مع استضافته أول حدث عام في البيت الأبيض للحديث عن «القانون والنظام»، استأنف الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسمياً حملته الانتخابية، في تحرك لافت تزامن مع توقفه عن تناول الأدوية الخاصة بعلاج فيروس كورونا. مع اقتراب السباق إلى البيت الأبيض من مرحلة حاسمة، أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترامب حافزاً كبيراً لأنصاره، مع استئناف حملته الانتخابية رسمياً بتجمع في البيت الأبيض، في خطوة تلت إعلانه النصر على فيروس كورونا والتوقف عن تناول أي أدوية بعد مرور أسبوع على دخوله مستشفى وولتر ريد العسكري. وفي فعالية أطلق عليها اسم "الاحتجاج السلمي من أجل القانون والنظام"، أطلّ ترامب أمس من شرفة الرواق الجنوبي للبيت الأبيض، في أول ظهور شخصي لتبديد الشكوك العالقة بشأن صحته. وقبل اللقاء، الذي حضره حشد التزم بالتباعد ووضع الكمامات وأجرى فحصاً للحرارة في حديقة الورود، كشف ترامب عن خطوة أكبر تتمثل في دعوة أنصاره غداً إلى تجمع حاشد في ولاية فلوريدا الأساسية. وكتب، في تغريدة مرتبطة باستمارة تسجيل تطلب من الحضور تحمل "جميع المخاطر المتعلقة بالتعرض للإصابة بالفيروس": "سأكون في سانفورد بفلوريدا الاثنين من أجل تجمع كبير جداً". وسعى الرئيس، الذي يتخلف عن المرشح الديمقراطي جو بايدن بهامش كبير في استطلاعات الرأي، للعودة إلى الحملة الانتخابية بشكل شخصي، بعد أن أعلن إصابته بفيروس كورونا يوم الجمعة الماضي. تقييم على الهواء وفي ظهور وصفه البيت الأبيض بأنه تقييم طبّي يُجريه الدكتور مارك سيغل له على الهواء، حلّ الرئيس الجمهوري، أمس الأول، ضيفاً على برنامج "تاكر كارلسون تونايت" عبر شبكة "فوكس"، مؤكداً أنه "في الوقت الحالي، لا يتناول أي أدوية منذ ثماني ساعات". وأبدى ترامب استعداده للتبرع ببلازما دمه، أو ما يسمى ببلازما النقاهة، لأميركيين آخرين يكافحون ضد فيروس كورونا، بعد أن طور أجساما مضادة للمرض. وعن أبرز الأعراض، التي شعر بها، أوضح ترامب أنه "لم يكن يشعر بالحيوية كما يجب. لكن لم يكن لديه مشكلة في التنفس التي يعانيها كثير من الناس". وفي وقت سابق، أجرى ترامب مقابلة طويلة مع الإذاعي اليميني راش ليمبو، قال فيها إن مزيج الأجسام المضادة ريجينيرون التجريبي الذي تناوله كجزء من العلاج كان "شافياً". وأضاف أنه "تغيير كامل لأوراق اللعبة" و"أفضل من لقاح". ورغم تأكيده مراراً أنه في وضع جيد ودعمته في ذلك تصريحات الطبيب الرئاسي شون كونلي، أشار ترامب في مقابلته مع ليمبو للمرة الأولى إلى أنه كان على وشك أن يموت لولا نظامه القاسي من الأدوية العلاجية. وقال الرئيس الأميركي: "أتحدث إليكم اليوم بسبب ذلك. كان من الممكن أن أكون ضحية سيئة"، موضحاً أن الأطباء أخبروه بأنه "سيدخل مرحلة سيئة للغاية". وتأتي خطط ترامب للمشاركة العامة بعد أن أعطى طبيب البيت الأبيض يوم الخميس الضوء الأخضر له بالخروج من عزل فيروس كورونا في نهاية هذا الأسبوع بعد 10 أيام من تشخيصه. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت نتيجة الاختبار ستكون سلبية قبل الفعالية، الأمر الذي يثير مخاوف صحية. ووفقاً لإرشادات وكالات الصحة الأميركية، يمكن أن يظل الشخص المصاب بكورونا معدياً لمدة 10 أيام على الأقل بعد ظهور الأعراض، على الرغم من أن الحالات الأكثر خطورة يمكن أن تكون المدة أطول. المناظرة الثانية وفي مسعى لإثبات قوته وتحسن صحته، رفض ترامب المشاركة في المناظرة الثانية المقررة الأسبوع المقبل مع بايدن، بعد أن قرر المنظمون جعلها افتراضية بسبب الوباء. وأعلنت لجنة المناظرات ذلك رسمياً، أمس الأول، موضحة أن مناظرة الخميس المقبل ألغيت. لكنها أبقت على مواجهة أخيرة بين ترامب وبايدن في 22 أكتوبر. ودفع القرار حملة ترامب إلى إطلاق اتهامات بالانحياز. وقال مدير الاتصالات تيم مورتو: "ليس هناك سبب طبي لوقف" تنظيم مناظرة الخامس عشر من أكتوبر. بدوره، اعتبر المتحدث باسم المرشح الديمقراطي أندرو بيتس أن ترامب وبسبب سجلّه "ليست لديه الشجاعة للرد على الناخبين في نفس الوقت" مع بايدن، مؤكداً أنه "أمر مخز أن يتفادى المناظرة الوحيدة التي يمكن فيها للناخبين طرح أسئلة، لكن الأمر ليس مستغرباً". وعلى وقع فوضى عارمة وتبادل الاتهامات والإهانات الشخصية، أجريت المناظرة الرئاسية الأولى في 29 سبتمبر، وبحثت اختيار قاضية جديدة للمحكمة العليا بعد وفاة القاضية روث غينسبورغ وملف الرعاية الصحية والتصدي لفيروس كورونا وقضايا الاقتصاد والتوترات العرقية الناجمة عن حوادث قتل الشرطة لأميركيين من أصول إفريقية. تحركات بايدن وبعدما أمضى أشهراً من السخرية بسبب التزامه الحجر أثناء الوباء، اجتاح بايدن الولايات المتأرجحة في الغرب الأميركي، فزار ولاية أريزونا الخميس، وقام بحملة في ولاية نيفادا الجمعة. وكان ترامب فاز في هاتين الولايتين في 2016، لكنهما باتتا تميلان الآن إلى الحزب الديمقراطي بفارق ضئيل في استطلاعات الرأي. وعلى غرار خسارة الديمقراطيين لميشيغان عام 2016، باتت ولاية نيفادا، التي اعتقدوا أنها في اليد، تتحوّل بشكل غير متوقع إلى ترامب، بحسب مصادر أكدت أن الإقبال المبكر وسجلات الناخبين ترجح فوزه بها، بل حتى إن الاستطلاعات تشير إلى أنها باتت ولاية حمراء. ووسط تحذيرات لاتينية من أنه لا يمكن أن يأخذ ولاية نيفادا كأمر مسلم به، انتقد بايدن، في تجمع راق في لاس فيغاس، ترامب. وقال إن "سلوكه الشخصي المتهور منذ تشخيص إصابته وتأثيره المزعزع للاستقرار على حكومتنا، أمر لا يطاق". وعند صعوده إلى طائرة حملته الانتخابية، وجه رسالة إلى الذين يحضرون المهرجانات الانتخابية. وقال: "أتمنى لكم حظاً سعيداً. ما كنت لأشارك بدون كمامة وتباعد". وتشير استطلاعات الرأي إلى أن بايدن يتقدم بفارق كبير لدى مجموعات سكانية محددة بينها النساء والمسنين، ما يدفع المحللين إلى الحديث بشكل متزايد عن احتمال فوز ساحق له. وعادت مسؤولية ترامب والاستياء العام من إدارته للوباء لتصبح من المواضيع الرئيسية للحملة الانتخابية. وفيما يشكل ضغطاً إضافياً، كشف الديمقراطيون الذين يسيطرون على مجلس النواب عن خطط لتشكيل لجنة للتحقيق في الحالة الصحية لأي رئيس من أجل ممارسة مهامه، وهي خطوة من الواضح أنها تستهدف ترامب.
مشاركة :