أعرب الشيخ صباح ناصر الصباح عن ثقته ويقينه "بأن سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد وولي عهده الأمين سمو الشيخ مشعل الأحمد سيمضيان بتوفيق الله على خطى سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه لتعزيز مسيرة العمل الخيري الكويتي بوصفه القوة الناعمة للبلاد وذراع سياستها الخارجية في المجال الإنساني، وتعظيم جهود مؤسساتنا الخيرية المباركة في مجال دعم قيم الاستقرار والسلام والتنمية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة". جاء ذلك في كلمة ألقاها الشيخ صباح الناصر نيابة عن ورثة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، صباح أمس، خلال افتتاح مدينة الشيخ صباح الأحمد للاجئين السوريين في مدينة إدلب، تحت رعاية الشيخ ناصر صباح الأحمد وبحضور أسرة الأمير الراحل والعديد من رؤساء الجمعيات الخيرية الكويتية. وأضاف الناصر، أن مدينة صباح الأحمد الخيرية لإيواء الأشقاء السوريين النازحين عمل إنساني كبير ونبيل يُخلد الذكرى الطيبة لسمو الأمير الرالح، تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته. وثمن عالياً بكل فخر واعتزاز الجهود الإنسانية الجبارة والمقدرة التي تضطلع بها المؤسسات الخيرية والوقفية الكويتية، الرسمية والأهلية، وفي مقدمتها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في تخفيف معاناة الشعوب المنكوبة والمجتمعات الفقيرة، ومساعدتها على تجاوز أزمتها الإنسانية، وخاصة الشعب السوري الذي يتعرض إلى أسوأ كارثة إنسانية في العصر الحديث. حب الخير وأوضح أن أهل الكويت حكاماً ومحكومين درجوا منذ القدم على حب الخير والعطاء ومد يد العون لأصحاب الحاجة رغم شظف الحياة، حيث عظموا قيم التكافل والتراحم والبذل، وكانوا أهل فزعة ونجدة لمن انقطعت بهم السبل، وواجهتهم الصعاب أثناء مرور سفنهم بالبلاد. وأردف الناصر أن الشعب الكويتي بمعدنه الأصيل يواصل عطاءه الخيري بكل سخاء وإقدام في ظل النعم التي أنعم الله بها عليه من دون تمييز أو أجندات سياسية، اللهم إلا من منطلق الواجب الإنساني والأخلاقي وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، مستطردا: وفي ذلك دليل دامغ وبرهان ساطع على تجذر حب الخير وقيمه الإسلامية السامية في نفوس أهل الكويت في أوقات الشدة والرخاء على السواء. مسيرة الآباء والأجداد وتابع: على هذا النهج واصل أبناء الكويت مسيرة الآباء والأجداد مقتفين أثرهم، ومقبلين بشغف على العمل الخيري، بعد أن أسسوا العديد من الهيئات والجمعيات الخيرية الرسمية والأهلية التي وصلت بمشاريعها إلى شتى أنحاء العالم، مشيرا إلى أن هذه المبادرة الإنسانية الحضارية التي نحن بصددها الآن تأتي لتختصر في مضمونها التوجه الإنساني للكويت وقيادتها العظيمة وشعبها المعطاء، وإيمانها الراسخ بأهمية الوقوف إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في المحن والشدائد والأزمات. وقال إن سمو الأمير الراحل، طيب الله ثراه، كما شهدت له المحافل والحكومات والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة كان قائدًا إنسانيًا فريدًا، حيث شهد العمل الخيري في عهده تطورًا نوعيًا وانتشارًا واسعًا، واتسمت تجربة الكويت الإنسانية بالفرادة والريادة، مشيرا إلى استضافة هذه البلاد الطيبة العديد من المؤتمرات الدولية للدول المانحة لدعم الوضع الإنساني في سورية والعراق والسودان، وقدمت المساعدات السخية لضحايا الكوارث والنزاعات في اليمن والصومال وباكستان وغيرها، حتى أصبحت الكويت في ظل قيادته الإنسانية الرشيدة واحدة من أهم الدول المانحة في العالم. روح التضامن وأكد الناصر أن حكومة الكويت ومؤسساتها الخيرية المانحة منذ عقود رسخت روح التضامن الدولي مع الشعوب المنكوبة والمجتمعات الفقيرة عبر اطلاق العديد من المبادرات الإنسانية التنموية والإغاثية المتنوعة، مؤكدةً وجهها الإنساني المشرق. ولفت إلى أن الدور الإنساني الرائد لسمو الأمير الراحل طيب الله ثراه رفع قدر الكويت بين حكومات العالم وشعوبه، وبادرت منظمة الأمم المتحدة إلى تتويج سموه قائدًا للعمل الإنساني تقديراً لدوره الإنساني الكبير، وتسمية الكويت مركزًا إنسانيًا عالميًا، مردفا: وقد جاء هذا الحدث التاريخي ليقدم شهادة أممية على إنسانية الكويت وانحياز أميرها الراحل إلى الفقراء والمستضعفين. وزاد: لقد تابعنا جميعًا تداعيات جائحة "كورونا" التي تعصف بدول العالم حاليًا، وفي ظل هذه الأزمة برهنت الكويت ومؤسساتها الخيرية الرسمية والأهلية مجددًا على دورها الإنساني البارز في تخفيف وطأة هذه الجائحة على بعض دول العالم من خلال دعم جهودها وتعزيز قدراتها في مواجهة آثار الوباء. واختتم كلمته، قائلا: نسأل الله تعالى أن يرحم فقيدنا الكبير سمو الأمير الراحل، وأن يوفقنا جميعًا الى خير ما يحبه ويرضاه، وأن يكشف عنا الوباء والبلاء، وأن يجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. المدينة تضم 1800 بيت وتوفر 1000 فرصة عمل ذكر رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، والمستشار بالديوان الأميري والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الدكتور عبدالله المعتوق، أن الهيئة افتتحت المرحلة الأولى من مدينة صباح الاحمد في 22 أبريل الماضي، وقوامها 426 بيتًأ، من بينها 300 بيت بتبرع كريم من سمو الأمير الرحل طيب الله ثراه، موضحا أن هذا التبرع كان فاتحة خير وبركة على هذا المشروع. وأشار المعتوق إلى افتتاح المرحلة الثانية من مدينة صباح الأحمد الخيرية، أمس، وعدد بيوتها 500 بيت، مضيفا: وستتوالي بإذن الله بقية المراحل التي تضم 874 بيتًا خلال الفترة المقبلة، وبذلك يصل عدد بيوت المدينة إلى 1800 بيت. وبين أن المدينة تشتمل على مسجدين ومركزين لتحفيظ القرآن الكريم، وثلاث مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية ومستوصف طبي وبئر ارتوازية وسوق تجاري ومخبز آلي، مردفا: كما توفر هذه المدينة السكنية 1000 فرصة عمل لأهل المخيمات، مما يسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي.
مشاركة :