أظهر استطلاع رأي عام عربي كبير صدر مؤخرا أن 58% من العرب لديهم آراء سلبية تجاه السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه العالم العربي، في حين أن أكثر من النصف لديهم وجهات نظر إيجابية تجاه السياسة الخارجية للصين. استند مؤشر الرأي العربي 2019-2020، وهو السابع في سلسلة من استطلاعات الرأي العام العربي السنوية التي أجراها المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات ومقره الدوحة، إلى نتائج المقابلات التي أجريت وجها لوجه بين نوفمبر 2019 وسبتمبر 2020 مع 28 ألف شخص في 13 دولة عربية. ووجد الاستطلاع أن أكثر تقييم سياسة خارجية سلبي، بين العرب، هو تقييم الولايات المتحدة، حيث أعرب 58% من المشاركين بالاستطلاع، عن آراء سلبية تجاه السياسة الخارجية الأمريكية إزاء الدول العربية. في الوقت نفسه، اعتبر 81% من المُستطلَعين أن الولايات المتحدة تمثل تهديدا خارجيا للعالم العربي، وفقا للاستطلاع. في المقابل، هناك 55% من المُستطلعة آراؤهم، لديهم آراء إيجابية حول سياسة الصين الخارجية تجاه الدول العربية. وعندما سئلوا لإلقاء نظرة على مجالات معينة في السياسة الخارجية الأمريكية، أعربت غالبية عظمى عن آراء سلبية بشأن السياسات الأمريكية تجاه فلسطين (81%)، وسوريا (81%)، واليمن وليبيا (72% لكل منهما). قال محمد المصري، المدير التنفيذي للمركز، في مقابلة مع ((شينخوا)) يوم الأربعاء، إن موقف الصين العادل تجاه القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط، قد ساعد في الإسهام في دفع النتائج الإيجابية للاستطلاع. وأضاف المصري أن "دعم الصين للقضية الفلسطينية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والصراعات في الشرق الأوسط، حظي بسمعة طيبة"، مشيرا إلى أن العديد من المشاركين في الاستطلاع يريدون من الصين أن تلعب دورا أكبر لتعويض التأثيرات السلبية لبعض الدول الغربية. قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان يوم الثلاثاء، في مؤتمر صحفي يومي، إن "هذا الاستطلاع يظهر أن العدالة تكمن في قلوب الناس". ورغم أن بعض السياسيين الأمريكيين لا يدخرون أي جهد للتهرب من اللوم، واستغلال مختلف المشاكل لوصم الصين وتشويه سمعتها، إلا أن الصحيح لا يمكن أن يُحوّل لخطأ، وما هو خطأ سيبقى دائما خطأ، وفقا لتشاو. وقال تشاو أيضا إن علاقة الصين مع الدول العربية، والمتجذرة بعمق في قلوب الشعوب، تتطور من قوة إلى قوة مع مرور الزمن. وفي مواجهة التفشي المفاجئ للوباء، ساعدت الصين والدول العربية بعضها البعض بإحساس كبير بالمستقبل المشترك والتضامن، مُشكلة مثالا جيدا في الكفاح العالمي ضد الوباء وفي بناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك، وفقا لما أكده المتحدث. وقال تشاو أيضا إن "الصين مستعدة للعمل مع الدول العربية لمواصلة دعم التضامن والتعاون والدعوة المشتركة للسلام والصداقة والتعاون، بما يعود بالفائدة على الشعبين الصيني والعربي، وضخ المزيد من الطاقة الإيجابية في حماية التعددية والإنصاف والعدالة في العالم".
مشاركة :