العنف والتمييز وإنكار حقوق الإنسان الأساسية، حيث أدت أحداث وقعت على مدى العقدين الأخيرين، ومنها الأمثلة الأخيرة للتحريض على الكراهية والتمييز على أساس الدين من قبيل القتل الذي يتجاوز الوصف لمسلمين وغير مسلمين على أيدي داعش وبوكو حرام وغيرها، والمعاملة الشنيعة لمسلمي الروهينجيا في ميانمار وتدنيس الكثير من الكتب والمواقع المقدسة في مختلف أنحاء العالم، ونشر رسوم مسيئة للنبي محمد - صلى الله وعليه وسلم -، إلى نشر ثقافة التمييز والعنف وشعور أوسع نطاقا بالتغريب والعزل والرفض والإقصاء بين المجتمعات المتضررة. وشددت الهيئة على مواصلتها التركيز على الحقوق الإنسانية للمرأة والأقليات والحق في التنمية وتعليم حقوق الإنسان حيث ستعقد في وقت لاحق من هذه السنة ورشة عمل عالمية في إندونيسيا تركز على التوعية وتأكيد أهمية تعليم حقوق الإنسان لمختلف قطاعات المجتمع مثل أجهزة صنع السياسات والقضاء والأجهزة التنفيذية وقوى الأمن ووسائل الإعلام وإدخالها رسميا في مقررات التعليم الأولية. وأوضحت أنه من شأن هذه العملية أن تفضي إلى تطوير ما يلزم من قيم ومواقف وسلوك لدعم حقوق الأفراد والمجتمعات.
مشاركة :