تقول النكتة: (واحد دمه خفيف طار). حديثي اليوم عن فنون خفة الدم. تتحلى بنهجها بعض العوالم (الخنفشارية). لكل فرد تجربة خاصة مع خفة الدم. هل يضحكون أم نحن الضاحكون؟! العرب تقول: (شر البليّة ما يُضحك). وقد تنبهت مبكرا لنظرية خفة الدم. فجاءت الفكرة. كنت وقتها في الصف الثاني متوسط. أن أجمع كل نكتة أسمعها في كتاب. وأن أستمر في هذا التدوين. بالفعل بدأت بتوثيق كل نكتة تصل. لكن توقفت بعد سنوات. لا تسألوا لماذا؟! خفة دم أحدهم كانت السبب وراء توقف مشروعي العظيم. مباراة (السوبر) في (لندن) بين فريقي (الهلال) و(النصر) ما زالت نكتة الصيف العربي. نكتة في برنامج: (واحد دمه خفيف طار). الإخوة الذين لا أعرفهم، يهمهم سعادتنا، فكانت هذه النكتة. ستضحكنا دهرا غير مرئي. (النصر) و(الهلال) من أندية العاصمة الحبيبة (الرياض). فهل كان لزاما أن تكون مباراة كأس السوبر في عاصمة أخرى؟! اختاروا (لندن) عاصمة الضباب. ليكون أحد ملاعبها علامة مميزة في تاريخ رياضة البلد. سيكون بداية تاريخ انطلاقتها نحو العالمية. أتحدث هنا عن الأندية وليس المنتخب. ضحكنا كمواطنين. ما زلنا نضحك. ليس لأن المباراة مهمّة. لكن البحث عن جمهور (رايق) هو ما يُضحك. ربما في حال فاز أحد الفريقين، وكلهم فائز بـ(لندن)، أن يتم استنساخ التجربة في جميع مباريات الدوري. الأقوى منفعة، وصراخ معلقين. وغضب مشجعين، واختلاف محللين. سنجد كل الفرق تطالب بجمهور مختلف. ولأنه من الصعب تغيير الجمهور. فلابد من سفر الفرق الرياضية إلى الجماهير الأخرى المختلفة في كل شيء. على الأقل سيهتفون بلغة لا يعرفها اللاعب، حتى لا تتم استثارته لينطح بالقول والفعل. في مصارعة الثيران الاسبانية يصيح الجمهور: (أريبا.. أريبا). لا ندري كعرب هل الهتاف للثور أم لمصارع الثور. تشجيع الجمهور سينطلق في سماء (لندن). بالتأكيد سيكون هناك عرب. لن (يتميلح) ملعب (لندن) بالثياب، والغتر، والعقل الميّاله. سيتحول (الهبال) في الملعب (اللندني) إلى ذوق. لا أدري هل سيتم استيراد حكم أجنبي إلى (لندن)؟! ليتهم يستعينون بحكم سعودي. لأنهم في ملعب أجنبي. لن أتحدث عن اللاعبين. نعرفهم جيدا. لكنهم سيسافرون في طائرات إلى (لندن) عاصمة الضباب. أرجو أن يستمتعوا بضبابها. فهو جزء من تاريخ بريطانيا العظمى. كل تاريخهم مع العرب ضباب في ضباب. حتى إذاعتهم الشهيرة (BBC) يعرفها العرب بمواقفها غير العادلة. في هذه الأيام لديها حملة تشويه كعادتها. آخر تلك الحملات استضافة شخصيات تدعي أنها عربيّة. لتغيير الحقائق. لتصبح ضد أهلهم ودولهم. (قرف) انجليزي لم يتوقف. بالتأكيد ملعب الأحساء الذي أعرفه لن يصلح لكأس السوبر. حرارة الاحساء الأعلى عالميا. ذلك يعود لجفاف جميع عيون أرضها الفوّارة. بسبب المباريات التي تشرف عليها وزارة الزراعة بين المستثمرين لاستنزاف المياه الجوفية. أمّا المناطق الجنوبية فلا يوجد ملعب واحد يسمح بإقامة مباراة السوبر. هناك قصص يرويها (جحا) العربي عن نظريات: (واحد دمه خفيف طار). آخرها نظرية الفصفص. (لندن) لا يوجد بها فصفص و(مفصفصين). ذكرتني مباراة السوبر في لندن بقصص جهات أخرى سبقت إلى هذا النهج.. تعقد اجتماعات بعض منسوبيها في دول خارجية. ولا نعرف السبب. لكن المواطن بذكائه وخفة دمه ودموعه، يقول هذه نظرية: واحد دمّه خفيف طار. هناك من يريد أن يتعلم أفضل في أجواء ضبابية لحجب بعض الملامح. المهم أرجو أن يعود الفريق (الهلالي) و(النصراوي) بالسلامة. ليستعدوا لصيف قادم. لعاصمة عالميّة أخرى. ما يثير عجبي وتعجبي أكثر. أنهم في الصيف يشجعون على السياحة الداخلية وأمثالي يصدقون. كنت أنوي السفر إلى عاصمة الضباب (لندن). وبسبب المباراة الغيت جميع حجوزاتي. وكذلك جماعتي فعلوا. تحولوا إلى (الباحة). خوفا من زحام ليالي المباراة في شوارع (لندن). بقيت في مدينة (الدمام) (أتمردغ) في رطوبتها. أردد منلوج: (من كدّة يمينه). أغنية خليجية تتغنّى بالمعرس الذي استطاع توفير تكاليف عرسه بعرق جبينه، وكدّه وتعبه وشقاه. وحتى أتغنّى بخفة الدم، جمعت كامل قواي المختلفة والمتعددة. فوجدت أن (الشغلة) اقتصادية بحتة. عباقرة الحسابات المالية وجدوا أن تكلفة احضار حكام مباراة السوبر الأجانب للمملكة أعلى بكثير من إقامة المباراة في (لندن). هذا كل ما في الأمر.. فهل نقول...؟!
مشاركة :