تشفير الدوري.. يُربح القنوات ويُتعب الجماهير

  • 8/7/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فجأة بدون أدنى مقدمات، وفيما كل المهتمين بكرة القدم في الإمارات، منشغلون بالموعد الجديد لانطلاقة موسم 2015/2016 في ضوء تأجيل خليجي23 في الكويت، تسرب خبر التشفير التام لدوري الخليج العربي بنسخته الجديدة، نبأ نزل كالصاعقة وزاد من سخونة الطقس، كثيرون يرون أن تشفير الدوري التام يربح القنوات التلفزيونية، وهنا نعني بالضبط، أبوظبي ودبي الرياضيتين، ربح يوازيه تعب كبير بحق جماهير الدوري، هكذا يقرأ ويفسر غالبية أبناء الوسط الكروي في الدولة خطوة التشفير التام لدوري الموسم الجديد، إلى حد التساؤل هل التشفير مصلحة أم ضرورة فرضتها نجومية البطولة؟! اللافت في خطوة التشفير التام لدوري الخليج العربي للموسم الجديد، هو أن التشفير الجزئي الذي عاشته البطولة في الموسم الماضي مباراتان أو 3 في كل جولة، لم يأت بجديد أو لم يتثبت نجاعته في ما يتعلق بجذب الجماهير إلى الملاعب وإنهاء حالة عزوفها شبه التام عن الملاعب، لتأتي الخطوة الصاعقة بالتشفير التام 7 من 7، بمثابة التكريس الحقيقي لظاهرة العزوف الجماهيري! حالات نادرة ولا يغيب عن بال أي من المتابعين والمراقبين والمهتمين بشؤون الدوري الإماراتي حقيقية خلو ملاعب الأندية المشاركة في البطولة من الجماهير فيما عدا بعض الحالات النادرة، وهي الحقيقة التي لم يلتفت إليها المؤيدون أو متخذو خطوة التشفير التام، وكأن الخلاصات والاستنتاجات التي خرج بها المعنيون في ختام الموسم الماضي بشأن التشفير، لم تكن كافية لاتخاذ الخطوة المناسبة في الموسم الجديد! إلغاء تام ولا شك في أن الكثيرين كانوا يتوقعون إلغاء تاما للتشفير وليس تشفيرا تاما، في ضوء اتجاهات الرأي العام الكروي في الدولة بغالبية قطاعاته نحو حقيقة فشل التشفير الجزئي للدوري في الموسم الماضي على الأقل في معالجة ظاهرة العزوف الجماهيري عن الملاعب. شاردة وواردة الصاعق في خطوة التشفير التام لمباريات دوري الموسم الجديد، يتثمل في أن الأمر لن يقتصر على المباريات فحسب، بل سيشمل استوديوهات التحليل والبرامج وكل شارة وواردة تتعلق بالبطولة التي تعد المنتج الكروي الأوحد الذي يستحق المعاناة والأخذ والرد والنقاش والجدل حتى لو كان بيزنطيا! أول كابتن أحمد عيسى أول كابتن لأول منتخب إماراتي لكرة القدم والخبير الكروي المعروف، شدد على أن التشفير من الأساس يقوم على قواعد خاطئة في تطبيقاتنا له، لافتا إلى أن الأساس في التشفير هو كونه ذراعاً اقتصادية لجذب المشاهدين وليس لاستقطاب المشجعين والجماهير إلى ملاعب كرة القدم، منوها إلى أن الجهات المعنية بالتشفير في عالم كرة القدم دائما ما تسعى وتنجح في جذب المشاهدين لقنواتها التلفازية المحتكرة للمباريات، فيما لم تتمكن ولن تسعى إلى جلب آلاف المشجعين للملاعب. فكرة مبدعة ولفت عيسى إلى أن تطبيق التشفير محليا لم ينبع أصلا من فكرة مبدعة تلغي حقيقة كونه ذراعا خارجية لجهات خاصة تستهدف الربح بالدرجة الأساس، مشددا على أن تلك الجهات تشتري البطولة وتبيعها على الناس بالسعر الذي تريد وترغب ولا يعنيها أبدا حضور أو عدم حضور الجماهير إلى الملاعب. تساؤل مشروع وطرح عيسى تساؤلا مشروعا بقوله: قبل كل شيء، لا بد وأن نتساءل، مَن البائع ومَن المشتري لمنتج الدوري عندنا، الأمر برمته بحاجة ماسة إلى إيضاح كاف، تشفير البطولة من الأساس ينبع من منظور غير صحيح وغير واضح بالمرة، لننظر إلى الدوري السعودي، ونسأل هل هو مشفر أمام السعوديين، الجواب طبعا، لا، لأن الاتحاد السعودي لكرة القدم اشترط عند توقيع العقد مع الشركة المعنية عدم تشفير الدوري السعودي أمام الجماهير، وهذا إجراء سليم. التقييم العقلاني وأشار عيسى إلى أن خطوة التشفير المحلي لم تخضع أصلا إلى التقييم العقلاني منذ خطوة تطبيقها الأولى، منوها إلى أن الدوري الإسباني وغيره الكثير من الدوريات الأوروبية المعروفة مشفرة خارجيا فقط ومتاحة للجماهير في تلك البلدان. ليس حلاً واستبعد عيسى أن تكون خطوة التشفير التام حلا ناجعا لظاهرة العزوف الجماهيري، معللا ذلك بافتقار غالبية أندية الإمارات إلى القواعد الجماهيرية، مشددا على أن الدوري المحلي غالبا ما يشهد حضورا جماهيريا لعدد محدود جدا من مبارياته وليس بناء على حجم جمهور هذا النادي أو ذاك، لافتا إلى أن هناك الكثير من الترتيبات التي لولاها لما شهدت ملاعبنا حضوراً جماهيرياً في تلك المباريات! توقع بفود: يؤثر سلباً على مستوى المنافسة توقع المغربي إبراهيم بفود مدرب فريق مسافي السابق، انعكاساً سلبياً على دوري الخليج العربي في النسخة المقبلة نتيجة خطوة التشفير، لأنه سيكون سبباً في عزوف الجماهير الغاضبة من الخطوة وبالتالي تكون المدرجات خالية وفي هذه الحالة سيفقد اللاعب عنصر الجمهور الذي يساعده على العطاء والاجتهاد ويكون سبباً دائماً في تألقه وبالتالي يقل مردود اللاعب وتتأثر المنافسة بشكل عام، وتساءل بفود عن أسباب قرار التشفير بقوله: إذا كان الهدف جذب الجمهور، فإن ذلك لن يحدث وعلى العكس ربما تحدث مقاطعة للمباريات وربما يكتفي بالاشتراك في القناة الناقلة للمتابعة عبر التلفاز أو المقاطعة النهائية. و قال المدرب المغربي: التشفير يحتاج إلى المزيد من الدراسة لكن يبدو أن ذلك لم يحدث، هناك مباريات كانت مشفرة في المواسم الأخيرة، فهل ارتفع مستوى الحضور الجماهيري فيها؟ الوقوف عند هذه التجربة فقط كان سيبين أن التشفير خطوة لا تتناسب مع دوري المحترفين. وذكر بفود أن جذب الجماهير للمدرجات لا يتم بالتشفير، ولكن برفع مستوى المنافسة من ناحية فنية، ذاكراً أن هنالك مباريات في الموسم الماضي كانت مملة لا تشجع على الحضور إلى الملعب ومن تابعها من موقع الحدث ربما يكون قد أصابه الملل وقرر المقاطعة وعدم العودة، لذلك فإن الارتقاء بالمنافسة فنياً هو المهم لأن المشجع يريد مشاهدة مباريات قوية وممتعة. مسافي- البيان الرياضي

مشاركة :