عقد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس الأول الاثنين، في فلوريدا، أول مهرجان انتخابي بعد إصابته بفيروس كورونا الذي أرغمه على تجميد حملته عشرة أيام، مؤكداً أنه «قوي للغاية»، في خطاب استمر ساعة، غاب فيه الالتزام بالتباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات، في وقت أظهر إحصاء أنّ أكثر من عشرة ملايين ناخب أدلوا بأصواتهم، سواء عبر البريد، أوالاقتراع المبكر، في الانتخابات الرئاسية المقرّرة في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وهتف ترامب للحشود المتجمعة في سانفورد بولاية فلوريدا «تخطيته والآن يقولون إن لدي مناعة» ضد فيروس كورونا. وأضاف وسط ضحك أنصاره: «يمكنني أن أسير وسط هذا الحشد، أن أقبّل الحضور أجمعين، أن أقبّل الرجال، والنساء الجميلات». وألقى ترامب بكمامات للحشد عند دخوله، وتحدث مراراً عن تعافيه من المرض. وبدا ترامب مفعماً بالنشاط لدى إلقائه خطابه، ولم يوفّر فيه أياً من أهدافه الانتخابية المعتادة إلا وهاجمه، من «المحتالة هيلاري» كلينتون، إلى الصحافة «الفاسدة»، مع إطلاق تحذيرات شديدة من مخاطر «اليسار الراديكالي»، و«الكابوس الاشتراكي». وسخر من نائب الرئيس السابق الذي يلقبه «جو النعس»، مؤكداً أنه لم يعد يشبه «أياً كان». وهتف ترامب «أحب فلوريدا»، متودداً إلى سكان الولاية التي قد تلعب دوراً حاسما في الانتخابات، غير آبه لاستطلاعات الرأي التي تتوقع كلها هزيمته أمام بايدن. وقال ترامب: «كان الأمر مماثلاً قبل أربع سنوات، كانوا يقولون إننا سنخسر فلوريدا»، مضيفاً «بعد 22 يوماً، سنفوز بهذه الولاية، وسنفوز بأربع سنوات إضافية في البيت الأبيض». وأشاد ترامب في خطابه باختياره القاضية إيمي كوني باريت لشغل مقعد في المحكمة العليا، في ظل انقسام حاد بين الجمهوريين الذين أشادوا بقاضية «لامعة»، والديمقراطيين الذين نددوا بعملية تعيين متسرعة سترسخ الهيئة القضائية العليا لفترة طويلة في المعسكر المحافظ. وقال ترامب: «ستكون قاضية رائعة». وفي ظل استطلاعات للرأي تشير إلى تقدم بايدن عليه، يأمل ترامب في ردم الهوة خلال الشوط الأخيرة من الحملة من خلال التنقل في البلاد. وعند مغادرته قاعدة أندروز العسكرية القريبة من واشنطن، لم يكن الرئيس يضع كمامة، خلافاً لجميع عناصر الجهاز السري المكلفين أمنه، والمساعدين المحيطين به، وفق سيناريو مدروس لإظهاره في موقع القوة. وبعيد إقلاع الطائرة الرئاسية، أعلن طبيب البيت الأبيض شون كونلي، أن ترامب خضع لفحوص أظهرت نتائج سلبية تؤكد أنه لم يعد يحمل الفيروس «لعدة أيام متتالية» باستخدام فحص سريع. لكن فحص «أبوت» هذا لا يعطي نتائج دقيقة مثل الفحوص شائعة الاستخدام. من جهته، هاجم بايدن سلوك ترامب، وقال مغرداً: «كلما بقي ترامب رئيساً افتقر أكثر إلى حس المسؤولية»، متهماً الرئيس بالتقليل من خطورة الفيروس. وقال بهذا الصدد: «سلوكه الشخصي اللا مسؤول منذ تشخيص إصابته كان شائناً». وعلق على مهرجان فلوريدا الانتخابي فقال، إن ترامب لا يحمل للولاية سوى «خطاب الانقسام والخوف»، مضيفاً «لكن ما فشل في حمله لا يقل خطورة، فهو ليس لديه أي خطة للسيطرة على هذا الفيروس الذي خطف أرواح أكثر من 15 ألفاً من سكان فلوريدا». ويتقدم بايدن بنحو عشر نقاط على ترامب في متوسط استطلاعات الرأي، وعزز تفوقه في نوايا الأصوات في الولايات التي ستحسم الانتخابات. ومن المقرر أن يزور ترامب، خلال الأيام المقبلة بنسيلفانيا، وهي أيضاً من الولايات الأساسية، ثم أيوا، على أن يواصل مهرجاناته بشكل مكثف طوال الأسابيع المقبلة. من جهة أخرى، أظهر إحصاء نشر، أمس الأول الاثنين، أنّ أكثر من عشرة ملايين ناخب أمريكي أدلوا حتى اليوم بأصواتهم، سواء عبر البريد، أو من طريق الاقتراع المبكر، في الانتخابات الرئاسية المقرّرة بعد 22 يوماً، وأوضح «مشروع الانتخابات الأمريكية» التابع لجامعة فلوريدا على موقعه الإلكتروني، إنّ «الناخبين أدلوا بما مجموعه 10.296.180 بطاقة اقتراع في الولايات المعنية»، في رقم قياسي. وأوضح المشروع، أنّ عدد الناخبين الذين صوتوا يزيد بأضعاف عمّا كان عليه عددهم في مثل هذه المرحلة قبل أربع سنوات، مشيراً إلى أنّ هذه الزيادة مدفوعة بالارتفاع الكبير في أعداد الناخبين الذين اختاروا التصويت عبر البريد بسبب مخاوفهم من «كورونا». (وكالات)
مشاركة :