أعلنت وزارة الداخلية السعودية أمس (الخميس) استشهاد 12 من منسوبي قوات الطوارئ الخاصة في عسير، إضافة إلى ثلاثة عاملين وإصابة تسعة آخرين، بعد تفجير إرهابي استهدف أحد مساجد مبنى القوات جنوب السعودية. وأوضح المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، عبر بيان صحافي نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أمس، أنه أثناء قيام مجموعة من منسوبي قوات الطوارئ الخاصة في منطقة عسير بأداء صلاة الظهر في مسجد مقر القوات، حدث تفجير في جموع المصلين، نتج منه استشهاد 12 من منسوبي القوات، وثلاثة من العاملين في الموقع، وإصابة تسعة آخرين، ثلاثة منهم إصاباتهم بالغة. وأشار المتحدث الأمني إلى أن القوات عثرت في الموقع على أشلاء يعتقد بأنها ناتجة من تفجير بأحزمة ناسفة، مؤكداً عدم تعرض أي مقر آخر لقوات الطوارئ الخاصة لمحاولة تفجير إرهاب، فيما لاتزال الحادثة محل متابعة الجهات الأمنية المختصة. وتبنى تنظيم «داعش» الإرهابي العملية عبر بيان له على موقع «تويتر» في حين رجحت مصادر لـ«الحياة» أن طريقة تنفيذ الجريمة والتحقيقات الأولية في الحادثة تشير إلى تورط تنظيم «داعش» الإرهابي، ولاسيما أن المواد المستخدمة في الانفجار هي ذاتها التي تم استخدامها في عدد من العمليات الإرهابية التي استهدفت دور عبادة في المنطقة الشرقية من السعودية ودولة الكويت أخيراً. من جانبها، دانت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بشدة حادثة التفجير الانتحاري الجبان، ووصفته بأنه جريمة بشعة تتنافى مع القيم والمبادئ الإسلامية والإنسانية كافة. وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني عن وقوف دول المجلس ومساندتها للمملكة العربية السعودية في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها، وضمان سلامة مواطنيها، ومحاربة هذه الجماعات الإرهابية التي تخلت عن كل القيم والمبادئ الإنسانية، وأوغلت في سفك دماء المسلمين، منتهكة حرمة بيوت العبادة، معرباً عن ثقته بكفاءة وقدرة الأجهزة الأمنية المختصة في المملكة على كشف ملابسات هذه الجريمة الإرهابية البشعة، والقبض على الجناة والجهات المحرضة، وتقديمهم إلى القضاء العادل. وأكد تصميم دول مجلس التعاون على محاربة التنظيمات الإرهابية المتطرفة واجتثاث فكرها الضال وتجفيف مصادر تمويلها، معبراً عن تعازيه الحارة لذوي الشهداء وللحكومة والشعب السعودي ومنسوبي وزارة الداخلية كافة، متمنياً للجرحى الشفاء العاجل. ودانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء السعودية بشدة، ما وصفته بـ«العمل الإجرامي الدنيء» الذي استهدف مسجداً بمقر قوات الطوارئ في منطقة عسير ونتج منه عدد من الوفيات والمصابين. وأكدت الأمانة في بيان لها أمس، أن ما وصل إليه هؤلاء المجرمون من استخفاف بحرمات الله وبيوته والإلحاد فيها يوجب وقوف الجميع صفاً واحداً لاستئصال جذور هذه النبتة الخبيثة، التي ترى في بيوت الله ودماء المسلمين أهدافاً مشروعة، وإن من أوجب ذلك إيقاع حكم الله فيهم. وأضافت: «أنه لا يخفى على أحد أن فكر هؤلاء الخوارج لا يمت إلى الإسلام بصلة، فقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على قتلهم وقتالهم لعظيم خطرهم على الإسلام والمسلمين، فقد قتلوا عثمان رضي الله عنه وهو يقرأ القرآن، وقتلوا علياً رضي الله عنه وهو يصلي، والآن يقتلون رجال الأمن الساهرين على أمن البلاد وحدوده وثغوره وهم يصلون، ولن ينقطع دابرهم إلا بتنفيذ الحكم الشرعي الصارم بحقهم». كما دانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي، على لسان الأمين العام للرابطة وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله التركي، الجريمة الإرهابية التي قام بها انتحاري من فئة خارجة مرقت من الدين واستسهلت إزهاق أرواح الأبرياء وقتل الأنفس المعصومة. وعبر التركي عن أسفه البالغ لاستمرار هذه الفئة المارقة في تماديها بأعمالها الإجرامية إفساداً في الأرض وخروجاً على تعاليم الإسلام الحنيف، ومخالفة هدي الرسول عليه الصلاة والسلام. وجه التركي رسالة إلى شعب المملكة وعلمائها ومفكريها ومثقفيها، للوقوف مع قيادتهم ليقطعوا الطريق أمام المتربصين الحاقدين على هذا البلد، مشدداً على أن الرابطة تلقت اتصالات عدة من المنظمات والقيادات الإسلامية خارج المملكة تدين وتستنكر هذه الحادثة الأثيمة. من جهتها، أعربت دولة الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين للعملية الإرهابية في عسير. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية، في تصريح صحافي أمس، إن «هذه الجريمة البشعة تأتي استمراراً لمسلسل الإرهاب البغيض الذي يسعى خائباً للنيل من أمن وأمان دول الخليج والمنطقة، وسيكون مآله، بفضل وعي وتكاتف الشعوب الخليجية، الفشل والاندحار». وأكد «وقوف دولة الكويت الكامل إلى جانب المملكة العربية السعودية وتأييدها جميع الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها». وعبر المصدر عن خالص التعازي وصادق المواساة لأسر الضحايا، متضرعاً إلى الله عز وجل أن يسكن أرواح الشهداء فسيح جناته وأن يحفظ المملكة وشعبها من كل مكروه. بدوره، دان رئيس مجلس النواب في مملكة البحرين أحمد بن إبراهيم الملا التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد قوات الطوارئ في منطقة عسير، وأسفر عن استشهاد 10 من منسوبي القوات وثلاثة من العاملين، وإصابة آخرين. وقال، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء البحرينية، إن مملكة البحرين تقف صفاً واحداً مع أمن واستقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عموماً، والشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية خصوصاً، مؤكداً أن أي اعتداء أو مساس يهدد أمن واستقرار إحدى الدول الشقيقة هو مساس واعتداء مباشر على أمن واستقرار البحرين، وهو أمر مرفوض وستتم مواجهته والقضاء عليه من خلال التعاون التام والتنسيق المتواصل بين الدول الشقيقة وشعوبها. وشدد رئيس مجلس النواب البحريني على أن تلك الأعمال الإرهابية المجرمة مرفوضة قطعاً رسمياً وشعبياً ولا تمت إلى دين بصلة، داعياً إلى التصدي لكل من يتبنى هذا الفكر الضال والتحذير من أعمالهم ومكافحة أنشطتهم، مع ضرورة تعزيز اللحمة الوطنية والتماسك المجتمعي في دولنا، وعدم السماح لتلك الجماعات ومن يقف وراءها بتحقيق أهدافها وغاياتها المتطرفة. وأكد الملا استنكار مجلس النواب في مملكة البحرين هذا العمل الإرهابي الذي أوقع عدداً من الشهداء في مسجد قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير، والذي يتنافى مع تعاليم الأديان السماوية والقانون والقيم الإنسانية كافة. وأشاد بجهود حكومة المملكة في مكافحة الإرهاب، مؤيداً الإجراءات التي تقوم بها لحفظ الأمن والاستقرار على أراضيها، وضمان مصالح المواطنين والمقيمين، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، مطالباً المجالس التشريعية الخليجية والبرلمانات الدولية بإدانة الأعمال الإرهابية كافة، في ظل ما تشهده المنطقة من مستجدات. وأعرب رئيس مجلس النواب البحريني عن خالص التعازي والمواساة لحكومة وشعب المملكة ولأسر الشهداء الذين لقوا حتفهم في هذا التفجير الآثم، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.
مشاركة :