على مدار الأيام القليلة الماضية، اهتم الرأي العام المصري بإلقاء الأجهزة الأمنية القبض على جزار عُرف إعلاميًا بـ «عنتيل الجيزة»، نتيجة ممارسة الرذيلة مع سيدات وتصويرهن في أوضاع مخلة، حتى تم الكشف عن 18 مقطع فيديو جنسي، ثم 120 مقطع، وأخيرًا 58 مقطعًا جديدًا على هاتفه المحمول. وجاء اهتمام الرأي العام بهذا المتهم بنفس الدرجة التي تابعوا بها قضية «عنتيل التجمع»، والذي مارس الجنس مع عدد من السيدات الأثرياء، قبل أن يبتزهن ماديًا لعدم البوح بما فعله معهن، وهو ما ظهر إلى النور بعد إعلان مبادرة «أنتي الأهم» بنشر رسالة لإحدى ضحاياه. ومع تكرار مصطلح «عنتيل» بين الحين والآخر، أصبح لدى البعض رغبة في معرفة معنى هذا الكلمة، وأصلها في اللغة، ومدلولها الذي ترمي إليه بمجرد ذكرها. وعليه، سبق وأن أوضحت الدكتورة هبة قطب، استشاري الطب الجنسي والعلاقات الأسرية، أن الرجل أكثر إقبالًا من المرأة على الجنس علميًا، نتيجة توافر هرمون التستوستيرون، فهو يتوافر من 10 لـ 20 ضعف عند الرجل من المرأة، وبالتالي فالجنس عنده رغبة وظيفية أكثر منها عاطفية. وتابعت «قطب» شرحها، خلال ضيافتها ببرنامج «بوضوح»: «هذه الفروق تدفع الرجل للتفاخر وسط أقرانه بأدائه الجنسي، وبالتالي فإن العنتيل هو شديد الفحولة أو عالي الفحولة، الذي يستطيع الأداء مرات كثيرة جدًا، والرغبة عنده لا تنقطع تجاه السيدات، ومن المفترض ألا يكون مرض، لكنه قد يتعرض لمرض نفسي حينما يحدث له عدم توازن نفسي حينما يتفاخر بهذا الأمر أمام الناس». ولمصطلح العنتيل معانٍ في اللغتين العربية والفرعونية القديمة، ففي كتابه «سيرة اللذة والجنس في مصر»، قال الدكتور ياسر ثابت إن هذه الكلمة تفوقت على جميع المصطلحات التي بحث عنها المصريون عبر «جوجل» في عام 2014، موضحًا أن «لها أصل في اللغة الفرعونية القديمة، حيث كان الاسم بـ (أنتوري) وتعني (الرجل الناضج)، ثم تُرجمت بعد العصر القبطي ليكون معناها (الرجل القوي) وحمل اسم (عنتوري)». وأردف «ثابت» في سطور كتابه: «وبمرور الأيام وتعاقب السنوات وكثرة الأجيال، حُرفت الكلمة ليكون اسمها الدارج (عنتيل)، وتحمل معنى الرجل الذي يستعرض فحولته الجنسية عبر علاقات متعددة مع النساء، وبطبيعة الحال أصبح تسجيل هذه الممارسات جزءًا من طقوس الفحولة سواءً للتباهي أو لابتزاز الضحية». وفي الفصحى، وبالبحث داخل معجم «لسنا العرب»، يعني «العُنْتُل» الصُّلْب الشديد، وحسب المنقول بموقع «المعاني»، يعتبر ماضيه «عنتل» بمعنى خرق الشيء قطعًا، كما تُطلق على الحيوانات: «الضباع العناتل: تقطع ضحيتها قطعًا». جديرٌ بالذكر أن أول ظهور للفظ «عنتيل» كان في عام 2014، حينما ضبطت الأجهزة الأمنية مدرب كاراتيه، مارس الجنس مع 35 سيدة وصورهن جميعهًا، ليُطلق عليه هذا المصطلح، وأعقبه 4 آخرين وُصفوا إعلاميًا بنفس اللقب، وهو ما كان بمثابة افتتاحية لمجموعة من «العناتيل»، التي وقعوا في قبضة الشرطة على مدار الأعوام الماضية.
مشاركة :