أثارت تسمية إسرائيل لسياسيين ضمن الوفد جدلاً في لبنان، الذي يصر على طابع التفاوض التقني، على غرار محادثات سابقة جرت في اطار لجنة تفاهم نيسان إثر عملية "عناقيد الغضب" الإسرائيلية في 1996، أو مفاوضات ترسيم الخط الأزرق بعد انسحاب الإسرائيلي في 2000، وأخيراً الاجتماع الثلاثي الذي يعقد دورياً منذ حرب 2006 برئاسة قوات يونيفيل وبمشاركة عسكريين من الدولتين. وقال الرئيس اللبناني، ميشال عون، الثلاثاء إن "المفاوضات تقنية والبحث يجب أن ينحصر في هذه المسألة تحديداً".انجاز أميركي؟ في إسرائيل، قال مصدر في وزارة الطاقة لصحافيين إن الأمر "مهم لإسرائيل لكنه أيضاً حاسم بالنسبة للجانب اللبناني"، مشيراً إلى أن المفاوضات قد تحتاج بضعة أشهر فقط إذا لم يكن هناك عوائق. وأضاف "هدفنا أن نحل النزاع حول ترسيم الخط البحري"، مشدداً "لا أوهام لدينا، ليس هدفنا أن نخلق نوعاً من التطبيع أو عملية سلام". وقادت واشنطن على مدى سنوات وساطة بين الجانبين، تكثفت مع توقيع لبنان العام 2018 أول عقد للتنقيب عن الغاز والنفط في رقعتين في مياهه الإقليمية، أحداها تقع في الجزء المتنازع عليه مع إسرائيل. ويرجح أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت هلال خشان التوصل إلى حلّ. ويقول "ليس أمام لبنان خيار أفضل ليتمكن من العمل في البلوك رقم 9". لكن الأهم بالنسبة إليه هو النظر في توقيت المفاوضات. ويوضح "ضغط الأميركيون قبل الانتخابات الرئاسية ليعلنوا عن انجاز جديد في السياسية الخارجية (..) تريد إدارة ترامب أن تظهر أن هناك مساراً للسلام في المنطقة، وستروّج للمفاوضات بالطريقة ذاتها". ولا يستبعد خشان ألا يأبه اللبنانيون بالمفاوضات ونتيجتها، كونهم غارقين في أزماتهم المعيشية على وقع الانهيار الاقتصادي."سداد الدين" أمل رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان مكلفاً بالملف، أنه في حال نجح الترسيم أن يكون هناك "اكتشافات" في المنطقة المتنازع عليها لتساعد "في سداد ديننا". وكان إعلان بري عن المحادثات مع الجانب الإسرائيلي أثار انتقادات في لبنان خصوصاً لحزب الله، الذي يعد الخصم اللدود لإسرائيل وطالما اعتبر واشنطن وسيطاً "غير نزيه".الترسيم وشرعية سلاح حزب الله اعتبرت صحيفة الأخبار، المقربة من حزب الله، الإثنين في ملف خصصته للمفاوضات أنّ "قرار التفاوض غير المباشر مع العدو يمثل لحظة ضعف سياسية لبنانية غير مسبوقة". ورأت أن إسرائيل تبدو "المستفيدة" إذ أن حاجتها "إلى إطلاق آلية تفاوض مباشر أو غير مباشر مع بلد مثل لبنان، يمثل انتصاراً للعدو بمعزل عن نتائجه". إلا أن حزب الله، الذي ترى فيه واشنطن ذراعاً لإيران وتصنفه "إرهابياً"، أكد في بيان لكتلته النيابية ألا علاقة للمفاوضات بـ"المصالحة" أو "بسياسات التطبيع التي انتهجتها مؤخراً وقد تنتهجها دول عربيّة". ولا يرى خشان في التفاوض خطوة نحو اتفاقات مقبلة أوسع، باعتبار أنه "طالما ليس هناك من حل بين أميركا وإيران فلن يتغير شيئاً". ولطالما أصر لبنان سابقاً على ربط ترسيم الحدود البحرية بتلك البرية، لكنّ المفاوضات ستتركز فقط على الحدود البحرية، على أن يُناقش ترسيم الحدود البرية، وفق الأمم المتحدة، في إطار الاجتماع الثلاثي الدوري. ويعتبر خشان أن موضوع ترسيم الحدود البحرية سهل أمام تلك البرية. ويوضح "إذا جرى الاتفاق على الحدود البرية سيثير ذلك تساؤلاً حول الحاجة إلى سلاح حزب الله، كونه لا يزال يؤكد على ضرورته لاستعادة الجزء المحتل من مزارع شبعا وتلال كفر شوبا". ويضيف "حزب الله لن يقبل التخلي عن السلاح"
مشاركة :