لم تتوقع الطفلة السورية سما، ذات السنوات الخمس، اللاجئة مع أسرتها في لبنان، أن القدر يخبئ لها ما لم يكن في الحسبان، وستكون ضمن ضحايا حادث انفجار مرفأ بيروت، الذي هز العاصمة اللبنانية أخيراً.فبينما كانت سما تلهو وسط جدران منزلها المتواضع، وقع الحدث، وتطاير زجاج المنزل، لتستقر شظاياه داخل عينها اليسرى فأفقدتها النظر.وعاشت الطفلة البريئة أياماً وليالي تعاني فرط الألم، ودهم أسرتها شبح الخوف من المستقبل المجهول؛ لأنها ستعاني طوال حياتها تشوهات في الوجه؛ إلى أن جاءها الفرج، واستقبلت بشريات الخير من إمارات الخير، تحملها أجنحة «الهلال الأحمر الإماراتي»؛ حيث كانت ضمن المشمولين بمبادرة سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الرئيسة الفخرية للهيئة «أم الإمارات»، لعلاج المصابين.وأجريت لها عملية جراحية تجميلية، وركّبت لها عين صناعية، وأزيلت التشوهات التي لحقت بها من جرّاء الحادث. وتستطيع سما حالياً ممارسة حياتها العادية، من دون الشعور بالنقص أو الدونية بسبب فقد إحدى عينيها، والاندماج في المجتمع من غير خجل أو وجل، ولسانها مع أسرتها تلهج بالشكر لله، والثناء لدولة الإمارات وسموّ الشيخة فاطمة، على رعايتها الكريمة لها والتكفل بعلاجها، لتقبل على الحياة من جديد وتستعيد نشاطها وحيويتها. (وام)
مشاركة :