أذربيجان وأرمينيا تتبادلان الاتهامات بخرق وقف لإطلاق النار

  • 10/11/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تبادلت أرمينيا وأذربيجان السبت اتهامات بشن هجمات جديدة على الرغم من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بعد التوصل إليه إثر مفاوضات طويلة جرت في موسكو بعد أسبوعين من المعارك الكثيفة في إقليم ناغورني قره باغ الانفصالي. والاتفاق الذي تم التوصل إليه فجر السبت ودخل ظهراً حيّز التنفيذ، يبدو سارياً نسبياً إذ شهدت مدينة ستيباناكرت عاصمة الإقليم هدوءاً بعد معارك عنيفة استمرت أياماً. وأفاد مراسل ميداني لوكالة فرانس برس، بتوقف المعارك وبعدم سماع الصفارات التي كانت تنذر بهجمات وشيكة، لكن الأحياء خلت من المارة باستثناء بعض السكان الذي خرجوا للتموّن. ووافق وزيرا خارجية أرمينيا وأذربيجان بوساطة روسية، على وقف إطلاق النار في مفاوضات استمرت أكثر من عشر ساعات وانتهت في وقت متأخر من ليل الجمعة السبت. ويفترض أن يسمح وقف إطلاق النار الإنساني بتبادل أسرى حرب وأشخاص آخرين وجثث القتلى، وفق الخارجية الروسية. وانفصل إقليم ناغورني قره باغ ذات الغالبية الأرمنية، عن أذربيجان بعد حرب أوقعت 30 ألف قتيل في تسعينيات القرن الماضي. وتتّهم باكو يريفيان باحتلال أراضي الإقليم الذي شهد مراراً أعمال عنف. وأسفرت المواجهات التي اندلعت في 27 سبتمبر بين الانفصاليين الأرمن في ناغورني قره باغ وأذربيجان عن مقتل أكثر من 450 شخصاً، بينهم نحو 50 مدنياً، لكن الحصيلة الحقيقية للمعارك قد تكون أكبر بكثير. وبعيد دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، اتّهمت وزارة الدفاع الأرمينية القوات الأذربيجانية بأنها «شنت هجوماً عند الساعة 12,05». من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن «أرمينيا تنتهك بشكل صارخ وقف إطلاق النار». وتبادل الجانبان الاتّهامات بشن هجمات قبيل دخول الاتفاق حيّز التنفيذ. وتعرضت ستياباناكرت التي قصفت مراراً في الأيام الماضية، للقصف مرة أخرى صباح السبت، بحسب صحافي في فرانس برس، لكن بعد الظهر، كان الوضع أكثر هدوءاً باستثناء سماع دوي الانفجارات من بعيد فيما أعرب عدد قليل من السكان عن قناعتهم بوجود فرصة لنجاح الهدنة. وقال ليفون وهو سائق سيارة أجرة هي من بين السيارات القليلة التي لا تزال تجول شوارع العاصمة الانفصالية «نعرف الآذريين، لا يمكن أن نثق بهم، يمكن أن يعودوا إلى القتال في غمضة عين، وقف إطلاق النار لن يدوم، إنها حيلة لكسب الوقت واستعادة قوتهم». وأضاف «مع ذلك فإن كلا الطرفين بحاجة لاستراحة». من جهته، قال فلاديمير بارسيغيان البالغ من العمر 64 عاماً وهو متقاعد ويعمل متطوعاً في مصنع للبزات العسكرية «عشت نحو 20 عاماً في أذربيجان، هؤلاء الناس يكرهوننا، لا نصدق وقف إطلاق النار، يريدون فقط كسب الوقت». وأعرب كثر في أذربيجان عن معارضتهم للهدنة، في باكو، أعربت سيتارا ماميدوفا وهي طالبة تبلغ من العمر 20 عاماً عن «خيبة أملها» إزاء الخطوة، قائلةً «لا لوقف إطلاق النار! إما أن يغادر العدو أرضنا وإما أن يُقتل فيها». في بردة الواقعة على بعد 40 كلم من الحدود، يوافق مراد أسدوف على ذلك قائلاً «علينا أن نواصل الحرب وأن نستعيد أرضنا». وقال مسؤول أذربيجاني رفيع إن الهدوء «مؤقت»، موضحاً «إنه وقف إطلاق نار إنساني لتبادل الجثث وأسرى الحرب، ليس وقفاً (حقيقياً) لإطلاق النار». وأكد المسؤول أن باكو «لا تنوي التراجع» عن مساعيها لاستعادة السيطرة على المنطقة. ولدى الإعلان عن الهدنة، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الجانبين اتّفقتا على بدء «مفاوضات جوهريّة» للتوصّل إلى حلّ سلمي للنزاع، بوساطة من رؤساء مجموعة مينسك (روسيا وفرنسا والولايات المتحدة) التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وشددت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول على «ضرورة استئناف المحادثات الجوهرية، دون شروط مسبقة». وأجرى السبت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً بالرئيس الإيراني حسن روحاني تباحثا فيه حول جهود الوساطة الروسية، وفق الكرملين. من جهتها، رحّبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بوقف إطلاق النار، وأبدت استعدادها لتسهيل عملية تبادل الأسرى والجثث. وأشارت وزارة الخارجية التركية السبت إلى ان وقف إطلاق النار هو «أول خطوة مهمة، لكنه لن يحل مكان الحل الدائم». وأضافت أنقرة، حليفة باكو، أن اذربيجان منحت أرمينيا «الفرصة الأخيرة للانسحاب من الأراضي التي تحتلها»، مؤكدة أن «أذربيجان أثبتت لأرمينيا وللعالم أنها تستطيع استعادة أراضيها المحتلة». يأتي ذلك فيما يُخشى من تدويل الصراع في هذه المنطقة حيث لدى الروس والأتراك والإيرانيين والغرب مصالح، وتشجع أنقرة باكو على الهجوم فيما تلتزم موسكو بمعاهدة عسكرية مع يريفان. وتتهم تركيا بالمشاركة في القتال إلى جانب أذربيجان، وهو ما تنفيه أنقرة، وأفادت تقارير عدة عن إرسال مقاتلين موالين لتركيا من سوريا للقتال في قره باغ.

مشاركة :