أزمة «كورونا» تفرض واقعاً جديداً على الدوري

  • 10/16/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

العين: عاطف صيام تسبب فيروس كورونا المستجد المعروف ب «كوفيد 19»، بحرمان عشاق كرة القدم من ممارسة لعبتهم المفضلة لأكثر من 6 أشهر، وتم إلغاء ما تبقى من مباريات في الموسم الماضي، ما أدى في النهاية إلى إلغاء النشاط الكروي بالكامل، حفاظاً على حياة وأرواح كل من يعمل في المنظومة الرياضية بالدولة. بعد المجهودات الجبارة التي قامت بها دولتنا العظيمة في محاصرة الوباء والالتزام بالتدابير الاحترازية القسرية والطوعية تراجعت نسبة الإصابات بشكل ملحوظ، وفي الوقت نفسه ارتفعت معدلات الشفاء، الأمر الذي جعل السلطات الرسمية تمنح الضوء الأخضر لعودة النشاط الكروي مرة أخرى من جديد في أكتوبر/ تشرين الأول الحالي. متغيرات جديدة وبالتأكيد، فرض «كوفيد -19» متغيرات جديدة على واقعنا الكروي، ومن المؤكد أن هذه المتغيرات ستكون لها انعكاساتها في الموسم الجديد، سواء علي الأداء وشكل المنافسة والتنافس بين الأندية، أو الغياب الجماهيري عن المدرجات. ولمعرفة مدى تأثير هذه الجائحة العالمية في واقعنا الكروي، وكيف استعدت هذه الأندية لمجابهة هذا الفيروس اللعين من خلال البرتوكول الصحي الذي فرضته رابطة المحترفين على أنديتنا، وما هي النصائح التي تقدمها الأجهزة الطبية في الأندية للاعبين.. طرحنا هذه التساؤلات على أحد المسؤولين في الجهاز الطبي لأنديتنا وجاءت إفادته كالآتي: أوضح التونسي فاهد بن عمر أخصائي العلاج الطبيعي للفريق الأول بنادي الظفرة، أن جائحة كورونا العالمية تسببت باضطرابات كبيرة في كل المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والصحية، وكذلك الرياضية، وقال: «بالتأكيد أن قرار الإلغاء أو تأجيل المسابقات له أثر سلبي في اللاعب من الناحية البدنية، والنفسية، إضافة إلى الأثر المادي، فهو لاعب محترف، والكرة تمثل مصدر رزقه، لذلك استبشر كل الرياضيين بالعودة التدريجية للمسابقات في بعض الرياضات المختلفة، وكان لهذه العودة التأثير النفسي الإيجابي لكل العاملين في الحقل الرياضي، بالرغم من أن هذه العودة كانت مشروطة ووفق ضوابط معينة وضعتها كل الاتحادات الرياضية في أنحاء العالم من أجل التقليل من تفشي هذا الوباء». دور استراتيجي وأشار إلى أن للأجهزة الطبية دوراً هاماً واستراتيجياً، في مراقبة الرياضيين، ومدّهم بالنصائح الوقائية بصفة دائمة، وحول النصائح التي يمكن تقديمها للاعب للوقاية من الإصابة بالفيروس، قال فاهد: «على اللاعب الالتزام الكامل بكل الإجراءات الاحترازية والوقائية من خلال ارتداء الكمامة، وغسل اليدين، والتباعد الجسدي، وعدم ارتياد المناطق العامة بصورة متكررة، خصوصاً الأماكن المغلقة، مثل المقاهي، والأسواق، كما يجب على اللاعب تناول كمية مناسبة من الفيتامينات، وشرب المياه بكمية كبيرة في هذه الفترة لتجنب الإصابة الحادة بالفيروس، وعلى اللاعب أن يفصح عن أي أعراض يشعر بها للجهاز الطبي من أجل اتخاذ التدابير اللازمة». وذكر طلال الخزرجي رئيس اللجنة الطبية بنادي العين أن انتشار جائحه كورونا جعل الدول جميعها تتخذ تدابير احترازية ومؤثرة في كثير من جوانب الحياة، ومنها إلغاء الأنشطة الرياضية، فمثلاً ألغيت الدورة الأولمبية، وبطولة الأمم الأوروبية، وكوبا أمريكا، وعُلقت البطولات والدوريات الوطنية على أهميتها، في أمر لم يحدث قط منذ الحرب العالمية الثانية. تأثير الحجر الصحي وتابع: «الحجر الصحي وظروف التباعد الاجتماعي المفروض تبعاً للبروتوكولات الاحترازية الصحية خلال الأشهر الماضية، وصغر سن الرياضيين، وعدم معاناتهم أمراضاً مزمنة، كالضغط، والسكري والسمنة، قللت كثيراً من خطر الإصابة بكوفيد-19، لأن نسبة بسيطة منهم تعاني مشكلات في الجهاز التنفسي، ويُنسب إلى بعض الدراسات الطبية الإسبانية أن 16% من اللاعبين استطاعوا تكوين أجسام مضادة للفيروس مقابل 5.2% لبقية أفراد المجتمع، وقد سبب الحجر المنزلي خللاً، هو دفع اللاعبين المحترفين إلى التدريب المنزلي باتباع خطط وتوصيات من الطاقم الفني، والطبي، في فرقهم الرياضية، إذ يقول رئيس القسم الطبي في نادى برشلونة إن التدريب في البيت يختلف اختلافاً كلياً عن التدريب في الملاعب المفتوحة، خاصة من الناحية الفسيولوجية، والسيكولوجية، وإن هذه الأخيرة لها علاقة مباشرة بأعضاء الإنسان، ومنها الأعصاب، والعضلات، والمخ، وبعد فترة قصيرة من التدريبات في المنزل تحدث ظاهرة تُعرف علمياً بالإقصاء، حيث يقلل الجسم من الاستجابة الوظيفية، يرافقه انخفاض حاد في نسبة امتصاص الأكسجين ما بين 4 و15%، وكذا تباطؤ الحد الأقصى لضربات القلب، وهذا يقلص كمية الوأكسجين التي تصل إلى العضلات، إضافة إلى انخفاض في بلازما الدم بنسبة 5 - 12%، ما يقلل الكتلة العضلية في مقابل زيادة في الدهون. اهمية البرنامج الغذائي وأضاف: «هذه المعطيات قد تزيد بدرجة عالية من خطر الإصابة، إذا لم تكن هنالك خطط تدريبية علمية، مدروسة طبياً، يرافقها برنامج غذائي منتقى بعناية للاّعبين، فنجد إن إحصاءات الدوري الألماني تشير إلى زيادة خطر الإصابة بالفيروس القاتل بعد فترة التوقف من 0.27 إصابة لكل مباراة إلى 0.88 حالة، أي تضاعفت الإصابات نحو 4 مرات، وقد تكون النسبة أكبر إذا لم يرفع الاتحاد الدولي عدد التبديلات في المباراة من 3 إلى 5 تبديلات في المباراة، و6 تبديلات في المباريات الإقصائية، لذا، فقبل العودة إلى الملاعب، يجب الحرص على الفحوص الطبية السريرية الشاملة.

مشاركة :