الإحترار ينسف نصف أكبر نظام شعب مرجانية في العالم في ربع قرن

  • 10/14/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بريزبين (أستراليا) - خلال السنوات الخمس والعشرين الأخيرة، نفق نصف المرجان في الحاجز المرجاني الكبير في أستراليا، بحسب ما كشف علماء محذّرين من تداعيات الاحترار المناخي التي تزعزع هذا النظام البيئي في قاع البحار بطريقة لا رجعة فيها.دقّت دراسة نشرت في مجلّة "بروسيدينغز أوف ذي رويال سوساييتي" ناقوس الخطر بشأن هول انحسار المرجان على أنواعه منذ منتصف التسعينات في الحاجز الكبير الواقع في شمال شرق أستراليا والمدرج منذ العام 1981 في قائمة التراث العالمي لليونسكو.وكانت الأصناف الأكبر حجما من المرجان، لا سيّما تلك التي تأتي على شكل طاولة وتلك التي تتمتّع بتشعّبات، هي الأكثر تضرّرا لدرجة أن البعض منها قد يندثر من أقصى شمال الحاجز المرجاني.وقال تيري هيوز الأستاذ المحاضر في جامعة جيمس كوك وأحد القيّمين على هذه الدراسة "اندثر المرجان بنسبة 80 إلى 90 % بالمقارنة مع ما كان عليه الحال قبل 25 عاما".وأردف في تصريحات أن "الأسماك وكائنات أخرى تلجأ إلى هذا المرجان ومن شأن خسارة هذه الشعاب الثلاثية الأبعاد التأثير على النظام البيئي برمّته".ويدرّ هذا الحاجز المرجاني، بالإضافة إلى قيمته الطبيعية والعلمية التي لا تثمّن، 4 مليارات دولار من العائدات على القطاع السياحي في أستراليا.وقد يسحب هذا الحاجز من قائمة التراث العالمي جرّاء تدهوره الناجم بجزء كبير منه عن ابيضاض المرجان نتيجة الاختلال المناخي.موجة خامسة في 2020 وابيضاض المرجان هو ظاهرة اضمحلال تؤدي إلى بهتان اللون. وهو ناجم عن ارتفاع حرارة المياه الذي يؤدّي إلى تنفير الطحالب التي تعطي المرجان لونه ومغذّياته.وقد تستعيد الشعاب عافيتها في حال بردت المياه، لكنها قد تنفق في حال بقي الوضع على هذا المنوال.ومن العوامل الأخرى التي تشكّل خطرا إضافيا على الحاجز الكبير، التسرّبات الزراعية والتنمية الاقتصادية، فضلا عن نجم البحر المكلّل بالشوك الذي يلتهم المرجان.وكان الجزء الشمالي من الحاجز المرجاني قد شهد في 2016 و2017 موجتي ابيضاض لا سابق لهما. وأعادت السلطات العام الماضي النظر في وضع هذا الشقّ ليتبيّن لها أنه "سيء جدّا".وقبل ذلك، رصدت موجتا ابيضاض في 1998 و2002. وسجّلت موجة خامسة في العام 2020، لكن أضرارها لم تقيّم بعد بالكامل.وقال أندي ديتزل من جامعة جيمس كوك الذي شارك في إعداد هذه الدراسة إن "حيوية المرجان تقاس نسبة إلى وجود ملايين الشعاب المرجانية من الأحجام كافة، بما فيها تلك الأكبر حجما".ولم يستبعد تيري هيوز تواصل نفوق المرجان، إلا في حال احترمت بلدان العالم أجمع التعهدات الواردة في اتفاق باريس المبرم سنة 2015 لحصر الاحترار دون درجتين مئويتين نسبة إلى الحرارة السائدة ما قبل الحقبة الصناعية.وقد تستعيد الشعاب المرجانية عافيتها جزئيا، في حال استقرّت الحرارة خلال القرن الحالي دون الأهداف المنشودة في اتفاق باريس. لكن في حال ارتفعت الحرارة بثلاث أو أربع درجات، لا تعود هذه الفرضية واردة بتاتا، بحسب هيوز.

مشاركة :