جلسة تداول مضطربة للبورصات العالمية على وقع أزمة كورونا و"بريكست" وتعثر التحفيز

  • 10/15/2020
  • 23:12
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت أسواق الأسهم العالمية جلسة تداول مضطربة أمس، متأثرة بتشديد القيود ضد كوفيد - 19 وعرقلة المناقشات حول خطة التحفيز الأمريكية وتعثر الاتفاق التجاري بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي لمرحلة ما بعد "بريكست". وفتحت الأسهم الأمريكية على انخفاض أمس، إذ أدت زيادة غير متوقعة في طلبات الإعانة الأسبوعية إلى تفاقم المخاوف من تعثر التعافي الاقتصادي بعد يوم من تبديد وستيفن منوتشين زير الخزانة، آمال مزيد من الدعم المالي قبل الانتخابات. وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي 190.60 نقطة أو ما يعادل 0.67 في المائة إلى 28323.40 نقطة. وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 34.95 نقطة أو ما يعادل 1 في المائة إلى 3453.72 نقطة، بينما تراجع مؤشر ناسداك المجمع 208.85 نقطة أو 1.77 في المائة إلى 11559.88 نقطة. في الوقت نفسه، انخفضت الأسهم الأوروبية للجلسة الثالثة على التوالي أمس، إذ تأثر الطلب على الأسهم العالمية سلبا جراء مخاوف حيال الأضرار الاقتصادية الناجمة عن مزيد من إجراءات العزل العام، الهادفة إلى إبطاء انتشار فيروس كورونا وتبدد الآمال في تحفيز مالي في الولايات المتحدة قبل الانتخابات الرئاسية. ونزل مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 1.3 في المائة، إذ فرضت فرنسا حظر تجول، وتقول دول أوروبية أخرى، إنها ستغلق المدارس وتلغي العمليات الجراحية لمواجهة زيادة في الإصابات بكوفيد - 19 قبيل موسم الشتاء. وانخفضت البورصات في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا بما يراوح بين 1.3 و1.6 في المائة. وفي المملكة المتحدة، تسبب انقضاء الحق في توزيعات أرباح، في تراجع مؤشر فاينانشيال تايمز 100 للأسهم القيادية، بينما يتطلع المستثمرون إلى إشارات على إحراز تقدم في إبرام اتفاق تجاري لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع قمة للاتحاد تعقد على مدى يومين. ونزل سهم "روش السويسرية" لصناعة الأدوية 1.9 في المائة، على الرغم من أن الشركة سجلت إيرادات قياسية في قطاع التشخيص، عوضت أثر انخفاض مبيعات الأدوية وأبقتها على مسار تحقيق أهداف العام بالكامل في 2020. وبحسب "الفرنسية"، علق نيل ويلسون كبير المحللين في موقع "ماركتس. كوم" المتخصص، "خيبة الأمل إزاء خطة إنعاش الاقتصاد الأمريكي وعدم اليقين المرتبط بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وزيادة عدد الإصابات بوباء كوفيد - 19 في أنحاء أوروبا، كلها عوامل خليط متفجر. فخطة إنعاش الاقتصاد الأمريكي، التي طال انتظارها من قبل الأسر والشركات الأمريكية، المتضررة بشدة من الوباء، تواجه تباطؤا في إقرارها بسبب عدم وجود توافق على بنودها بين الجمهوريين والديمقراطيين المشغولين بالانتخابات الرئاسية. وتم التماس أمل ضعيف في التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن قبل انتخابات الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) بتعليقات ستيفن منوتشين وزير الخزانة، الذي قال "نواصل إحراز تقدم في قضايا معينة، وفي قضايا أخرى ما زلنا متباعدين". وبعدما أغلقت بورصة نيويورك على انخفاض البارحة الأولى، عانت المؤشرات الآسيوية هذه التداعيات أيضا أمس، حيث انخفضت الأسهم اليابانية وتضررت معنويات المستثمرين بسبب تبدد الآمال في جولة جديدة من التحفيز المالي في الولايات المتحدة وعودة إجراءات العزل العام في بعض الدول الأوروبية بسبب تفشي كورونا ومخاوف إزاء توتر العلاقات الصينية - الأمريكية. وأغلق مؤشر نيكاي القياسي متراجعا 0.51 في المائة إلى 23507.23 نقطة، وقاد قطاعا الرعاية الصحية والاتصالات الانخفاض. وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.74 في المائة إلى 1631.79 نقطة. وهذا أيضا يثبط حماس المستثمرين الأوروبيين القلقين أصلا من تفشي وباء كوفيد - 19 في القارة العجوز وتشديد القيود المفروضة لإبطاء انتشاره. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس أن نحو 20 مليون نسمة سيخضعون لحظر تجول ليلي اعتبارا من السبت. كما فرضت قيود صارمة في إيرلندا الشمالية وإيرلندا وكاتالونيا وهولندا وألمانيا، حيث تم تسجيل عدد قياسي من الإصابات اليومية. وقال المحلل لدى "أكسي" كوتكوفيتش، "إعادة فرض تدابير عزل في أوروبا بدت مستحيلة حتى وقت قريب. مع وصول الموجة الثانية، لم يعد باستطاعتنا استبعادها بالكامل". ويثير هذا الموقف أسئلة جدية حول الوضع المالي للشركات بحلول نهاية العام، عندما تكون هذه الأخيرة تضررت بشدة من عواقب الموجة الأولى. وستتم مراجعة نتائج الربع الثالث بتأن خلال الأيام المقبلة. وفي الوقت الحالي، قدم مصرفان أمريكيان هما "بنك أوف أمريكا" و"ويلز فارجو"، أرقاما مخيبة للآمال، وسجلا انخفاضا حادا في "وول ستريت" أمس الأول. كذلك، فإن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي له تأثير كبير على الاسواق المالية، إذ إن قادة الاتحاد الأوروبي مصممون على إظهار ثبات موقفهم في بروكسل في قمة بشأن العلاقة التجارية بعد "بريكست"، رغم ضغوط رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي يهدد بوقف المفاوضات. وتأثرت أسعار أسهم شركات الطيران والسفر بشدة مع تشديد الإجراءات الفرنسية، حيث انخفض "أكور" 5.91 في المائة، و"إيرباص" 3.07 في المائة، و"أير فرانس كيه إل إم" 2.83 في المائة. وأعلنت خطوط "راين أير" الجوية الإيرلندية المنخفضة الكلفة أمس، أنها ستقلص من جديد الطاقة الاستيعابية لرحلاتها، بسبب وباء كوفيد - 19 وانخفاض عدد الرحلات، لتصبح هذا الشتاء 40 في المائة عوضا عن 60 في المائة العام الماضي. كذلك، تراجع سعر سهم شركة "آي أيه جي" للخطوط الجوية بنحو 4.03 في المائة جراء تراجع الحركة الجوية. ولم يسلم قطاع صناعة السيارات من التأثيرات. ففي ألمانيا، انخفض سعر سهم "بي إم دبليو" 4.28 في المائة، و"دايملر" 4.07 في المائة، و"فولكسفاجن" 4.56 في المائة. وفي فرنسا، خسرت "رينو" 3.59 في المائة من قيمة أسهمها. وبالعودة إلى الأسهم اليابانية، تراجع سهم "تاكيدا" للأدوية 1.97 في المائة. بينما تصدر سهم "موراتا" للتصنيع الأسهم الرابحة بين 30 سهما أساسيا على مؤشر توبكس، إذ ارتفع 1 في المائة، تلاه سهم المجموعة الصناعية ميتسوبيشي كورب، الذي ربح 0.42 في المائة. وتقدم 64 سهما على مؤشر نيكاي مقابل تراجع 156 سهما.

مشاركة :