فرض ظهور وانتشار جائحة "كورونا" واقعا جديدا لم نكن معتادين عليه قبل عام 2020، وأثر الوباء على كل مناحي الحياة صحيا واجتماعيا واقتصاديا، وخصوصا تعليميا، الذي تحول من التقليدي إلى التعليم عن بعد، وهو ما يعد واقعا جديدا على ملايين الطلاب والطالبات في كل الدول، ومن بينها الكويت. وتشير الدراسات والأبحاث الطبية الى أن الجلوس والتعرض لشاشة الكمبيوتر أو الهاتف النقال لأكثر من ساعتين في اليوم يؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة، خصوصا للأطفال الصغار أقل من 10 سنوات، وتتعدد المشاكل الصحية جراء التعرض لشاشة الكمبيوتر، إذ تؤدي إلى مشاكل العيون، وتقود إلى الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن، إلى جانب مشاكل في العمود الفقري وغيرها. مشاكل العين ويؤكد استشاري طب وجراحة العيون د. يوسف الظفيري أن التعليم عن بعد سيؤدي إلى زيادة ملحوظة في الأطفال الذين يعانون إجهاد العين، بسبب زيادة وقت التعرض لشاشة الكمبيوتر. وأضاف أن "السبب وراء الصداع والرؤية المشوشة وجفاف العينين المتعبتين هو أننا لا نرمش كثيرا أثناء استخدام أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الرقمية الأخرى، مما يجعل العين جافة ومتهيجة"، لافتا إلى أن القراءة أو الكتابة الممتدة أو العمل القريب المكثف قد يؤدي إلى إجهاد العين أيضا. وأردف: "عندما نركز على نفس المسافة لفترة طويلة، يمكن أن يتسبب ذلك في تشوش رؤيتنا مؤقتا، وإرهاق العضلات حول العين، مما قد يسبب الصداع"، داعيا إلى تجنب استخدام جهاز الكمبيوتر في غرفة مظلمة، لأنه عندما يتوسع البؤبؤ لاستيعاب الظلام يمكن أن يؤدي سطوع الشاشة إلى تفاقم الصور اللاحقة ويسبب عدم الراحة. زيادة الوزن ويؤدي جلوس الطلاب أمام شاشة الكمبيوتر لفترات طويلة، فضلا عن مشاكل العين، إلى زيادة الوزن، ما قد يعرض الطفل للإصابة ببعض الأمراض ومنها السكري، إلى جانب أن الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر أو اللابتوب لفترات طويلة يسبب آلاما في الرقبة والظهر، ويؤدي إلى مشاكل في العمود الفقري لاحقا. وتشير الدراسات الطبية إلى أن الجلوس أمام الشاشة لفترات طويلة يسبب ضغطا على الكتفين والعمود الفقري، ويمنع وصول الدم والعناصر المغذية إلى باقي فقرات الظهر والعمود الفقري، مما يؤدي إلى آلام شديدة في منطقة الظهر والكتفين، والإصابة بأمراض الديسك والعمود الفقري، ويؤدي أيضا إلى السمنة، نتيجة جلوس الطلاب لفترات دون حركة، وكذلك تحرق العضلات كمية قليلة من الدهون، ويسير الدم ببطء خلال الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى حدوث الجلطات الدموية، نتيجة ارتفاع ضغط الدم.