مرسيل خليفة أطفأ شمعة بيت الدين الثلاثين مع 5 عازفين | فنون

  • 8/7/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ستة أشخاص على المسرح. لا فرقة موسيقية كبيرة ولا خشبة مزدحمة بعشرات العازفين، بدت الصورة وكأننا أمام تخت موسيقي شرقي، لكن الواقع أن المقطوعات الموسيقية والأغنيات لم تحتج لأكثر من نصف دزينة عازفين. الفنان مرسيل خليفة (مع عوده) ونجلاه: رامي (على البيانو) بشار (إيقاعات) جوليان لابرو (أكورديون) إسماعيل رجب (كلارينيت) حسن معتز (تشيللو). عدة مقطوعات موسيقية، وأكثر من صولو للعازفين الرائعين، بينما العود كما العوّاد سيدي السهرة الرائعة التي أخذت الخمسة آلاف شخص ويزيد ممن لم يتركوا إمكانية للاستماع والمشاركة إلا واعتمدوها، إلى فضاءات أبعد بكثير من بيت الدين. مع أول نقرة عود كان الجمهور يندفع ويباشر الدندنة مع الأغنية كأنها له، ملكه يحفظها عن ظهر قلب كما أي تذكار غال عليه، ويترك مرسيل الأثير للجمهور في أعظم كورال يمكن سماعه على الإطلاق، وفي حالات قليلة خصوصاً في الأغنيات العتيقة جداً حيث قصّر الجمهور في تذكر بعض الجمل كان ينقذهم سيد السهرة بأن يعيد المبادرة إلى الخشبة، لكن مع سعادة غامرة بأن النتاج الكثيف وعلى مدى سنوات طويلة من التعب والمثارة والمواجهة أثمرت هذا الجمهور الرائع.ثلاثون عاماً. بل ثلاثون شمعة تضاء لمهرجانات بيت الدين مع مرسيل الوفي الذي افتتح في يوم سبت الواقع فيه 7 سبتمبر من العام 1985 أولى دورات هذا الصرح الثقافي الفني الاجتماعي الذي يتصدر بجدارة المشهد المهرجاني الصيفي بالخيارات بالتنظيم وبالثبات على مستوى رفيع متقدم لا يهتز ولا يتبدل: «طبعاً أنا وفيّ لهذا المنبر، ولهذا القصر وفي متنه الصديق وليد جنبلاط الذي أذكر أنه عام 1985 ساعد في تأمين مقاعد للأعداد غير المسبوقة للبنان ما بعد الحرب، وإن كنا نعيش اليوم حروباً رديفة تبدو أحياناً أعمق أثراً من مواجهات الرصاص في الشارع». هكذا بادرنا الفنان مرسيل ونحن نهنئه في اتصال هاتفي على السهرة المدهشة في بيت الدين. وعندما سألناه ولماذا التحية لـ غيفارا رد بحزم: حتى لا ننسى الثوار الحقيقيين في هذا العالم الذي ينحدر بالقيم إلى درجة تتويج المجرمين والتصفيق للقتلة، الشعوب ستبقى هي مصدر المستقبل في حياتنا. مرسيل أهدى غيفارا مقطوعة بعنوان: من أجل عيون حبيبتي، وما دمنا في سياق ثوري عاطفي مرّر مرسيل أغنية أدّى فيها كلمات بأسلوب حكّائي وبطبقة صوت خفيضة، ما يشبه المفاتحة السريرية عشقاً وهياماً متجاوزاً الكثير مما عرف عن أغنياته متجرّئاً على مفاتن المرأة بخصوصية واكبه فيها جنّ البيانو نجله رامي لكن بإيقاع هادئ رومانسي فيه كل علامات العاطفة الجياشة وبمسميات العناصر المشكّلة لسحر الأنثى في لحظات الوئام والتماهي مع جسدها حتى الاستسلام. غنى مرسيل باقة من نتاجه للأطفال، وخصّ به من كانوا صغاراً عام 1985، ومرّ على الوطنيات الراقية (عيون ريتا، جواز السفر) ولامس القضايا الشعبية المعاصرة من خلال أغنيات أولى له (شرطي السير) وكان يخاطب الحضور بين مادة وأخرى، لكن ومع التجاوب المطلق من الحضور لم يفته أن يغمز من قناة الحضور في الصفوف الأولى: «لازم الحضور بالصفوف الأولى يشاركوا ومش ضروري يكونوا بيعرفوا يغنوا». بعد الحفل استقبل الوزير النائب وليد جنبلاط وحرمه رئيسة المهرجانات نورا الفنان خليفة وكان كوكتيلا احتفاليا بالمناسبة.

مشاركة :