الدوحة - الراية: تزخر مسيرة السلوفاكي فلاديمير فايس نجم هجوم لخويا بتجارب كروية متنوعة في أكبر دوريات أوروبا، بعدما لعب في كل من إنجلترا وأسبانيا وأسكتلندا وإيطاليا واليونان، حيث سجّل بعض الأهداف التي ظلت عالقة في الأذهان، لعل من أبرزها ذلك الذي أحرزه مع أولمبياكوس في دوري أبطال أوروبا بعد سلسلة من المراوغات المذهلة. ويرى النجم الدولي السلوفاكي، الذي يخوض حالياً تجربة احترافية بدوري نجوم قطر، أن كرة القدم الآسيوية بصدد تقليص الفجوة بينها وبين المنافسات الأوروبية الكبرى. ومثَّل لاعب الوسط الماهر بلاده في نهائيات كأس العالم لكرة القدم جنوب أفريقيا 2010، حيث لعب تحت إمرة والده فلاديمير فايس، حين حقق المنتخب السلوفاكي فوزاً مفاجئاً بنتيجة 3-2 على نظيره الإيطالي حامل اللقب آنذاك، ليتأهل إلى الدور الثاني خلال ظهوره الأول في تاريخ البطولة. وقد تنبأ العديد من المراقبين باقتراب نهاية مسيرة فايس بعدما شدّ الرحال إلى آسيا، وهو الذي يزخر سجله بمشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم علاوة على تجاربه السابقة في بعض من أرقى الدوريات الأوروبية. بيد أن لاعب الوسط السلوفاكي، الذي لا يتجاوز عمره 25 عاماً، يؤكد أنه يستمتع بتجربته الحالية مع نادي لخويا، وإن كان لا يستبعد إمكانية عودته إلى رينجرز الأسكتلندي في يوم من الأيام، موضحاً في الوقت ذاته أن تطوّر كرة القدم القطرية كان عاملاً حاسماً في اتخاذ قراره بالانتقال إلى قطر. وقال فايس في حديث لموقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث www.sc.qa: "قد أعود إلى رينجرز يوماً ما، ولكن ليس في هذه المرحلة من مسيرتي، حيث أستمتع كثيراً بوضعي هنا في قطر". وأضاف أن "لخويا نادٍ جيد حيث تقوم إدارته بعمل جيد حقاً وأنا سعيد بأن أكون جزءاً منه. لديّ عقد يمتد لثلاث سنوات أخرى وأنا لا أفكر حالياً في الانتقال إلى أي مكان آخر. يعتقد الناس دائماً أن قطر تجلب اللاعبين كبار السن الذين أوشكوا على إنهاء مسيراتهم، ولكن انظروا إلى لخويا، إننا نشكّل واحداً من أصغر الفرق في دوري نجوم قطر، وأعتقد أنه من المهم أن تعمل الدوريات هنا على جلب اللاعبين الشباب وتطوير كرة القدم". وإذ يؤكد فايس تحسّن مستوى الدوري المحلي في قطر، فإنه يرى أيضاً أن دوري أبطال آسيا بصدد تضييق الفجوة التي تفصله عن المسابقات الأوروبية، موضحاً في هذا الصدد: "أعتقد أنه آخذ في الارتقاء وبات يقترب من نظيره الأوروبي. إنه يتطور سنة بعد أخرى وقد وقفت بنفسي على مدى الصعوبة البالغة التي ينطوي عليها دوري أبطال آسيا. أعتقد أنه أصبح معروفاً في مختلف أنحاء العالم أكثر من أي وقت مضى، وهذا أمر مهم جداً". وقد سجَّل اللاعب المتألق هدفاً رائعاً ضد نادي بونيودكور الأوزبكي بعد سلسلة من المراوغات، ليقود لخويا إلى ربع نهائي المسابقة القارية، معلقاً على ذلك بالقول: "بعدما بلغنا دور الثمانية، أعتقد أن الجزء الأكبر من التركيز يجب أن ينصبّ الآن على محاولة الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة، آملين في بلوغ المباراة النهائية". وعلاوة على ذلك، مازال فايس يترك بصمته على الساحة الدولية مع منتخب بلاده، حيث تمكنت سلوفاكيا من هزم أسبانيا وأوكرانيا متربّعة بذلك على صدارة مجموعتها في طريق التأهل لبطولة كأس الأمم الأوروبية التي ستستضيفها فرنسا العام المقبل. وفي انتظار مباراة الإياب ضد الأسبان خلال شهر سبتمبر/ أيلول، يتطلع لاعب الوسط الهجومي إلى التعافي سريعاً من الكسر الذي تعرض له في اليد، حتى يكون على أهبة الاستعداد للمواجهة المرتقبة، مؤكداً في هذا الصدد أنه "من الأجدى عدم الاستهانة بقدرتنا على صنع مفاجأة أخرى". وكان فايس قد لعب ثلاث مباريات من أصل الأربع التي خاضها منتخب بلاده في كأس العالم لكرة القدم جنوب أفريقيا 2010. وبعدما قضى عامين في قطر، يعتقد النجم السلوفاكي أن بطولة كأس العالم الأولى في منطقة الشرق الأوسط ستكون قادرة على مضاهاة النجاح الذي حققته النهائيات الأولى على الأراضي الأفريقية. وأضاف: "خلال كأس العالم في جنوب أفريقيا كان بالإمكان الشعور بأجواء البطولة. فقد عاشت البلاد وشعبها على إيقاع كأس العالم وسيكون الأمر مماثلاً هنا في قطر. أعتقد أنه شيء جيد جداً بالنسبة لقطر وسائر المنطقة وأنا واثق للغاية من أن الجميع هنا والعالم كله سيستمتع ببطولة كأس العالم تلك". وقال فايس بعد قيامه بجولة في مقر اللجنة العليا للمشاريع والإرث، حيث اطَّلع على الخطط والتقدّم المحرز في الطريق إلى كأس العالم لكرة القدم قطر 2022: "أعتقد أنني رأيت ما كنت أتوقعه. بطبيعة الحال، من المدهش الوقوف على مدى استعداد دولة قطر لاستضافة كأس العالم، حيث أعتقد أنها ستكون بطولة رائعة. آمل أن ألعب فيها إذا تمكنت من الحفاظ على لياقتي. وإذا أتيحت لي فرصة المجيء إلى هنا فسوف آتي لا محالة. ولكن بالنسبة للناس على وجه التحديد، أعتقد أنها ستكون تجربة رائعة وحدثاً من الواجب متابعته". ويعتقد فايس، الذي سيكون قد بلغ الثانية والثلاثين من العمر عام 2022، أن كرة القدم في سلوفاكيا تمرّ بفترة ذهبية قد تُتوَّج في قطر بعد سبع سنوات: "إنه تاريخ بعيد جداً، ولكن أعتقد بطبيعة الحال أن المشاركة في جميع نهائيات كأس العالم شيء خاص جداً. لدينا الكثير من اللاعبين الجدد الذين يقيمون في سلوفاكيا حالياً، ولذلك أعتقد أن كرة القدم آخذة في التطور هناك - ربما ليس على مستوى الدوري - ولكن الآمال معقودة على استمرار بزوغ الكثير من اللاعبين الجدد الصاعدين على مدى بضع سنوات أخرى حتى نتمكن من المشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022". لا يستحضر فايس سوى ذكريات إيجابية من تجربته الأولى في كأس العالم عام 2010، ولكنه يرى أن البطولة متقاربة المدن في قطر ستعني تقليل أوقات السفر بشكل ملحوظ. وقال في هذا الصدد: "في جنوب إفريقيا كان علينا السفر عدة مرات والانتقال إلى مدن مختلفة على متن الطائرة. سيكون الأمر فريداً من نوعه هنا في قطر. بالنسبة للجميع سيكون من المذهل التواجد هنا والتنقل لبضعة كيلومترات فقط. سيكون ذلك أمراً جيداً حقاً للجماهير واللاعبين على حد سواء". بالنسبة لفايس، فإن اللعب في دوري نجوم قطر يعني مواجهة السد - النادي الجديد للنجم تشافي هيرنانديز - مرتين في السنة على الأقل. وعلى غرار العديد من اللاعبين الآخرين، يتطلع الدولي السلوفاكي إلى فرصة ملاقاة الأسطورة الكاتالوني: "إنه واحد من أفضل اللاعبين في التاريخ، لذلك أنا أتطلع إلى اللعب ضده بطبيعة الحال". وفي ختام حديثه، أكد فايس أنه يتفق مع التصريحات التي أدلى بها مؤخراً هاري كين، مهاجم توتنهام والفريق الوطني الإنجليزي، الذي قال للصحفيين إن خوض غمار بطولة كأس العالم في قطر خلال فصل الشتاء سيعود بالنفع على منتخب بلاده، بما أن تلك الفترة من السنة لا تتزامن مع فترة إرهاق اللاعبين بعد موسم طويل. وأوضح فايس قائلاً: "أعتقد أن اللاعبين الإنجليز يلعبون الكثير من المباريات خلال الموسم. وأظن أن ذلك قد يكون مفيداً للأندية".
مشاركة :