أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس الأربعاء (5 أغسطس/ آب 2015) أن الانتصارات التي حققها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في بلاده مدعومة بقوات التحالف العربي ضد الحوثيين، لن تتوقف حتى يتم «تطهير» كل المحافظات اليمنية من «القوى الانقلابية التي تسببت بقتل الأبرياء، وتدمير البُنى التحتية في المدن، وتشريد مئات الآلاف من المواطنين من مساكنهم». ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن هادي، لدى مغادرته الرياض، متوجهاً إلى مصر، قوله: إن «الجيش الوطني والمقاومة لن تألو جهداً في مواصلة عملية استعادة الدولة على طريق العودة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216». وجدد الرئيس اليمني، تأكيداته بأن قوات الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، انقلبت على الشرعية الدستورية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية، وراحت تعبث بأمن البلاد وأرواح العباد. وكان هادي وصل إلى القاهرة على متن طائرة خاصة قادماً من السعودية في زيارة لمصر يشارك خلالها في احتفالات مصر بافتتاح قناة السويس الجديدة اليوم (الخميس). يأتي ذلك فيما تابعت القوات اليمنية الموالية للرئيس أمس عمليات تعقب الحوثيين وحلفائهم الذين يستمرون بالانسحاب بعد أن خسروا مدينة عدن وقاعدة العند الجوية الأكبر في البلاد، بحسب مصادر عسكرية. ويبدو أن محافظة أبين الواقعة شرق عدن ستكون الهدف المقبل للقوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية. وذكرت المصادر العسكرية أن قوات هادي تحاصر المقاتلين الذين انسحبوا من الحوطة، عاصمة محافظة لحج الجنوبية الواقعة شمال عدن، ومن قاعدة العند الواقعة في المحافظة نفسها. كما سيطرت القوات الموالية لهادي على منطقة وادي الحسيني الواقعة على الطريق بين الحوطة والعند بعد أن حاصرت فيها المتمردين الحوثيين وحلفاءهم من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وسقطت قاعدة العند الاستراتيجية بعد هجوم شنته قوات هادي مدعومة من طيران وسلاح التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وذلك بحسب ما ذكرت وزارة الدفاع اليمنية. وقتل 39 مسلحاً حوثيًّا على الأقل و17 مقاتلاً مواليًا لهادي خلال 24 ساعة في المعارك العنيفة في الحوطة بحسب مصادر طبية وعسكرية. وقال مصدر عسكري «إن الحوطة باتت تحت السيطرة بعد عمليات تمشيط ليل الثلثاء وصباح» أمس. وفي دلالة على استمرار التوتر في الحوطة، قال مصدر محلي إن محافظ لحج، الذي كان من المتوقع أن يصل خلال النهار إلى المدينة للمرة الأولى منذ سيطرة الحوثيين، أجل عودته إلى أجل غير مسمى. واستعادة السيطرة على لحج تعزز السيطرة على مدينة عدن، ثاني أكبر مدن البلاد التي شهدت معارك عنيفة طوال أشهر، ومن المتوقع أن تتجه القوات الموالية لهادي الآن للسيطرة على محافظة أبين الجنوبية المجاورة التي مازال الحوثيون يسيطرون على عاصمتها زنجبار. من جهة ثانية، كشفت قيادة القوات المشتركة، التي تقودها السعودية، أن إحدى مروحيات الـ «أباتشي» المقاتلة تابعة للقوات البرية في المملكة هبطت «اضطراريا» في منفذ الطوال، الذي يربط السعودية مع اليمن. وقالت قيادة القوات المشتركة، في بيان لها أمس إن «طائرة أباتشي تابعة للقوات البرية السعودية أجرت هبوطاً اضطراريّاً في منفذ الطوال السعودي، بعد تنفيذها عمليات على الحد الجنوبي (ضد الحوثيين وقوات صالح)، ولم تتعرض الطائرة لأي أضرار ولم يصب الطيار ومساعده بأي أذى. على الصعيد الإنساني، وصلت أمس طائرات إغاثية سعودية وسودانية إلى مطار عدن الدولي جنوب اليمن، على متنها مساعدات وأدوات طبية إلى جانب فريق إغاثي. إلى ذلك، أعلن مصدر حكومي يمني، أمس فتح مطار عدن، جنوبي اليمن، أمام حركة الطيران المدني بدءاً من اليوم (الخميس)، بعد إغلاق استمر أكثر من 4 أشهر، بحسب ما نقلت قناة «سكاي نيوز عربية» على موقعها الإلكتروني. وذكر المصدر أن أول رحلة للخطوط اليمنية سيتم تسييرها، الخميس، قادمة من الأردن، مروراً بجيبوتي ثم مطار عدن.
مشاركة :