كتب - محمد حافظ : أظهرت دراسة حديثة أجراها معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة أن 30 % من السكان يشربون مياه الصنبور، في حين يفضل 70 % من السكان شرب المياه المعبأة. وأشارت الدراسة، التي أجراها باحثون بالمعهد تحت عنوان "جودة مياه الشرب في دولة قطر.. مياه الصنبور أم المياه المعبأة"، إلى أن مياه الصنبور والمياه المعبأة في قطر صالحة للشرب وتتوافق مع المواصفات والمعايير العالمية في هذا الشأن. تأتي هذه الدراسة ضمن جهود الفريق البحثي بالمعهد نحو التصدي لأحد التحديات الكبرى التي تواجه قطر والمتمثلة بالأمن المائي بما فيها المشاريع المتعلقة بتقنيات تحلية المياه ومعالجتها ونوعية المياه وحيثيات تعرّضها للعوامل الطبيعية والعديد من المواضيع البحثية الأخرى. وعن تلك الدراسة، قالت نورا كويبر أحد الباحثين البارزين في هذا المشروع إن هذه الدراسة والتي تختص بتحليل مياه الصنبور والمياه المعبأة خير مثال على الدعم الذي تقدّمه معاهد البحوث والتطوير لتحقيق أهداف مؤسسة قطر المتمثلة بتحسين صحة سكان دولة قطر ورفاههم الاجتماعي. وأضافت: خلص معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة إلى أن مياه الصنبور والمياه المعبأة في قطر صالحة جدًا للشرب وأن مياه الشرب في قطر تتمتع بجودة عالية جدًا وأكثر بكثير مما يظنّ العديد من المستهلكين المحليين. من جهتها قالت كانديس رويل زميل باحث تعمل على المشروع ذاته، إن مياه الصنابير صالحة للشرب تمامًا مثلها مثل المياه المعبأة سواء كانت محلية أو مستوردة. وأشارت إلى أن علماء المعهد استعانوا بأدوات تحليل متقدمة لتحليل ومقارنة ١١٣ عينة من مياه الصنبور و٦٢ عينة مياه معبأة من جميع أنحاء دولة قطر، وتم تحليل العينات من حيث المحتوى العنصري والمركبات العضوية الطيارة، كما قاموا بإجراء مقابلات مع السكان في منازلهم لمعرفة نوعية المياه المستهلكة ومدى معرفتهم بمياه الشرب في قطر، وكانت الإجابات واضحة حيث ذكر ٣٠% أنهم يشربون مياه الصنبور، في حين يفضل معظم السكان شرب المياه المعبأة. وخلصت الدراسة إلى أن مياه الشرب والمياه المعبأة تلبّي معايير منظمة الصحة العالمية ووكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة وتتضمن المعايير قياس نسبة العناصر النزرة في الماء (مثل الرصاص والزرنيخ) والمركبات العضوية (مثل البنزين) والتي قد تضرّ بالصحة أو تؤثر على طعم أو رائحة المياه في حين أن مياه الصنبور والمياه المعبأة صالحة للشرب، إلا أن بعض أنواع المياه المعبأة المستوردة تحتوي على نسب من العناصر أعلى من مياه قطر مثل الزرنيخ والكروم، وهذا أمر طبيعي، حيث إن مصدر المياه المستوردة المياه العذبة الطبيعية التي تتسرّب من الصخور والرواسب التي تحتوي على الزرنيخ بصورة طبيعية ومع ذلك تبقى المستويات الملحوظة في المياه المستوردة أقل من المعايير الصحية المطلوبة لمياه الشرب. من ناحية أخرى قام فريق معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة بدراسة مدى تأثير سلوك الأشخاص على مياه الشرب، وفي هذا الإطار يوصي الفريق بعدم تخزين المياه المعبأة في أماكن معرضة للشمس والحرارة الشديدتين وذلك بسبب التأثير السلبي للحرارة والأشعة فوق البنفسجية على المياه المعبأة، إذ تؤثر الشمس والحرارة على قارورة المياه البلاستيكية، حيث يمكن أن تنتج مواد كيميائية مثل القصدير والرصاص وتختلط بالمياه وقد أثبت العلماء أن هذين العنصرين مضرّان بالصحة بما في ذلك تأثيرهما السلبي على القلب والأوعية الدموية إذا ما استهلكا لفترات طويلة وبالتالي يجب تخزين المياه في أماكن بعيدة عن الشمس والحرارة بما في ذلك عدم ترك المياه المعبأة داخل السيارة خلال أشهر الصيف على سبيل المثال.
مشاركة :