وداعا.. سامية زين العابدين

  • 10/10/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ظهرت واختفت كنجمة في السماء لمعت ليوم أو بعض يوم..فى السبت 22 أكتوبر 2016 بعد دقائق من استشهاد العميد عادل رجائى  أمام منزله بمدينة العبور. ظهرت زوجته الزميلة  سامية زين العابدين الصحفية فى دار التحرير، أقوى من أى ألم ..لازلت أذكر صوتها المجروح وهى تعلن على الملأ بقوة وإصرار أحلام "عادل" الأخيرة فى وطن واحد محرر من "خفافيش" الظلام المسعورة.. كان الشهيد وقتها يشغل منصب قائد أركان حرب الفرقة التاسعة مدرعات بدهشور.. وهو المسؤول عن ملف هدم الأنفاق الممتدة بين غزة وسيناء، وكان مسؤولا عن تنفيذ المنطقة العازلة في رفح وقام بهدم مئات الأوكار على رؤوس الإرهابيين في سيناء..كان صوتها قويا وإن أبكانا وقتها..داميا .. مجروحا .. وحزينا وإن أعطانا القوة والأمل فى دحر الإرهاب.. باكيا .. ولكن لا ليس كل البكاء.. الرصاصات التي أصابت رفيق عمرها وبطلها ومثلها الأعلي أدمت قلبها صحيح، لكنها لم تنل من كبريائها ولم تسكت وطنيتها.. وعلا صوتها أكثر فى كل موقع تنبهنا بوصية ورجاء زوجها الذي استحق عن جدارة وصف جنوده بأنهم "رجل المهام الصعبة" لارتباطه وحبه الشديد لعمله في القوات المسلحة.. أبو الجميع.. وصاحب صاحبه .. لقوة علاقته الإنسانية بهم..  وأعلنت سامية المكلومة فى فخر أن زوجها الشهيد أول ضابط بالجيش المصري بهذه الرتبة والمستوى القيادي يتم اغتياله عقب ثورة 30 يونيو..أعلنت سامية ببساطة وبأمانة رسالة زوجهاالأخيرة: لازم الشعب يقف إيد واحدة.. لأن مصر في خطر..اللي بيحاربنا كلاب مسعورة.. مفيش حاجه تغلى عليكى يا مصر..أعلنت سامية كلماته الأخيرة ولم تنزوى أو تقفل بابها وتلعق جراح قلبها وحلمها المكلوم وتجلس في بيتها .. لكنها واصلت حمل سلاح الكلمة التى صقلتها خبرتها كمحررة عسكرية ووطنية مثقفة.. تعرف معنى الوطن ورسالة الكلمة ، وقوة رصاص الحروف الذي اعتبرته فى يدها أقوى من النيران ضد جماعات الشر والتخريب فى كل مكان! وفى الجمعة 10 أكتوبر 2020 وفى نفس أيام المجد وذكرى النصر التى رحل فيها زوجها إلى جنة الخلد .. لحقت به سامية..رحلت عن دنيانا قوية ولا يزال صدى صوتها يتردد فى أرجاء الوطن..تركتنا سامية مصدومين مشدوهين غير مصدقين نبأ وفاتها ورجوعها إلى خالق النفس المطمئنة راضية مرضية.. نبحث عن الكلمات لتساعدنا فى الرثاء ووصف هؤلاء الانقياء، ولكنها تعجز، وتتوه المفردات وتهرب الحروف.... سامية حين ننعيها .. والكلمات عاجزة أمام صمودها وإخلاصها فى تغليب الرسالة على نزيف الجروح.. رحلت مدرسة فى الوطنية والكبرياء.. برحيل سامية زين العابدين.  ليس غريبا أن تبادر الجزيرة بعرض30 الف دولار شهريا عليها عن حلقات لتسكت سامية لا لكى تحكى عن تعاطفها مع النظام السابق.. وعندما ترفض يرفع المزاد أمام غيرها من ضعاف النفوس أضعافا مضاعفة ..ولم يسبقها أحد فى كتمان الألم وتضميدالجراح بعد رحيل الزوج برصاص الجماعات الباغية .. فى سرادق العزاء .. كانت قوية صامدة وهى تقول: قدم زوجى  حياته بطلامدافعا عن مصر..وسعدت عندما اختيرت سامية عضوة فى الهيئة الوطنية للصحافة، وتمنيتها في منصب أعلى .. لكني لم أستغرب حين رفضت المنصب الأعلى، لم ترفض سامية الصحفية الوطنية أى منصب لمجرد أنها شديدة الإخلاص لمبادئ الوطن أو لأنها تعتبر القلم أكبر من أى منصب رسمى .. لكنها نفسها هى التى كتبت ذات يوم بإخلاص : "حصلت على أعلى وسام يكفينى فخرا أنني زوجة الشهيد".وأمس الأول شاءت ارادة الحق ان تنتهي رسالة سامية زين العابدين،اختارها المولى جلا وعلا لتنتقل الي الرفيق الأعلي .. فى جوار زوجها .. دعواتي أن يسكنهما الله مع النبيين والصديقين والشهداء.. فالبقاء لله وحده.

مشاركة :