انكشاف لمن يريد الإصلاح

  • 11/13/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هو في واقع الحال انكشاف آخر، سبقته انكشافات بيَّنت خللاً هنا أو هناك، وشخَّصت أمراضاً لكنها لم تجد الجراح الماهر، أو أنه مشغول بما يراه أكثر أهمية. قبل حملة تصحيح العمالة، وأثناء المهلة وبعدها، ظهر سوء أداء بعض الأجهزة الحكومية وفي مقدمها الجوازات، وهذا ليس سراً. وأيضاً برز تردد وغموض بعض جوانب برنامج وزارة العمل، لكن الأخيرة أسرع من غيرها في محاولات سدّ الشقوق، ولكن كيفما اتفق! هناك قناعة لدى المهتمين بالشأن العام - الذي لم ولا يهتم به مجلس الشورى - أن التوطين الكمي أو الرقمي الإحصائي الذي تنفذه وزارة العمل من المسكنات ضعيفة التأثير، وكلنا نعلم أن الوزارة أجبرت بصورة غير مباشرة أصحاب الأعمال على توظيف وهمي، ولم تهتم كثيراً بالوظائف العليا والمتوسطة ذات الدخل المرتفع على رغم علمها بوضع العمالة المهنية وشحها، وهي تشرف على التعليم التقني المهني بحاله البائسة. لكن الجانب الآخر الإيجابي من الصورة أن هناك واقعاً جديداً تم فرضه، وأفضل ما فيه أن هيبة النظام بالنسبة للعمالة المخالفة ومن يقف خلفها عادت بعد غياب طويل كان مثار استغراب وتعجب. انتهى عهد «لا أحد يسأل لا أحد يهتم»، ولا يُعلم هل يستمر؟ ما نحتاجه في هذه المرحلة مع الحملة على المخالفين، حملة أخرى متوافقة معها على أسباب ومسببات تعثر المشاريع والتنمية. لقد كشفت الحملة أن أجهزة حكومية هي من مسببات عدم شعور المواطن بنتائج ملموسة لكل أرقام الصرف الضخمة. اكتمال صورة التصحيح سيتم بحملة لتصحيح أوضاع الأجهزة الحكومية، أقلها تلك التي كشفت الحملة أنها على حالها من عدم الاستيعاب والقدرة. أعطوهم مهلة، لا مانع من ذلك، وبعدها يتم تصحيح الأوضاع بنقل كفالات وتغيير مهن! أبناء الوطن أولى حتى ولو كانوا مسؤولين! ... مع أن فترة المهلة والتصحيح شهدت مبايعات ونقل كفالات وتصحيح مهن وازدحام، إلا أننا لم نقرأ خبراً واحداً لـ«نزاهة» عن ضبط أية عملية رشوة! فإما أن الثقة بـ«نزاهة» أصابتها «الصخونة»، أو أن الراشي والمرتشي والرائش انقرضوا تماماً!       www.asuwayed.com @asuwayed

مشاركة :