عشية انطلاق القمة الثلاثية على المستوى الوزاري بين مصر والأردن والعراق في القاهرة اليوم، شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، على ثوابت السياسية المصرية تجاه العراق، والتي تتمحور حول دعمه وتعزيز دوره القومي العربي، في ظل دعم مصر لكل ما يحقق مصالحه، ويساعده على تجاوز التحديات المختلفة ومكافحة الإرهاب ويحافظ على استقراره. السيسي استقبل وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في مقر الرئاسة المصرية أمس، حيث سلم الرئيس المصري رسالة من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين، والتأكيد على تقدير العراق للجهود المصرية الداعمة للشأن العراقي على كل الصعد، والاستفادة من تجربة مصر التنموية الناجحة في مجال البنية التحتية والطاقة الكهربائية ونقلها إلى العراق. وعلى صعيد العلاقات الثنائية، عقد وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره العراقي، جلسة مباحثات أمس، لبحث ملف العلاقات المصرية العراقية، وسبل تعزيزها في شتى المجالات، إلى جانب القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك. وخلال المؤتمر الصحافي بين الوزيرين، كشف حسين عن اعتزام رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي زيارة بغداد نهاية الشهر الجاري، وفي حال إتمام هذه الزيارة ستكون أول زيارة لمسؤول مصري رفيع المستوى للعراق منذ سنوات طوال. وقال الوزير العراقي إن زيارة مدبولي إلى بغداد ستتضمن تفعيل مذكرات التفاهم التي وقعت في وقت سابق، بهدف تعزيز التعاون بين البلدين. من جهته، قال وزير الخارجية المصري إن هناك إرادة سياسية بين القاهرة وبغداد لتدعيم أواصر التعاون بين البلدين، وإن مصر على استعداد دائم لدعم حكومة بغداد للحفاظ على سيادة ووحدة العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، لافتا إلى أن جلسة المباحثات مع نظيره العراقي تناولت عدة ملفات إقليمية خاصة الملفين السوري والليبي، والضغوط والتحديات بسبب نفوذ دول إقليمية على الساحة العربية. ويعقد وزيرا الخارجية المصري والعراقي مع نظيرهما الأردني أيمن الصفدي، اجتماعا وزاريا اليوم، لاستكمال الاتفاقيات التي وقعها قادة الدول الثلاث في اجتماعهم الأخير في العاصمة الأردنية عمان أغسطس الماضي، فضلا عن مناقشة الترتيبات الخاصة بالقمة المقبلة لقادة دول مصر والأردن والعراق، المزمع عقدها في الربع الأول من العام المقبل. وأجمع مراقبون على أن القاهرة وبغداد وعمان تعمل على تأسيس ما يشبه المحور الإقليمي القائم على التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني، كخطوة أولى لترميم العمل العربي العربي، فضلا عن مواجهة التحديات الإقليمية التي تعصف بالمنطقة، بالبدء في عملية التكامل الاقتصادي التي قد يعقبها المزيد من التعاون الأمني والسياسي.
مشاركة :