بدأت في اليمن الخميس أكبر عملية تبادل للأسرى منذ بداية النزاع المدمر في البلد الفقير قبل نحو ست سنوات، مع اقلاع طائرات تحمل مئات السجناء من مناطق خاضعة لسيطرة المتمردين وأخرى الحكومة. وستشمل عملية التبادل التي تتم برعاية الأمم المتحدة وبتنظيم لوجستي من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، نحو 1080 أسيرا من بينهم سعوديون وسودانيون كانوا محتجزين لدى المتمردين الحوثيين. وكان مسؤول رفيع المستوى في صفوف المتمردين الحوثيين في اليمن قد أعلن الخميس أن الأطراف المتحاربة ستتبادل نحو 1081 سجينا الخميس والجمعة، بموجب اتفاق أبرم في سويسرا الشهر الماضي. وكتب عبد القادر المرتضى رئيس لجنة شؤون الاسرى التابعة للحوثيين في تغريدة على تويتر "سيتم تنفيذ الصفقة بعون الله في موعدها المحدد اليوم وغدا (الخميس والجمعة) كما كان مرسوماً لها"، مضيفا "تم استكمال كل الإجراءات من جميع الأطراف". ووافق الجانبان في محادثات السويد في كانون الاول/ديسمبر العام 2018 على تبادل 15 ألف أسير، وجرت عمليات تبادل محدودة منذ التوقيع على الاتفاق. لكن عملية التبادل المقررة أن تنفذ الخميس والجمعة هي الأكبر منذ بداية النزاع الدامي على السلطة في منتصف 2014 وتدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري في 2015 دعما للحكومة. وأشاد مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث بالاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي في المحادثات في سويسرا، واصفا إياه بأنه "إنجاز مهم للغاية". وقالت متحدّثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تتولّى الجانب اللوجستي في عملية التبادل، إن فرقها متواجدة في عدد من المطارات المشاركة في عملية النقل.التعليم في اليمن: بين أنقاض المدارس ودمار الحربالبيت الأبيض: الإفراج عن أمريكيين كانا موقوفين لدى الحوثيين في اليمناليونيسف تقول إن العودة إلى المدارس في اليمن تحتاج 87 مليون دولار وأضافت "الاستعدادات جارية، إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها نأمل أن تتم عملية الافراج في الساعات القليلة المقبلة". من جهتها أكّدت قناة "المسيرة" المتحدثة باسم الحوثيين أن المجموعة الأولى من سجناء المتمردين ستصل الخميس إلى مطار العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين. وكان عضو في الوفد الحكومي قال لوكالة فرانس برس مشترطا عدم الكشف عن هويته إنه سيتم تبادل "681 أسيرا من الحوثيين و400 من الحكومة". وذكر أنّ من بين المفرج عنهم "15 سعوديا وأربعة سودانيين" هم أسرى لدى الحوثيين، مضيفا أنّه تقرّر "تأجيل الافراج" عن شقيق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. ويشهد اليمن منذ 2014 حرباً بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي. وتصاعدت الحرب مع تدخل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة في آذار/مارس 2015. وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم العديد من المدنيين، حسب منظمات إنسانية عدة. ولا يزال نحو 3,3 ملايين شخص نازحين بينما يحتاج 24,1 مليون آخرين، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكدت مراراً أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حالياً.
مشاركة :