القاهرة - دخل الخلاف التركي المصري مرحلة تصعيدية وذلك عقب إصرار أنقرة على تهديد المصالح المصرية خاصة شرق المتوسط ودعم جماعات تصنفها القاهرة بانها إرهابية. وقالت وسائل إعلام روسية الجمعة إن الأسطولين المصري والروسي سيجريان تدريبات مشتركة في البحر الأسود، حتى نهاية العام الحالي. جاء ذلك بحسب ما نقلت وكالة أنباء "تاس" الروسية عن بيان صادر عن المكتب الصحفي لأسطول البحر الأسود، أمس الخميس. وقال البيان: في مدينة نوفوروسيسك عقد وفدا البحرية الروسية والبحرية المصرية مؤتمرا استمر 3 أيام حول إعداد وإجراء مناورات مشتركة تحت اسم "جسر الصداقة 2020". وأضاف البيان أن "الهدف الأساسي من اجتماع البحرية من كلا البلدين هو وضع خطة والموافقة عليها لبدء التدريبات التي ستجري في البحر الأسود لأول مرة". وذكر البيان أنه خلال التدريبات، ستقوم السفن الحربية من أسطول البحر الأسود التابع للبحرية الروسية والبحرية المصرية بالتدابير بدعم من الطائرات للدفاع عن الممرات البحرية ضد التهديدات المختلفة. وتابع: في إطار السيناريو الواحد سيتم نشر القوات لتنظيم الاتصالات وإعادة الإمداد في البحر وسيقوم المشاركون في المناورات بتفتيش السفن المشبوهة. وبحسب بيان المكتب الصحفي، فإن البحارة الروس والمصريين سيمارسون إجراءات تحت قيادة المقر المشترك للتدريبات لتنظيم جميع أنواع الحماية والدفاع في البحر وتنفيذ إطلاق الصواريخ والمدفعية باستخدام أسلحة محمولة على السفن. ولم يذكر البيان زمنا محددا لبدء التدريبات المشتركة.لكن مراقبين يرون ان هذه التدريبات هدفها توجيه رسالة قوية من موسكو والقاهرة للجانب التركي الذي صعد مؤخرا من تهديداته شرق المتوسط بمحاولة التعرض لمصالح مصر ودعم مجموعات إرهابية مناوئة للقاهرة في ليبيا او عبر إحراج روسيا في ملف اقليم قره باغ والتقارب مع الولايات المتحدة في الملفين السوري والليبي. وتعتبر هذه المناورات اكبر دليل على محاولات المصريين والروس على الدفع بعلاقتهما العسكرية التاريخية والتي تعود للخمسينات من القرن الماضي.بعد ان عولت القاهرة لعقود على التحالف الاستراتيجي العسكري مع واشنطن. وسيمثل مرور السفن الحربية المصرية في مضيق البوسفور حاملة الاعلام المصرية رسالة سياسة قوية لأنقرة وهي رسالة قادرة على هز المسؤولين الأتراك وتوضيح ان القاهرة قادرة على الوصول الى الحدود البحرية التركية في رد عما تقوم به السفن العسكرية التركية شرق المتوسط. كما تشير هذه التطورات الى العقلية الإستراتيجية والعسكرية المصرية الآخذة في التغير حيث اصبحت مصر قادرة على حماية مصالحها ليس فقط في محيطها الجغرافي القريب ولكن في مناطق اكثر بعدا نظرا لامتلاكها قوة بحرية وعسكرية هامة يمكن الاعتماد عليها. وهذه القوة العسكرية رسالة قوية ووضاحة في مواجهة محاولات التمدد التركية المتشرذمة في المنطقة العربية والمبنية على إيديولوجيا توسعية. وشهر اغسطس/اب الماضي أجرت مصر واليونان والإمارات مناورات بحرية قرب جزيرة كريت في رسالة قوية كذلك لتركيا عقب إصرار انقرة على القيام بعمليات تنقيب غير قانونية. وتاتي تلك المناورات بعد اقل من اسبوعين من ترسيم الحدود البحرية بين اثينا والقاهرة للاستفادة من الثروات الموجودة في المنطقة الاقتصادية الخالصة بين الدولتين.
مشاركة :