منذ ثلاثة أعوام وفريق علمي تابع لهيئة حماية الحياة الفطرية يدرس في كازاخستان سلوك و«مشاوير» طائر الحبارى من شمال المملكة إلى كازاخستان، بهدف «المحافظة على هذا الطائر»، والخبر نشرته «الرياض»، ولا أعلم ماذا سمع الفريق من الطائر، لكن أتخيل لو سألوه لقال: «وش يقعدني عندكم؟»، حتى الشجيرات القليلة المتناثرة في الشمال، يتم اقتلاعها بالتحطيب الجائر، أهالي سكاكا الجوف، ومنهم الصديق عبدالرزاق المريح، ارتفعت أصواتهم للتحذير من ظاهرة الاحتطاب الممنوع، يرون عشرات السيارات محملة بالحطب من نفوذ الجوف، على رغم قرار المنع، والرقابة ومتابعة تطبيق المنع من مسؤولية جهات عدة، في مقدمها وزارة الزراعة وحماية الحياة الفطرية. المعنى أن المشكلة ليست في الطائر، بل في تجريف وتخريب محطات يسكن إليها، لا أشك في أن هناك أسباباً أخرى، لكن هذا السبب له أهمية، لتشعب ضرره على طائر الحبارى وغيره من الكائنات، أولها الإنسان الذي تُحمى الحياة الفطرية «كما أظن» لأجله لا لأجل أن تصاد وتقنص. والغريب أن الاهتمام لدينا ينبع دائماً من هناك من الخارج أو في الخارج، وبدلاً من أن يكلف فريق علمي نفسه بالذهاب إلى كازاخستان أو التردد عليها لثلاثة أعوام، كان الأولى معالجة قضية التحطيب الجائر. قرأت خبراً عن رجل نيبالي يطلق عليه «أخي الطيور»، يستطيع تقليد أصوات 251 نوعاً من الطيور - بحسب رويترز - قام الرجل باستدعاء مجموعة من الغربان من حوله، ثم أمرها بالانصراف وامتثلت للأوامر وله اهتمامات بيئية لو استقدمته حماية الحياة الفطرية للتفاهم مع الحبارى وانصرفت لملاحقة التحطيب الجائر، لسجلت هدفين «لا عصفورين» في شبكة حماية الحياة الفطرية. وبعد إنجازه هذه المهمة تعار خدمات الخبير النيبالي لهيئة مكافحة الفساد لاستدعاء كل أنواع الغربان ووضعها في قفص. www.asuwayed.com @asuwayed
مشاركة :