أ/ فاطمة روزي تكتب : البراءة

  • 10/10/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

Share this on WhatsApp فجر – مقالات البراءة .. الكاتبة / فاطمة روزي شعرت بالألم والعبرات تسبقني من إحدى الصور التي رأيتها وفي نفس الوقت أبهرتني، بل أنها أشغلت تفكيري ملياً، لطفل يلتقط صورة ” سلفي ” مع بعض الأطفال، رغم فقرهم إلا أن الفرحة كانت تتراقص على وجوههم الهادئة، والإبتسامة تدغدغ عفويتهم، خلقوا من اللاشيء حبور بأجنحة تحلق بهم في فضاءات البساطة، فلا يعرفون زلازل البغض، وبراكين الحقد، وعواصف الأنانية، ورياح الخبث، يا لهم من أبرياء يعيشون سلسبيلاً من أجمل الأوقات كل لحظة بلحظتها العبقة . حيث أمسك المصور البارع بهاتفه ” الحذاء الأخضر” بكل ثقة، واصطف خلفه الباقين وأنظارهم متجهة بشغف نحو الهاتف ” الحذاء “، ونظراتهم تفيض بـِ البراءة الساطعة, نقاء كماء الفرات، يحملون بين قلوبهم وحناياهم طيور المحبة المبهجة، وعندليب الأحاسيس المرهفة، تتخللهم أنثى وردة كالدهان تزركش حدائقهم بغصونها النضرة، بعذوبة إطلالتها، وجمال فتنتها، فهي أكسير الحياة بينهم . البراءة تعني طفولة ملائكية بعبيرها الآخاذ، أي طيبة قلب كالسماء الصافية، وطهارة روح كبريق الألماس، لا يحملون مشاعل أذى، لا يعرفون دروب الخبث، لا ينثرون أشواك النفاق، لا مصالح ولا هموم، إنما مضغة لطيفة ظريفة خالصة من براثن المكائد، أحاديثهم كنسمة الربيع المجلجلة في وسط الأدغال، أفعالهم سطور وميض تحكي عمق فطرتهم البريئة، فلا مال أو جاه ولا شهرة تميزهم، إنما هم أحباب الله بصفاء أعمالهم ونقاء أقوالهم التي جذبتني إليهم . إذاً سفن الفرح موجودة في كل مكان وزمان، فلا تحتاج نقود أو مجهود، أنتَ فقط من يحمل ترياق سيمفونية السعادة، شراع رحيقها، ومن يضئ قناديلها، ويطرب بأنغامها، فلا تجعل لكهوف اليأس طريقاً إلى حياتك، ادفن كل ماضي سقيم في اللحد ولا تنظر خلفك مطلقاً، اطلق عنان الأماني وانثر بذور الآمال لتجني غيثاً من ثمار الأفراح، انظر وتأمل حال هؤلاء الأطفال الخمسة الذين رمموا أجواءهم بأنوار المرح المتلألأة، واشعلوها بترانيم ضحكاتٍ لا تنضب، احمدوا الخالق واشكروه على ما أنتم عليه من نعم عظيمة وآلاءٍ جسيمة . اللهم ارزقنا راحة القلب والبال وسرور لا يحور ولا يبور .. وأدم علينا نعمك واجعل في أنفسنا وأيامنا الفسحة والنور .. همسة :أشعلوا شموع الإبتسامة وأمتصوا شهيق الأفراح .. وأغلقوا نوافذ البؤس وأطلقوا زفير الألم والأتراح ..Share this on WhatsAppShare0Tweet0Share0Share

مشاركة :