ترأس متروبوليت الناصرة وسائر الجليل كيريوس كيرياكوس خدمة القداس الإلهي إحتفالًا بعيد شفيعهُ القدّيس كيرياكوس السائح العجائبي، في كنيسة دير المطرانية في الناصرة. شاركه الآباء الكهنة الايكونوموس عازر عواد والايكونوموس بشارة ورور والايكونوموس سيرجي، بحضور عدد محدود من المؤمنين حسب تعليمات وزارة الصحة.الجدير بالذكر ولد القدّيس كيرياكوس في مدينة كورنثوس عام 448 من أب كاهن وأم تقية. نشأ في كنف ذويه إلى أن بلغ الثامنة عشرة، غادر بعدها موطنه سرًا إلى القدس لأن روحه احتدت فيه ورغب في الحياة الملائكية.ولما بلغ المدينة المقدسة وسجد لعود الصليب، سمع بالقدّيس افتيميوس الكبير (377 - 473) فجاء إليه وسأله أن يقبله في عداد تلاميذه. فعرف افتيميوس، بروحه، ما سيكون عليه كيرياكوس فألبسه الإسكيم الكبير وأرسله إلى القديس جيراسيموس الأردني، بالقرب من البحر الميت، لأنه لم يشأ أن يعثر الشيوخ بقبوله فتى في عدادهم.استمر كيرياكوس في عهدة القديس جيراسيموس تسع سنوات. ولما رقد معلمه تنقل بين عدد من الأديرة والكهوف كان أحبها إلى قلبه كهف القديس خاريطن في برية تكوا، جنوبي شرقي بيت لحم، الذي كان عبارة عن فجوة هائلة فيها مغاور بشكل طبقات شديدة البرودة، كثيرة الرطوبة. هنا بالذات رقد القديس كيرياكوس بعد عمر مديد بلغ المائة سنة وسبعًا.كان كيرياكوس قوي البنية، وقد بقي كذلك إلى سن متقدمة رغم أصوامه وأسهاره القاسية. قال عن نفسه انه لم يغضب مرة واحدة في حياته ولا عرفته الشمس آكلًا لأنه كان يتناول وجبته اليتيمة بعد غروب الشمس.أقام في دير القديس افتيميوس عشر سنوات صامتًا. سيم كاهنًا وجعل خادما لكنائس الرهبان في دير سوقا القريب من الكهف، ثلاثين سنة.انصرف في سن السبعين إلى برية ناتوفا حيث أمعن في النسك. ينقل انه لم يكن يتناول هناك سوى نوع من البصل البري المر الذي رجا الله أن يجعله حلوا فمنّ عليه بذلك.كان كيرياكوس يعشق الخلوة. وكلما لاحقه الناس فر من أمامهم. وقد بقي ينتقل حتى في التسعينات من عمره. يقال، في هذا السياق، انه أقام في سوساكيم وحيدًا وهو في التسعين. وقد أرسل له الله أسدًا دجنه وجعله حافظًا لحديقته.تصدى لتعليم أوريجنوس الفاسد الذي كان قد تفشى في صفوف الرهبان وهو في التسعينات.وتعيد له الكنيسة اللاتينية والكنيسة المارونية في نفس هذا اليوم ويطلق عليه الموارنة اسم روحانا أي الروحاني لسمو منزلته.
مشاركة :