رئيس الحكومة اللبنانية السابق، سعد الحريري، الإثنين، بنتائج مباحثاته مع رئيس مجلس النواب، نبيه بري، حول مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لمعاجلة الأزمتين السياسية والاقتصادية في البلاد. فعقب لقائه مع بري في "عين التينة" غربي العاصمة بيروت، قال الحريري "كان اجتماعا إيجابيا، ناقشنا فيه الورقة الاقتصادية والإصلاحية للمبادرة الفرنسية"، وفق وكالة الأنباء اللبنانية. وأضاف: "كان الرئيس بري واضحا بأنه موافق وإيجابي جدا بالنسبة للإصلاحات التي تتضمنها الورقة الاقتصادية، وهذا أمر مطمئن بالنسبة إلي". وتابع: "غدا (الثلاثاء) سيقوم وفد من قبلي بجولة استشارات للإطلاع على مواقف الكتل (...)، وعندما يتبلور جو كل الكتل النيابية نناقش باقي الأمور". وخلال مؤتمر صحفي في وقت سابق الإثنين، قال الحريري: "هدفي هو إحياء مبادرة الرئيس ماكرون، لأنها الفرصة الوحيدة والأخيرة لوقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمره انفجار مرفأ بيروت (في 4 أغسطس/ آب الماضي)". وأوضح، عقب لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون، أن المبادرة الفرنسية قائمة على تشكيل حكومة اختصاصيين لا ينتمون للأحزاب، تجري إصلاحات في إطار جدول زمني محدد لا يتعدى شهورا معدودة. وتابع موجها حديثه لرؤساء الأحزاب: "عدم وجود أحزاب بالحكومة سيكون لأشهر معدودة فقط، أي أننا كأحزاب لن نموت". كما أكد عون، خلال لقائه الحريري، على "وجوب تشكيل حكومة جديدة بالسرعة الممكنة لان الأوضاع لم تعد تحتمل مزيدا من التردي"، مشدّدًا على "ضرورة التمسك بالمبادرة الفرنسية"، بحسب تغريدة للرئاسة على "تويتر". ويعاني لبنان، منذ شهور، أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975: 1990) واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية. وأعلن عون، الأربعاء، أن الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة الجديد ستبدأ في 15 أكتوبر/تشرين أول الجاري. واعتذر رئيس الحكومة المكلف، مصطفى أديب، في 26 سبتمبر/ أيلول الماضي، عن عدم إكمال مهمته، التي كلفه بها عون، وهي تشكيل حكومة تخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، التي استقالت بعد ستة أيام من انفجار بيروت. وواجه تشكيل الحكومة عقبات، أبرزها التمسك بحقيبة وزارة المالية من طرف الثنائي الشيعي، وهما "حركة أمل"، برئاسة بري، وجماعة "حزب الله"، حليفة النظام السوري وإيران، وهو محور يتبادل العداء مع إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة وبعض الأنظمة العربية. وتزامن تكليف أديب، نهاية أغسطس/ آب الماضي، مع زيارة تفقدية لبيروت أجراها ماكرون، ما دفع أطراف لبنانية إلى اتهامه بالتدخل في شؤون بلادهم الداخلية، وخاصة عملية تشكيل الحكومة، في محاولة للحفاظ على نفوذ لباريس في لبنان، البلد الذي احتلته بين 1920 و1943. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :