بدأ رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، سعد الحريري، اليوم الأحد، مشاورات مع رؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي وتمام سلام وفؤاد السنيورة، وذلك في إطار المبادرة التي أعلنها لتشكيل الحكومة.وتدخل الأزمة السياسية في لبنان مفترق طرق، عقب مبادرات عدة لوقف الانهيار الاقتصادي وإجراء إصلاحات جذرية عقب الانفجار الضخم في مرفأ بيروت في أغسطس الماضي، فيما لم تستطع القوى السياسية التوافق بشكل كامل لتشكيل الحكومة الجديدة.وقالت صحيفة "النهار" اللبنانية نقلًا عن مصادرها الخاصة، إن "مبادرة الحريري فرضت تغييرًا في الأولويات لدى مختلف القوى السياسية، مستعيدة عناوين المبادرة الفرنسية بتقديم الخيار التوافقي على حكومة الاختصاصيين، وقد يكون ذلك ناتجا عن فشل تجربة مصطفى أديب في التشكيل".وأضافت: "هذا يعني أن الحكومة المقبلة إذا تألفت برئاسة الحريري بعد تسميته، ستعيد الأمور إلى ما قبل 17 أكتوبر 2019، وبهامش يستطيع فيه الرئيس الجديد للحكومة التحرك من خارج القيود التي كانت مفروضة في التسوية السابقة مع الرئيس ميشال عون بعد 2016".وكانت حكومة سعد الحريري تقدمت باستقالتها في 2019، على خلفية احتجاجات ضد الطبقة السياسية الفاسدة وتردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وأكد الحريري مرارا أنه لن يتولى المنصب مجددا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي دفعه للتراجع عن القرار؟.والخميس، قال الحريري في تصريحات تلفزيونية: "في البلد هناك 3 مشاريع، مشروع حزب الله وحركة أمل المرتبط بالخارج، ومشروع يريد أن يخرج لبنان من هذه الأزمة ويعمل على مبدأ لبنان أولا مشروع من المزايدين الذين أوصلوا البلد الى ما نحن عليه"، وأضاف قائلا: "التمسك بتسمية سعد الحريري من قبل حركة أمل وحزب الله هو فقط لتفادي الاحتقان السني الشيعي".وأضاف: "اتهمت بأنني أشكل حكومة الدكتور مصطفى أديب، ولكن وظيفتي كانت فقط تحذير أديب بعدم تسمية أشخاص تستفز أي فريق سياسي"، وأكد أنه مرشح لرئاسة الحكومة "من دون جميلة حدا".وقال الحريري: "أنا مرشح لرئاسة الحكومة من دون جميلة حدا، لدي كتلة نيابية ومعروف من أنا، لكنني لا أهدد وأتوعد كما يفعل الاخرون، بعض المنتقدين والمزايدين يريدونني أن أهدد وأنا لن أفعل ذلك، أنا ابن رفيق الحريري المعتدل"، على حد تعبيره.وتطرق رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق للتدخلات الخارجية في لبنان قائلا: "لا نريد مشاريع خارجية تفرّط بهذا البلد وهذا تاريخ الطائفة السنية، والحاضن الوحيد لجميع الطوائف في لبنان هي الدولة ومؤسساتها"، وأضاف: "علاقتي بالمملكة العربية السعودية لا يهزّها أحد، وسمير جعجع عمل مصلحته وجبران باسيل يتحمّل مسؤولية افشال العهد".
مشاركة :