صحيفة المرصد-متابعات: كشفت صحيفة سلايت الفرنسية الغموض الذي يلف العقل المدبر لعمليات حزب الله اللبناني في سوريا، وذلك من خلال تقرير قدمت فيه معلومات عن "هذا الرجل الخطير" المطلوب لدى العدالة الدولية. وبحسب موقع "عربي21 "نقلا الصحيفة الفرنسية قال تقرير أعده الصحفي فاني أرلنديس، إن هذا الرجل يسمى إلياس صعب، ويسمى أحيانا سامي عيسى، وفي رواية أخرى مصطفى أمين بدر الدين، وقد أجمعت صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله، ووزارة الخزانة الأمريكية، على أن هذا الرجل يقوم الآن بإدارة العمليات العسكرية لحزب الله ضد فصائل المعارضة السورية. وذكرت الصحيفة أن مصطفى بدر الدين من مواليد الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله اللبناني، مشيرة إلى أنه عندما كان في سن الـ14 اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية، ليلتحق بحركة فتح قبل أن ينفصل عنها لينضم لمليشيا تابعة لحركة أمل الشيعية، وهي المليشيا التي كونت فيما بعد نواة ما بات يعرف بتنظيم حزب الله اللبناني. وذكرت الصحيفة الفرنسية أن المدعو "بدر الدين" هو من يقف وراء عدة تفجيرات، منها التفجير الذي أدى إلى سقوط 241 من قوات المارينز الأمريكية المتمركزة ببيروت في سنة 1983، وتفجير آخر استهدف السفارتين الأمريكية والفرنسية في الكويت قتل على إثره ستة أشخاص. وأضاف التقرير أن الكويت أدانته على إثر ذلك بالإعدام في سنة 1984، وبينما كان يقبع بالسجن في انتظار تنفيذ الحكم أقدم صدام حسين على غزو الجار الكويتي في سنة 1990، ومهاجمة السجون وتحرير كل السجناء الذن كانوا من ضمنهم بدر الدين. وعاد بدر الدين إلى لبنان، وهناك قام بتدريب المقاتلين الفلسطينيين، وقاد عمليات المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان إلى حدود سنة 2000، ويعتقد كثيرون أن بدر الدين ضالع في عدة عمليات أخرى ليس فقط في بيروت، بل أيضا بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس وبغداد. وبحسب الصحيفة الفرنسية، فقليلون هم الأشخاص الذين يعرفون بدر الدين، رغم مسيرته الحافلة بالتنقلات والعمليات الإرهابية، ويعزى ذلك إلى أنه على الصعيد الرسمي بالكاد يمكن إثبات وجوده، فهو لا يملك جواز سفر ولا رخصة قيادة أو حسابا بنكيا أو ملكية خاصة، ولا توجد أية سجلات تفيد بخروجه أو دخوله للبنان. ونقلت الصحيفة تصريحا لغرايم كاميرون، قاضي المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، -التي تم إنشاؤها في لاهاي لمحاكمة منفذي اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في شباط/ فبراير 2005-، قال فيه إن: " بدر الدين يتحرك مثل شبح لا يمكن إدراكه، ونظريا يستحيل تعقبه داخل لبنان فهو لا يترك أي أثر". وكشفت الصحيفة عن أن بدر الدين، الذي يوصف بأنه زير نساء، وصاحب سهرات ماجنة، لا يبدو مضطربا أو خائفا، فهو يواصل تحركاته وزياراته للبنان بانتظام، رغم أنه صدرت في حقه مذكرة توقيف من قبل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان منذ 30 حزيران/ يونيو 2011. وقد حضر في كانون الثاني/ يناير الماضي جنازة قريبه جهاد مغنية، الذي قتلته طائرة بدون طيار إسرائيلية في مرتفعات الجولان السورية، في غارة كان بدر الدين هو المستهدف الرئيسي منها، غير أنه غير مخططاته في آخر لحظة، لينجو من موت محقق.
مشاركة :