أكد فنانون تشكيليون أهمية تجديد وتطوير وفتح صالات العرض المتخصصة للفنون التشكيلية، إذ يعد ذلك إثراء للساحة الفنية، وارتقاء بالذائقة البصرية، وتعميق ثقافة الفنون البصرية. ونقص القاعات وصالات العرض من أهم وأبرز العقبات والمشاكل التي تعيق مسيرة الفن التشكيلي، هذا الواقع الذي يمثله الافتقار للمكان اللائق دفع الفنانين لقبول العرض في قاعات عامة، أنشئ الكثير منها لأغراض غير الفن التشكيلي، وبالتالي فإنها تفتقد لأقل التجهيزات التي تتطلبها ظروف إقامة مثل هذه المعارض.افتقاد الصالات قالت الفنانة تغريد البقشي: تكمن أهمية الصالات الفنية فيما يعرض فيها من إنتاج الفنانين على المستوى المحلي والعالمي، وتتمثل في المتاحف العالمية والمعارض وصالات العرض، ولا بد من الاهتمام بإنشاء وتحديث تلك الصالات، خاصة في المناطق التي لا يوجد بها مكان مناسب لإقامة المعارض الفنية، فمنطقة الأحساء مثلا لا يوجد فيها صالة للعرض، وحتى صالة جمعية الثقافة والفنون تحتاج إلى تجديد وتطوير وتعديل؛ لتلبي حاجات الفنانين، وأرى أن هذا مطلب ضروري لإنعاش الحراك التشكيلي. طراز عالمي وأشار الفنان التشكيلي صديق واصل إلى أن تجديد صالات الفن التشكيلي وتطويرها من أهم مقومات دعم وتطوير الحراك التشكيلي، وذلك بوجود الصالات الفنية ذات الطراز الفني العالي والاحترافي والمتكامل والمعاصر والمجهز بالتقنيات الحديثة والمواصفات الفنية؛ لعرض الأعمال الفنية بمختلف الأنواع للفنون البصرية، والتطوير المطلوب هو أن تكون الصالات ذات مساحات واسعة من حيث العرض، مع وجود فريق عمل متخصص ومتكامل من الخبرات الفنية العالية والعالمية في تنظيم المعارض والمهرجانات والفعاليات الفنية، وتقييم الأعمال والبحث عن التجارب الفنية المعاصرة، فهذه المواصفات الموجودة في الصالات الاحترافية تساعد الفنانين على الاستفادة منها، واكتساب الخبرات الفنية لتطوير أعمالهم ومشاريعهم الفنية. ويكمل: مثل هذه الصالات الاحترافية المتخصصة في إدارة المهرجانات والمعارض تكون مجهزة بالتنظيم والإخراج الفني العالي الاحترافي والتسويق الفني والإعلامي، وغيرها من المقومات الرئيسية، ويختلف تجهيزها حسب المكان الموجودة فيه والجهة المشرفة عليها، فهناك صالات عرض تجارية، وصالات تابعة لعدة جهات مثل الجمعيات الفنية والأندية الرياضية والأندية الأدبية والأمانات والجامعات وغيرها.خطوة مميزة في حين يرى الفنان التشكيلي عبدالله حماس، أن الفنان التشكيلي يحتاج بشدة إلى صالات وفضاءات للعرض، حيث كان الفنانون في السابق يعرضون أعمالهم في بهو الفنادق أو مداخل بعض الدوائر الحكومية، وأضاف: عندما تولت رعاية الشباب الدعم والأخذ بيد الفنانين، كانت تعرض أعمالهم في مدخل الرئاسة، وبعدها في صالة من صالات المبنى، وبعدها تم افتتاح صالة الأمير فيصل بن فهد بعد تسلمها من قبل مسك الخيرية وتجديدها، لتصبح أكبر وأرقى صالة عرض في المملكة. ولا ننسى بعض الصالات في فروع جمعيات الثقافة بالمملكة، ومكاتب رعاية الشباب، بالإضافة لبعض الصالات الموجودة منذ سنوات مثل صالة الراحل محمد السليم في الرياض وغيرها، والاهتمام والتوجيهات السامية الأخيرة تجعل الكل يهتم بتجديد صالاتهم وعرض الأعمال الجيدة فيها. الخطط الخمسية وأكد الفنان التشكيلي مشعل العمري، أن المملكة اهتمت خلال الحقب الماضية، وما زالت تهتم بالشباب السعودي وإنجازاتهم، وبما ينمي ويطور إبداعاتهم في جميع أنواع الفنون ومنها الفن التشكيلي، فالثقافة عموما، ومنها الفن التشكيلي، إحدى أدوات وأسلحة القوة الناعمة التي تستخدمها الدول لعرض ما وصلت إليه من تقدم وتطور بكافة المجالات، وقد تم ضمن الخطط الخمسية التي نفذت خلال الفترات الماضية، بِناء عدد من المراكز الثقافية والمباني الإدارية والقرى الثقافية التي احتوت ضمن ساحاتها على صالات للفنون، ومنها مراكز رعاية الشباب سابقا في عدد من المدن والبلدات على امتداد الوطن. نفض الغباروقال العمري: ونتيجة لتداخل الاختصاصات وتعدد النشاطات بالرئاسة العامة لرعاية الشباب المكلفة برعاية الفنون -آنذاك- ضمن نشاطاتها، حدث بعض التراخي في المحافظة على تلك المباني والصالات، وعدم توفير الصيانة والتطوير نتيجة التركيز على الأنشطة الرياضية فقط وما يخصها من مبان واستعدادات، ثم تلا ذلك نقل الأنشطة الثقافية إلى وزارة الإعلام، لكنها لم تلق نصيبا أفضل من الاهتمام، وفِي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، ملك الحزم والعزم، وبعد إنشاء وزارة مستقلة للثقافة وفصلها عن الإعلام، تم تعيين الوزير النشط الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، الذي قام بجهود جبارة لنفض الغبار عن بعض تلك الصالات المهملة وغير المستغلة، أو التي بدأت في الاندثار، وأعادت الوزارة تجديدها وتحديثها وتزويدها بالمعدات المتطورة والأجهزة الحديثة والإضاءات اللازمة، لتعود إلى القيام بدورها البناء في خدمة الشباب والفنون السعودية ضمن نهضة شاملة تعم ثقافة الوطن بكل أرجائه ونواحيه. وأضاف: إننا كفنانين ننظر بأمل ونتطلع بفخر واعتزاز لما يقوم به وزيرنا الشاب من تواصل وعطاء وجهد من خلال تنفيذ كل الجهود والبرامج التي ترفع من مكانة الثقافة السعودية إلى مركزها الذي تستحقه، ومن ضمن ذلك إعادة الصالات الفنية الرسمية إلى الواجهة، ومنحها المظهر البراق واللائق لتقوم بدورها المرسوم حسب التطلعات.
مشاركة :