"الفقير يزداد فقراً والثري يزداد ثراءً".. ربما تكون من أكثر المقولات إثارة للجدل، لكنها باتت واقعاً تجسده الأرقام بالفعل في عصر الوباء الذي عمق الفجوة بين عالمين مختلفين تماماً. ومن المفارقات أن يرصد تقرير تراكم ثروات الأثرياء في فترة انتشار "كوفيد-19"، في حين يحذر آخر من احتمالية اتساع دائرة الفقر المدقع هذا العام لتشمل ما يصل إلى 115 مليون شخص. عالمان مختلفان وخلال فترة تفشي الوباء، ارتفع إجمالي ثروة مليارديرات العالم بنحو 25% ليصل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 10 تريليونات دولار، بينما على الجانب الآخر من المتوقع أن يكون 2020 شاهداً على أول زيادة في معدل الفقر المدقع منذ الأزمة المالية الآسيوية في عام 1998. وفي حين قادت قطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية والصناعة - التي عززتها تداعيات "كورونا" - ثروات أثرياء العالم لأعلى، كانت قوى الصراع وتغير المناخ تعمق جراح الفقراء بدافع الوباء. ومع التحفيزات المالية التي ضختها حكومات العالم بالإضافة لتدابير التيسير الكمي الرامية لدعم الاقتصادات التي تضررت من الوباء، استفاد الأثرياء بشكل أساسي، حيث قادت هذه الحوافز التعافي في الأسواق المالية وهو ما انعكس بشكل واضح على ثرواتهم. لكن في انتكاسة خطيرة على الجانب الآخر، وضع الوباء حجر عثرة في طريق أهداف البنك الدولي الرامية إلى خفض عدد سكان العالم الذين يعيشون بدخل يقل عن 1.9 دولار يومياً إلى 3% بحلول عام 2023.
مشاركة :