طهران - شهدت إيران مؤخرا وفاة مصاب بفيروس كورونا في كل 6 دقائق، وفق ما أفادت به مصادر إعلامية إيرانية الاثنين، ما يعكس مدى تفشي الوباء بين الإيرانيين أمام عجز السلطات عن الحد من انتشاره المروع.ونقلا عما تناولنه الصحف الإيرانية الاثنين، أكد موقع 'إيران إنترناشيونال عربي' أن هناك مخاوف متزايدة إزاء مستقبل الوضع الصحي في البلاد في ظل استمرار الجائحة انتشاره بشكل متسارع.ونقلت صحيفة 'مستقل' الإيرانية عن الخبير الطبي هشام مؤذن زاده قوله، أن "البلاد باتت على وشك كارثة إنسانية"، محملا المسؤولية إلى السلطات التي عجزت عن احتواء الوباء واستيعاب معنى الفيروس كظاهرة علمية، وإلقاء اللوم على الناس واتهامهم بعدم اتباع الإجراءات الوقائية اللازمة.ويرى الخبير الطبي أن السلطات الإيرانية تتهرب من الاعتراف بمسؤوليتها عن تفشي الوباء بعد فشلها في مواجهته، وبدلا من تغيير نهجها في التعامل مع الفيروس بقيت تلقي باللوم على الناس.ويتهم خبراء ومتخصصون في المجال الطبي حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني بالتقصير والفشل في إدارة أزمة كورونا السائرة نحو التفاقم في ظل عدم انخفاض أعداد الإصابات منذ رفغ القيود في يونيو/حزيران الماضي.وفي أحد عناوينها الرئيسية كتبت صحيفة 'مستقل' أن "إيران سجلت موت 1500 شخص خلال أسبوع واحد، ليصل ذلك إلى رقم قياسي كأعلى نسبة خلال الشهور الثمانية الأخيرة، بعد أن أصبحت البلاد تشهد وفاة مصاب بكورونا كل 6 دقائق".بدورها انتقدت صحيفة 'شرق' أداء المسؤولين في حكومة روحاني في التعامل انتشار الفيروس، مشيرة إلى أن رئيس البرلمان باقر قاليباف قام بزيارة مصابي كورونا بمستشفى الإمام الخميني دون علم إدارة المشفى، في خطوة تخالف القانون وتبرز نفوذ قاليباف وقدراه على اختراق القانون.وفي سياق انتشار الوباء بوتيرة متسارعة، أعلن وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي الأحد أن بلاده تعتزم توسيع نطاق إلزام الناس بوضع الكمامات في الأماكن العامة ليشمل مدنا كبيرة أخرى بعد فرضه في العاصمة طهران لمكافحة تفشي فيروس كورونا، وذلك في الوقت الذي أصبح فيه رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أحدث مسؤول كبير يصاب بالعدوى.وفرضت إيران وضع الكمامات في العاصمة أول أمس السبت وقرر الرئيس الإيراني فرض غرامات على المخالفين.وقال نمكي "طلبنا من الشرطة والباسيج (قوات أمن من المتطوعين) وعناصر من الحرس الثوري ووكالات أخرى مساعدتنا، في مكافحة الانتهاكات بصرامة أكبر".ويبدو أن الحكومة الإيرانية التي اضطرت في يونيو/حزيران إلى رفع قيود الإغلاق التام لتفادي تفاقم الأزمة الاقتصادية الخانقة بسبب العقوبات الأميركية، ما تسبب في تفشي الوباء بشكل أوسع، تأخرت كثيرا في تشديد الإجراءات.وعجزت إيران المتأزمة اقتصاديا عن تغطية نفقات وتوفير لوازم شعبها في فترة الحظر العام شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين، ما أجبرها على اختيار استئناف الأنشطة التجارية بدل الحفاظ على حياة الناس من خطر كورونا.وأعلنت وزارة الصحة أمس الأحد تسجيل 251 وفاة جديدة بمرض كوفيد-19 في الأربع والعشرين ساعة الماضية وهي زيادة قياسية يومية، فيما ارتفع العدد الإجمالي لحالات الإصابة إلى أكثر من نصف مليون حالة.وقالت المتحدثة باسم الوزارة سيما سادات لاري للتلفزيون الرسمي، إن العدد الإجمالي للوفيات قفز إلى 28544. وأضافت أن إيران سجلت 3822 إصابة جديدة بكورونا مما يرفع العدد الإجمالي إلى 500075 حالة.وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أصيب بكوفيد-19، لكن "حالته العامة جيدة وهو يراقب باستمرار الأمور المتعلقة بالهيئة".وأصيب نائبان آخران للرئيس بالفيروس الإيراني في وقت سابق، وتوفي به مسؤولان كبيران آخران على الأقل.وسجل الريال مستوى منخفضا جديدا مقابل الدولار الأميركي بعد أن عززت الزيادة في عدد الوفيات من المخاوف المتعلقة بالعقوبات الأميركية الجديدة التي قد تقوض قدرة إيران على شراء الأدوية.
مشاركة :