دعت بكين إلى إنشاء «منصة حوار متعددة الأطراف» لتهدئة التوتر في المنطقة، خلال استقبالها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بينما أكدت وكالة الطاقة الذرية أن طهران تخصب اليورانيوم بدرجة أعلى من المسموح بها في الاتفاق النووي، بعد أيام من حزمة عقوبات أميركية على قطاعها المالي. مع تزايد احتمال تمدد النفوذ الصيني، عبر «اتفاقية» مثيرة للجدل مع إيران، تصل مدتها إلى ربع قرن، ويعتقد أنها ستسمح لها بالحصول على جزر وقواعد بمياه الخليج، دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال لقاء مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، في تينغشونغ، إلى إنشاء «منصة حوار متعدد الأطراف» لتهدئة التوتر في المنطقة. ونقل بيان لوزارة الخارجية الصينية، نشر مساء أمس الأول، عن وانغ يي قوله: «في مواجهة المخاوف المشروعة لجميع الأطراف بمجال الأمن، تقترح بكين إنشاء منصة لحوار متعدد الأطراف وإقليمي»، مبينا أن «جميع الأطراف المعنية يمكن أن تشارك بمساواة من أجل تحسين التفاهم المتبادل من خلال الحوار ومناقشة الوسائل السياسية والدبلوماسية لحل المشاكل الأمنية». والشرط المسبق الوحيد الذي وضعه وانغ يي هو الدفاع عن «الاتفاق النووي» الإيراني الدولي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018. وأكد وزيرا خارجية الصين وإيران أنهما متحدان في الدفاع عن «الاتفاق النووي» الموقع في 2015، وأدانا «الأحادية وسياسة الترهيب التي تتبعها الولايات المتحدة». وقال تينغشونغ إن بكين «تعارض أي عمل أحادي الجانب يقوض الاتفاق النووي، وستواصل العمل على تطبيقه»، داعيا إلى تعزيز التعاون مع إيران لــ «الدفاع عن التعددية» و«التصدي للترهيب». من جهته، أشاد ظريف بـ«المناقشات المثمرة»، مع نظيره الصيني، التي سمحت بتعزيز العلاقات الثنائية في مجال التعاون الإقليمي أو اللقاحات ضد فيروس كورونا أو الدفاع عن «الاتفاق النووي»، مشددا على رفض بلاده والصين «الأحادية الأميركية ومحاولات إقامة عالم أحادي القطب». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبر أن «اتفاق 2015» غير كافٍ لمنع الجمهورية الإسلامية من امتلاك أسلحة نووية، وكبح سلوك طهران المتهمة بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وانسحب من الاتفاق، وأعاد فرض كل العقوبات الأميركية التي رفعت في 2015، وبدا البلدان مرات عدة على شفير مواجهة مباشرة. ترسيخ العلاقات من جانب آخر، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هيبا تشون اينغ: «إن بكين ترغب في ترسيخ شراكة استراتيجية شاملة ومعمقة مع إيران». جاء ذلك بعد تأكيد وزارة الخارجية الإيرانية أن زيارة ظريف لبكين تهدف إلى تسهيل التجارة والتعاون بعدة مجالات، وبحث تقدم المباحثات حول الاتفاقات الاستراتيجية. ويأتي التقارب الصيني الإيراني بعد 3 أيام من فرض واشنطن حزمة عقوبات على 18 مصرفا إيرانيا، بهدف عزل النظام المالي لطهران بشكل شبه كامل. انتهاك نووي في غضون ذلك، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، في تصريحات نشرت أمس، «يواصل الإيرانيون تخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى بكثير مما كانوا يلتزمون به، وهذه الكمية تزداد كل شهر». ورغم تأكيد المدير العام للوكالة الدولية انتهاك طهران لالتزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي، فإنه أكد أن إيران ليس لديها في هذه المرحلة ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة نووية واحدة، طبقا للمعايير الرسمية للوكالة التابعة للأمم المتحدة. وردا على سؤال حول المدة التي ستحتاجها الجمهورية الإسلامية لصنع سلاح نووي، ومتى تكون «لحظة الفشل» أو «الوقت الذي لا رجوع فيه» في برنامج إيران النووي، قال غروسي: «نحن في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا نتحدث عن لحظة الفشل». ويشير أحدث تقرير ربع سنوي صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن إيران لديها 2105 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب، أي أعلى بكثير من 202.8 كيلوغرام التي التزمت بها في الاتفاق النووي عام 2015، لكن هذه الكمية لا تزال أقل من اليورانيوم المخصب الذي كان لدى إيران قبل الاتفاق. تمدد «كورونا» إلى ذلك، أصيب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي بفيروس كورونا أمس، بينما سجلت السلطات حصيلة يومية قياسية لضحايا «كوفيد 19». وأشارت السلطات الإيرانية إلى أن صالحي، الذي يشغل أيضا منصب مساعد رئيس الجمهورية حسن روحاني، خضع في 3 أكتوبر لفحص «كوفيد 19» جاءت نتيجته إيجابية. وأتى الإعلان بعد ساعات من تأكيد مساعد آخر لروحاني، هو محمد باقر نوبخت، رئيس منظمة التخطيط والميزانية، أنه خضع أيضا لفحص وظهرت نتيجته إيجابية. وأوضح نوبخت، عبر «تويتر»، أنه «تحت المراقبة الطبية»، وأن كشف إصابته أتى بعد أسبوع من العمل المكثف وظهور أعراض عليه. وسبق لعدد من المسؤولين الإيرانيين أن أصيبوا بالفيروس، بينهم نائبة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة معصومه ابتكار، والرئيس السابق لمجلس الشورى علي لاريجاني. زيارة برلمانية في السياق، قام عدد من نواب البرلمان الإيراني عن مدينة طهران بعيادة مصابين بـ»كورونا» في أحد مستشفيات العاصمة. وكان روحاني ألغى الأسبوع الماضي اجتماعا لرؤساء السلطات الثلاث، بعدما زار رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف مرضى كورونا. وأمس، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 251 وفاة في الساعات الـ24 الماضية، في حصيلة قياسية جديدة، وكانت الحصيلة السابقة 239 وفاة، وتم الإعلان عنها الأربعاء الماضي. وتسجل إيران، أكثر دول الشرق الأوسط تأثرا بجائحة كورونا، زيادة في الوفيات والإصابات في الآونة الأخيرة. وأكدت السلطات، أمس الأول، أنها ستفرض غرامات مالية على من يخالفون الإجراءات الوقائية والاحترازية بطهران، في ظل تزايد حالات الإصابة بالفيروس. وبات لزاما على سكان العاصمة وضع الكمامات في كل الأماكن العامة، بعدما كان ذلك يقتصر على المغلقة منها. على صعيد منفصل، لقي 5 أشخاص مصرعهم، وأصيب 6 بجروح، أمس، جراء انفجار منزل بسبب تسرب غاز بسوق العامري في مدينة الأهواز جنوب إيران. «تقنيات زراعية» إيرانية للحوثيين أفادت جماعة «أنصار الله» الحوثية اليمنية بأنها اتفقت مع طهران، على نقل تقنية تصنيع المعدات الزراعية الإيرانية، وبينها الجرارات الزراعية إلى اليمن، حسبما أعلن إبراهيم الديلمي المعيّن من قبل الحوثيين سفيراً لليمن لدى طهران. وتُتهم طهران بأنها نقلت الى الحوثيين تقنيات تصنيع الصواريخ، وعملت معهم عبر مستشارين لزيادة مدى صواريخ باليستية كانت موجودة بالفعل لدى اليمن قبل سيطرة الحوثيين على أجزاء كبيرة من البلاد.
مشاركة :