عادت نذر المواجهة العسكرية لتطغى على المشهد العام في ليبيا، بسبب الاستفزازات التي تمارسها ميليشيات الوفاق المدعومة من تركيا ضد الجيش الوطني، فيما يستعد الفرقاء السياسيون لتدشين جولة حاسمة من المشاورات بداية من الخميس المقبل وفق مخرجات مؤتمر برلين وإعلان القاهرة. وبينما دخلت ميليشيات غرب ليبيا في حالة استنفار على امتداد المناطق المتاخمة للخط الأحمر (سرت الجفرة) من خلال إشاعة أكاذيب الاستعداد لمواجهة هجوم محتمل من قبل الجيش الوطني، اتهمت مصادر عسكرية الميليشيات باستغلال تلك المزاعم للتغطية على مخطط تركي للهجوم على الجنوب والسيطرة عليه ونهب ثرواته ولتغيير موازين القوى لفائدة حلفائها خلال المشاورات السياسية القادمة. ونفى الجيش الوطني الليبي أن يكون بصدد التجهيز لخرق قرار وقف إطلاق النار، مفنداً بذلك ما جاء في تصريحات وزير الدفاع المفوض بحكومة الوفاق صلاح الدين النمروش، من أن قوات تابعة للقيادة العامة تعد لشن هجوم على مدن ترهونة وبني وليد وغريان. وأكد اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، أن تصريحات النمروش مجرد ادعاءات لا أساس لها من الصحة، مؤكداً أن قوات الجيش ملتزمة بإعلان وقف إطلاق النار المعلن في القاهرة في الثامن من شهر يونيو الماضي، وملتزمة بتمركزاتها في مواقعها على خط سرت الجفرة. وقال المسماري في بيان إن «مثل هذه الادعاءات هي عبارة عن محاولة لضرب العملية السياسية السلمية القائمة حالياً، والتي يدعمها المجتمع الدولي»، وهي «كذلك ذريعة لكي تتقدم الميليشيات الإجرامية للقيام بعمليات استفزازية، ما يدل على أن هذه المكونات الخارجة عن القانون لا تريد نجاح المساعي الحميدة التي تؤدي إلى حل الأزمة الليبية وتوحد الليبيين على محاربة الإرهاب والجريمة وبناء دولة على أسس ديمقراطية صحيحة». أطماع تركية في الجنوب وفي الأثناء، حذر اللواء التاسع التابع للجيش الوطني من أن ميليشيات الوفاق المدعومة من قبل تركيا تسعى إلى بسط نفوذها على مناطق الجنوب، لإعادة خلط الأوراق والاستفادة من السيطرة على مساحات كبرى من البلاد بتخطيط من تركيا وجماعة الإخوان، وذلك بهدف الحصول على نقاط قوة لتحقيق مكاسب إضافية في المفاوضات السياسية، وأضاف أن الهدف من الزوبعة الإعلامية الأخيرة هو نشر قوات ضخمة في غريان وبني وليد لتكون نقطة ارتكاز للانطلاق للجنوب. وتابع أن الأتراك يسعون بوضوح تام للسيطرة على الحقول النفطية والثروات الأخرى في جنوب غرب البلاد، وخاصة حقلي الفيل والشرارة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من اقتصادهم المنهار. ويشير مراقبون إلى أن أطماع نظام أردوغان في الجنوب لم تعد خافية على أحد، خصوصاً في ظل تغلغله العسكري الأخير في مالي والنيجر، وذلك بهدف تعميق نفوذه في منطقة الساحل والصحراء والسيطرة على ثروات الجنوب الليبي ومحاصرة النفوذ الفرنسي في مستعمراتها السابقة ومجالها الحيوي، معتمداً في ذلك على الجماعات الإرهابية وميليشيات الإخوان والمرتزقة. نفير ميليشياوي وعلمت «البيان» أن ميليشيات مصراتة أرسلت تعزيزات إلى منطقة بوقرين الواقعة على بعد 138 كلم غربي سرت، في حين لوحظ تحرك قوات ميليشيات منطقة غرب طرابلس في المحيط الجنوبي لمدينة غريان، وأن ميليشيات أخرى كثفت انتشارها على الحدود الشرقية لمدينتي ترهونة وبني وليد. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :