شرح الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، حديثا من أحاديث سيدنا رسول الله ﷺ يبين لنا مواقفنا في هذه الحياة الدنيا من الأدبِ ومن الأخلاق ؛ومن القيم التي يجب أن نحترم بها أنفسنا وأن نحترم بها الآخرين" عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله تعالى فيما أخرجه الترمذي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا».عُبيَّة الجاهلية معناها: مساوئ الجاهلية.والتعاظم: كانوا يتعاظمون بالآباء ويتفاخرون بها فقال: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا، فَالنَّاسُ رَجُلاَنِ؛ رَجُلٌ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ».وأوضح جمعة عبر الفيسبوك: (بَر): بار بأهله وبعائلته وبأبيه وأمه وأولاده، (تقي): يخاف الله سبحانه وتعالى، وهو كريم على الله، إذا ما دعا الله استجاب له، يكرمه الله سبحانه وتعالى في الدنيا، ولا يُضَيِّقُ عليه في نفسه والآخر -فاجر- ضد هذا، هذا بر وهذا فاجر، هذا تقي .. هذا شقي، هذا كريم على الله، هذا أبدًا هَيِّنٌ على الله، ليس له عند الله سبحانه وتعالى مقام ولا قَدَم ، لا يأبَه به سبحانه، والناس بنو آدم، الناس (المسلم وغير المسلم، الأبيض والأحمر، العربي والعجمي) كل الخلق بنو آدم، وخلق الله آدمَ من تراب، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} .وأضاف: هذه تعلمنا أن كل الخلق عند الله سبحانه وتعالى سِيَّان هم صنعة الله سبحانه وتعالى، وأن المعيار الذي يجعل الإنسان مقبولًا عند الله هو التقوى؛ والعمل الصالح؛ وعبادة الله ؛وعمارة الأرض ؛ وتزكية النفس؛ وأن يكون الإنسان بارًا لا فاجرًا ؛تقيًا لا شقيًا، فيكون بذلك كريمًا على الله وليس هينًا على الله، المعيار هو العطاء، وهو أننا لا نُفَرِّق في هذا العطاء بين أحدٍ من الناس.
مشاركة :