رائحة الصابون الحلبي تعبق في حلب من جديد | | صحيفة العرب

  • 10/12/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم يفوت الكثير من السوريين رغم المخاوف من انتشار وباء كورونا فرصة زيارة خان الصابون عند افتتاحه بعد فترة من الإغلاق بسبب خضوعه لعملية ترميم، وهو ما يعكس مكانة الصابون الحلبي وأهميته في حياتهم. حلب (سوريا)- عادت رائحة الصابون لتعبق من جديد في حلب، حيث فتح “خان الصابون” الواقع في سوق المدينة السورية منذ أواخر القرن التاسع هجري، أبوابه واستقبال عشاقه بعد خضوعه لعملية ترميم وإعادة تأهيل إثر الدمار والخراب اللذين طالا حجارته وأسقفه الخشبية وأبوابه ومكوناته التراثية القديمة. ويعرض الخان ما أبدعه شيوخ المهنة من صانعي الصابون الحلبي المشهور بمكوناته الطبيعية والتي تعتمد بالأساس على زيت الزيتون والغار، كما أن الخان يضم أكبر قطعة صابون في العالم يصل وزنها إلى 1520 كيلوغراما. ووفقا لوكالة الأنباء السورية (سانا)، قال شرف الدين دهان، مدير التسويق والإنتاج بالخان، إن “هذا المكان تعرض للتدمير والخراب وتم العمل على إعادة ترميمه وتأهيله للحفاظ على مهنة الأجداد وهي صناعة الصابون”. وأشار دهان إلى أن الخان بقاعاته التي تفتح على بعضها البعض يحتوي على “جناح مخصص لعرض ما ينتجه شيوخ هذه الصناعة ومنهم الزنابيلي والجبيلي والصابوني، إلى جانب أروقته المخصصة لإبراز ما تشتهر به حلب من الصناعات التراثية اليدوية النحاسية والشرقيات والأعمال الخشبية التي كانت تزين كل بيت من بيوتات حلب القديمة، إضافة إلى عرض أكبر قطعة لصابون الغار، وقد تم تصنيعها يدويا لتحكي قصة ما توارثه الآباء عن الأجداد في هذه الصناعة العريقة”. ويعود تاريخ صناعة صابون الغار في حلب إلى ما قبل ألفي عام قبل الميلاد، ولم تتغير طريقة صناعته كثيرا منذ ذلك الحين، حيث لا تزال تحافظ على طريقة الإنتاج التقليدي شبه اليدوية مع بعض التطور مع مرور الزمن. وبحسب صناع الصابون، فإن الطقس البارد والجاف لحلب في فصل الشتاء والحار والجاف في الصيف يجعلها المكان الأمثل لتصنيع الصابون، ولهذا السبب تشتهر حلب بهذه الصناعة. وعلى الرغم من المخاوف من الإصابة بالعدوى بفايروس كورونا، لم يفوت الكثير من السوريين هذه المناسبة، وأقبلوا على الخان، وحرصت بعض الزائرات على التقاط صور سيلفي وهن مبتهجات بعودة الحياة إلى أحد خانات حلب التراثية. يعرض الخان ما أبدعه شيوخ المهنة من صانعي الصابون الحلبي المشهور بمكوناته الطبيعية والتي تعتمد بالأساس على زيت الزيتون والغار ويعكس هذا الإقبال أهمية الصابون في حياة السوريين، إذ ما زالوا يفضلونه على غيره في الاستحمام وغسل اليدين لما يحتويه من مواد طبيعية وعطور مميزة. كما كان السياح الأجانب قبل نشوب الأزمة يأخذون منه كميات كبيرة إلى بلدانهم كهدايا. وأكد أحمد مدراتي، المشرف على أعمال الترميم في الخان، أن عملية الترميم تمت وفقا لطرازه العمراني القديم وهويته كأشهر خانات حلب مع الالتزام بالشروط الفنية والمواصفات المحددة من قبل مديرية الآثار والمتاحف من حيث استخدام الأحجار الأثرية القديمة والأسقف الخشبية للغرف والصالات المفتوحة على بعضها البعض تزينها الأقواس الحجرية، إضافة إلى ساحة الخان الخارجية والتي أعيد ترميمها وتبليطها لتعود وتحكي قصة 520 عاما من عمر الخان. وقد غيّرت المعارك التي شهدتها مدينة حلب طوال السنوات الماضية، معالم المدينة الأثرية القديمة المدرجة على لائحة التراث العالمي بأسواقها وخاناتها. ويعد ترميم خان الصابون جزءا من خطة لإعادة إعمار الأسواق الأثرية التي تعود إلى نحو 4 آلاف عام، والخانات التي شكلت معلما حضاريا وتاريخيا يدلّ على عراقة حلب ومكانتها التاريخية بين المدن العالمية المشهورة. وكانت عمليات الترميم لمحو آثار الدمار والخراب طالت قبل حوالي أربع سنوات خان الجمرك الذي كانت تتوقف فيه القوافل سابقا، حيث أعاد البعض من تجار الأقمشة والسجاد منذ عام 2017 فتح متاجرهم.

مشاركة :