تعرف على البادقير.. مُكيّف الهواء الخاص بأثرياء الخليج

  • 8/7/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة المرصد :آخر مرةٍ رُصد فيها؛ كان ضمن بحث أكاديمي للدكتور مشاري النعيم. شاهده في مدينة الهفوف القديمة. أما الآن؛ فلم يعد موجوداً في المنطقة الشرقية كلها إلا في مجسّماتٍ رمزية منتشرة في بعض شوارع الدمام. انقرض البادقير بعد الغنى عنه في تبريد لواهيب القيظ. ولم يعد الاهتمام به واضحاً حتى في التصاميم المعمارية التي تُنتجها المكاتب الهندسية، على الرغم من إمكانية ذلك إذا سعت الأمانات والبلديات إلى ذلك. هذا ما خلص إليه الباحث المهندس جلال الهارون في بحثٍ مطوّل عن هذا الشكل المعماري المهمّ. فقد كان البادقير وفقا لصحيفة الشرق تقنيةً ذكية جداً لتحويل لفحات الهواء إلى نسائم مُنعشة، عبر طرق طبيعية. وفي المنطقة الخليجية كان البادقير أو البادَجيرْ، عنصراً معمارياً رفاهياً. وفنّياً؛ يقوم البادقير بتلقُّف الهواء من الجو، ليتحرك داخل تجويفه مُتجهاً نحو الأسفل، وما إن يصل إلى نقطته الأخيرة حتى يتحوّل الهواء الحار إلى نسيم بارد. وبين البادقير وشراع السفينة علاقة في توظيف الديناميكية الهوائية التي عرفها الإنسان الخليجي، ويحتمل أن البادقير ظهر لأول مرة في سواحل الخليج نظراً لتشابه شكل ووظيفة البادقير مع شكل ووظيفة شراع السفينة.. ويشرح فكرته البحار الخليجي امتلك، منذ أقدم العصور، خبرة وثقافة في تطويع الرياح ومعرفة مواعيد هبوبها الموسمية واتجاهات حركتها، ومدى تأثير الموقع الجغرافي فيها. وعليه يرى أن موقع دبي له خصائص تختلف تماماً عن موقع المنامة أو الدمام، وبالتالي لكل موقع معطياته المناخية الخاصة. يضيف أعتقد أن من أسباب انتشار البادقير في مواقع معينة وندرته في مواقع أخرى هو علاقته بالمناخ السائد ومعطيات الموقع الجغرافية والفلكية وقد يكون هذا مبرراً لانتشار أبراج الهواء في المدن الساحلية وتطورها مقارنة بأبراج الهواء في الواحات الزراعية والمدن الصحراوية.

مشاركة :