كيف نحمي الأطفال من الألعاب الإلكترونية القاتلة؟

  • 10/12/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مع التطور التكنولوجي المستمر يلجأ كثير من الأطفال إلى شغل أوقات فراغهم بالألعاب الإلكترونية، فهناك دراسات أثبتت أن الألعاب الإلكترونية لها فوائد لتنمية العقل وخاصة ألعاب الذكاء، لكن يوجد الكثير من أنواع الألعاب الإلكترونية التي تؤثر على صحة الأطفالوتؤدي إلى وفاتهم .     أطباء وخبراء فى الصحة النفسية حذروا من خطورة تلك الألعاب لما لها من آثار صحية سيئة تؤثر على الأطفال بالسمنة والضعف في العضلات ومشكلات بالبصر والعصبية الزائدة، ورجحوا السلوك العدواني لدى الأطفال سببه الرئيسي الألعاب الإلكترونية العنيفة ، مؤكدين أن معظم الأمهات يلجأن إلى إلهاء أطفالهن بالألعاب الإلكترونية غير مدركات خطورة الأمر الذي يتحول إلى إدمان، والتى تظهر تأثيراته السلبية على صحة الأطفال النفسية والجسدية. فبالأمس شهدت محافظة بورسعيد مصرع طفل بسكتة قلبية أثناء ممارسته لعبة "بابجي" الشهيرة على الهاتف المحمول، حيث استقبل مستشفى خاص بالمحافظة جثة الطفل "12 عاما " بعدما عثر على الهاتف إلى جواره مفتوحًا على تلك اللعبة.. فلم تكن تلك الواقعة الأولى التي تشهد وفاة طفل بسبب تلك الألعاب الإلكترونية .. الامر الذى يستوجب علينا كأولياء أمور الوقوف للحظات مع أنفسنا لمراجعة حساباتنا مع أبنائنا بعد أن تركناهم فريسة لتلك الألعاب . فهناك كثير من الدول قررت حظر العديد من الألعاب الالكترونية الخطرة مثل الهند والأردن وغيرهما من الدول بعد انتشارها بشكل واسع وتسببت فى مصرع العديد من الشباب والأطفال .   ألعاب إلكترونية قاتلة.. احترس منها تتجاوز خطورة بعض الألعاب الإلكترونية مجرد تعزيز السلوكيات العنيفة عند الأطفال والمراهقين أو انعزالهم اجتماعيا إلى حد إنهاء حياتهم والدفع بهم إلى الانتحار.  وإليكم أبرز الألعاب الإلكترونية التي أثارت جدلا كبيرا في السنوات الأخيرة لخطورتها على حياة من غامروا وقرروا خوض تجربتها.   الحوت الأزرق Blue Whale تسببت لعبة الحوت الأزرق في إنهاء حياة عدد كبير من مستخدميها تجاوز المئة شخص عبر العالم منذ ظهورها عام 2015، وتوصف كأحد أخطر الألعاب الإلكترونية في العالم. والأطفال هم الضحية في أغلب الحالات وأحدثها إقدام 6 أطفال بالجزائر على شنق أنفسهم تنفيذا لأوامر اللعبة. تقوم اللعبة على فكرة التحديات إذ تتحدى المستخدم على القيام ببعض الأمور وتصوير نفسه للانتقال للمرحلة التالية، ومن هذه التحديات تشويه أجسادهم بآلات حادة والوقوف على حافة سطح المنزل وقطع السكة الحديدية على مدار 50 يوما وفي نهاية التحدي يقدم المستخدم على الانتحار إما برمي نفسه من مبنى أو شنق نفسه .   بوكيمون جو Pokemon Go تسببت لعبة بوكيمون جو في العديد من الحوادث القاتلة منذ ظهورها عام 2016، لانشغال اللاعبين بمطاردة والتقاط شخصيات البوكيمون المختلفة والسير بلا تركيز في الشوارع ما يعرضهم للحوادث . وتقوم اللعبة على بحث المستخدم عن البوكيمون معتمدة على الخرائط الحقيقية للمكان الموجود به اللاعب، وتحدد للاعب أماكن يذهب إليها للبحث عن البوكيمون في منزله أو المناطق المجاورة له وعليه الذهاب إليها سريعا لالتقاط البوكيمون قبل أن يختفي.   جنية النار Fire Fairy تسببت اللعبة في موت كثير من الأطفال حرقا أو اختناقا بالغاز، إذ تشجعهم على الوجود بمفردهم في الغرفة وترديد كلمات سحرية وتوهمهم أنهم يتحولون إلى "جنية النار" باستخدام غاز الموقد (البوتاجاز) وهو ما يتسبب في إحراق أنفسهم بالغاز. وتأمر اللعبة الطفل بالاستيقاظ عند منتصف الليل بعد نوم الجميع والدوران في أنحاء الغرفة مع ترديد كلمات سحرية ثم الانتقال للمطبخ وفتح جميع شعلات الغاز، ومن ثم الذهاب للنوم وعند استنشاق الغاز السحري سيتحول إلى جنية.   رسالة تحذيرية من الأزهر تابع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن كثب ما نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من ألعاب تخطف عقولَ الشباب خاصة وكثير من أفراد المجتمع، وتجعلهم يعيشون عالمًا افتراضيًّا يعزلهم عن الواقع، وتدفعهم بعد ذلك إلى ما لا تُحمد عاقبته، ومن ذلك ما انتشر مؤخرًا من لُعبة تُدعى (مومو) وما يماثلها، وتستهدف هذه اللعبة جميع الفئات العمرية، وخاصة الشباب وتعتبر الوجه الآخر للعبة الحوت الأزرق و(pubg). وهذه اللعبة تبدو في ظاهرها بسيطة، لكنها للأسف تستخدم أساليب نفسية معقدة تحرض على إزهاق الروح من خلال القتل، وتجتذب اللعبة محبي المغامرة وعاشقي الألعاب الإلكترونية لأنها تستغل لديهم عامل المنافسة تحت مظلة البقاء للأقوى. ورصد قسم متابعة وسائل الإعلام بالمركز أخبارًا عن حالات قتل من مستخدمي هذه اللعبة، وقد نهانا الله سبحانه عن ارتكاب أي شيء يهدد حياتنا وسلامة أجسامنا وأجسام الآخرين فقال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النساء: 29] . ولخطورة الموقف، وانطلاقًا من دور مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الرائد في إرشاد الناس إلى ما فيه خيرهم، وتحذيرهم مما فيه ضررهم، يحذر من خطورة هذه الألعاب ويهيب بالعلماء والدعاة والمعلمين بضرورة نشر الوعي العام بخطورة هذه الألعاب على الفرد والمجتمع، وتأكيدًا على حرمة هذا النوع من الألعاب، لخطورته على الفرد والمجتمع ويجرم مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية هذا النوع من الألعاب ويهيب بأولياء الأمور وكل الفاعلين في المجتمع والجهات المختصة إلى منع هذا النوع من الألعاب. وانطلاقًا من هذا الدور الذي يضطلع به الأزهر الشريف بجميع قطاعاته يقدم المركز عدة نصائح لجميع فئات المجتمع تساعده على تحصين أبنائه وتنشئتهم تنشئة سوية واعية تقيهم من أمثال هذه المخاطر.   الطب النفسي حذر الدكتور نبيل القط استشاري الطب النفسي من الألعاب الإلكترونية، حيث إن الإفراط فى لعبها لفترات طويلة فى اليوم يؤثر بشكل سلبي على حياة الأطفال الاجتماعية والأسرية والشخصية. وأضاف "القط" أن هناك دراسات أثبتت فى بعض الجامعات المصرية أثبتت أن هناك أكثر من 40% من الطلاب الجامعيين لديهم درجة من درجات إدمان الألعاب الإلكترونية  ، مشيرا إلى أنه ثبت أن إدمان الألعاب الإلكترونية لديها نفس الأعراض الخاصة بإدمان المخدرات، حيث أن الرغبة المستمرة فى لعبها تثير الدوائر فى المخ التى تثير نفس الدوائر الخاصة بمخ مدمن المخدرات، بالإضافة إلى أن لها مشاكل جسدية ونفسية خطيرة. ونصح القط بتجنب الألعاب الإلكترونية الجماعية الخطيرة مثل بابجى، لافتا إلى أن منظمة الصحة العالمية وضعت أربع طرق يعرف بها الأهالي عن إدمان أولادهم للألعاب الإلكترونية، ومنها الانشغال المفرط بها ووضعها من الأولويات، بالإضافة إلى محاولته للتوقف عن اللعب ولكنه غير قادر على ذلك والانشغال فى لعبها وترك حياته مع أصدقائه وعائلته ودراسته، لافتا أن البديل لتلك الألعاب هو مشاهدة الأفلام والمسلسلات مع العائلة ولعب الألعاب الأخرى مثل الدومينو والشطرنج.   مطالبات برلمانية هناك مطالبات فى مجلس النواب فى دورته الأخيرة بتخصيص حصة دراسية للطلاب على مستوى جميع المراحل التعليمية، للتوعية بخطورة الألعاب والتطبيقات الإلكترونية التى انتشرت مؤخرًا، لتأثيراتها السلبية على أبنائنا. وتضمن الاقتراح بضرورة تخصيص حصة فى العام الدراسى بجميع المراحل التعليمية، للتوعية بمخاطر الألعاب الإلكترونية والتطبيقات الموجهة للمراهقين، والتى تدفعهم إلى ارتكاب جرائم فى حق أنفسهم وحق المجتمع ، وذلك بعد ان انتشر فى الآونة الأخيرة عدد من التطبيقات تنتشر فيما بين المراهقين عبر الهواتف المحمولة تدفع الشباب إلى إيذاء أنفسهم وأسرهم، وبعضها يساعد على الانتحار، وأخرى تروج للعدائية والعنف .   المجلس القومى للطفولة والأمومة حذر المجلس القومي للطفولة والأمومة الأهالي من استخدام الأطفال للإنترنت دون رقابة وطالب الأسر بضرورة متابعة ألعاب أطفالهم باستمرار حتى لا يقعوا فريسة سهلة للقرصنة الإلكترونية، والتى قد تعرض حياتهم للخطر، خاصة أنه في وقتنا الحالي يتواجد عدد كبير من الأطفال والمراهقين على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة دون رقابة من الاهل وهذا ما يجعلهم فريسة سهلة للكثير من المخاطر ويجعلهم أكثر عرضة للاستغلال . وقد خصص المجلس القومى خطا ساخنا لنجدة الطفل "16000 " للحصول على المشورة النفسية الصحيحة فى التعامل مع مثل هذه المواقف مع الأطفال، والإبلاغ أيضًا إذا ما تعرض الأطفال لأي خطر أو استغلال.

مشاركة :