واشنطن (أ ف ب) أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، أنه يرى «بارقة أمل» للحل السياسي في سوريا، لأن حليفي النظام في دمشق، روسيا وإيران باتتا تعتقدان أن أيام النظام أصبحت معدودة. وقال أوباما خلال اجتماع في البيت الأبيض مع عدد من الصحفيين من كاتبي الافتتاحيات «اعتقد أن هناك نافذة فتحت قليلاً لإيجاد حل سياسي في سوريا»، حسب ما نقل عنه الصحفي روبن رايت الذي يعمل في مجلة «نيويوركر» وحضر الاجتماع. وتابع الرئيس الأميركي أن سبب ذلك يعود «جزئياً إلى أن موسكو وطهران باتتا تدركان أن الرياح لا تميل لمصلحة الأسد» معتبراً أيضاً أن أياً من هاتين الدولتين «تتسم بالعاطفية» في تحديد مواقفها، وأن «لا موسكو ولا طهران تتأثران كثيراً بـ(الكارثة الإنسانية) في سوريا، إلا أنهما قلقتان في المقابل من احتمال (انهيار الدولة السورية)، مؤكداً أنه «باتت لدينا اليوم فرصا أكثر لقيام محادثات جدية، مما كانت لدينا في السابق» بشأن الأزمة السورية. وفي وقت سابق، اعتبر مسؤول في البيت الأبيض أن برنامج وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» المصمم لتدريب مقاتلي «المعارضة المعتدلة» في سوريا لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، قد «فشل فشلاً ذريعاً». ونقلت قناة «سي بي اس» الأميركية أمس، عن المسؤول الذي لم تكشف هويته : «تم القضاء واعتقال واختفاء نصف فرقة المقاتلين الذين تم تدريبهم في معسكرات في المنطقة، قبل أن يخوضوا أي مواجهة ضد التنظيم المتطرف»، مبيناً أن هذه الخسائر لحقت بهم جراء معارك مع متطرفي جبهة «النصرة» ذراع «القاعدة» في سوريا. ونوهت القناة إلى أن البنتاجون قد أنفق على تدريب نحو 60 مقاتلاً من المعارضة المعتدلة خلال شهرين، 42 مليون دولار، فيما تدقق الآن الاستخبارات الأميركية في صلاحية نحو 7 آلاف متطوع ومدى توافقهم مع المعايير الأميركية لقبولهم ضمن البرنامج أم لا. وأعلنت واشنطن في وقت سابق عن عزمها تجهيز حوالي 5 آلاف متطوع سنوياً في معسكرات بالمنطقة. ولم يمر أسبوعان على الإعلان عن إرسال الدفعة الأولى من مقاتلي المعارضة المعتدلة إلى جبهات القتال في سوريا، حتى اختطفت «النصرة» 13 منهم على الأقل. ونقلت فرانس برس عن نشطاء المعارضة السورية قولهم إن «النصرة»» اختطفت 5 مقاتلين على الأقل من «الفرقة 30» في قرية قاح القريبة من الحدود التركية، وذلك بعد أقل من أسبوع على خطف 8 قياديين من نفس المجموعة، وبعد يومين من قصف جوي أميركي استهدف الجبهة المتشددة في المنطقة ذاتها. وتحدث النشطاء عن «اختفاء» عناصر من «الفرقة 30» دون معرفة مصيرهم. لـ«النصرة»، سجل في التغلب على جماعات معارضة المدعومة من قبل أميركا، إذ هزمت العام الماضي جبهة «ثوار سوريا» التي يقودها جمال معروف الذي اعتبر حتى وقت هزيمته أحد أقوى مقاتلي المعارضة المناهضة لنظام الأسد. كما لعبت «النصرة» دوراً أساسياً في أفول نجم «حركة حزم» التي تدعمها واشنطن في وقت سابق من العام.
مشاركة :