أكد العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي السابق عن حزب ميرتس اليساري، عيساوي فريج، أن توقيع الإمارات لمعاهدة السلام مع إسرائيل، ينم عن سياسية واقعية جريئة وشجاعة، وتفتح آفاقاً جديدة خلال المرحلة المقبلة، داعياً دول المنطقة إلى المضي قدماً على طريق السلام، والعمل الجاد من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. ووصف فريج الخطوة الإماراتية بأنها إيجابية وفي الطريق الصحيح، لا سيما أنها كسرت الجمود السياسي الذي شهدته المنطقة خلال الفترة الماضية، مثمناً الدور الإماراتي الذي أذاب الجليد في عملية السلام، وتوقع فريج في تصريحات لـ«الاتحاد» أن تشهد المنطقة تطورات كبيرة خلال المرحلة المقبلة، بما يحقق حلم وتطلعات الشعوب، بفضل الجهود الإماراتية التي تسعى لبث الأمل بين شعوب المنطقة بأسرها. وصادق مجلس الوزراء في إسرائيل، يوم الاثنين الماضي، بالإجماع على معاهدة السلام مع الإمارات، التي توسطت فيها الولايات المتحدة، ووقعها الجانبان في البيت الأبيض الشهر الماضي. ومهدت موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي على المعاهدة، التي تقيم بموجبها الدولتان علاقات اعتيادية كاملة، لتصديق الكنيست عليها في تصويت، من المرجح أن يجري اليوم، وسط توقعات تأييدها بأغلبية ساحقة. ودعا إلى التعامل بجدية مع الفرص الجديدة في الشرق الأوسط التي تتيحها معاهدة السلام، لا سيما بعد أن جمدت إسرائيل، بموجب معاهدة السلام مع الإمارات، ضم أراضٍ في الضفة الغربية، يأمل الفلسطينيون في أن تُشكل جزءاً من دولتهم المستقلة المستقبلية. وطالب بالاستفادة من معاهدات السلام، بين إسرائيل والدول العربية، وخصوصاً الإمارات والبحرين، من أجل تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بهدف حل الصراع على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق المبادرة العربية. وقال لـ«الاتحاد»: «إنه في ضوء الواقع السياسي المتغير على المستويين الإقليمي والعربي، كان لا بد من تغيير الأسلوب والنهج السياسي العربي والتصرف بحكمة»، مؤكداً أنه لا بد من تحقيق الوحدة الفلسطينية. وأعرب فريج عن إيمانه بأن الإمارات والبحرين والأردن ومصر تسعى لتحقيق السلام، وتريد الخير للشعب الفلسطيني، وما تريده هو إرساء دعائم سلام حقيقي في المنطقة. واعتبر عضو الكنيست الإسرائيلي السابق أن الإمارات بات بمقدورها استغلال معاهدة السلام في الضغط على إسرائيل لمصلحة القضية الفلسطينية، خصوصاً باعتبارها قوة اقتصادية كبيرة، وهو ما يجعلها قادرة على تحريك الواقع السياسي، مشيراً إلى أن تحقيق التطور والنمو الاقتصادي في المنطقة يحتاج إلى أمن واستقرار. وأشاد بتأكيد الإمارات التزامها وتمسكها بالمبادرة العربية والشرعية والقانون الدولي، وهو ما يقطع الطريق على محاولات القفز على القضية الفلسطينية، بينما تقطع معاهدة السلام الطريق على المتاجرين بالقضية. وأكد فريج على أهمية أن يشمل التطور الاقتصادي والسياسي الناجم عن معاهدة السلام في المنطقة، الجانب الفلسطيني، الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من المنطقة، متوقعاً أن تلعب الإمارات والبحرين دوراً كبيراً في ذلك، من أجل الوصول إلى حلول جذرية تنعكس اقتصادياً وسياسياً على الجميع في المنطقة، وفق قرارات الشرعية الدولية، وتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة تغييرات جوهرية، خصوصاً بعد إجراء الانتخابات الأميركية المقبلة. وأعرب عضو الكنيست السابق أن جناح اليمين في إسرائيل بات يدرك الآن أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بات شرطاً أساسياً لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وهو ما يعني تغيّراً كبيراً في وجهة النظر اليمينية، عازياً ذلك إلى التطورات الجارية في المنطقة، وصعود جيل جديد من السياسيين. وذكر أن إقامة العلاقات الاعتيادية بين الدول العربية وإسرائيل، تشكل بداية من أجل التوصل إلى تسوية عادلة ودائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
مشاركة :