أقدم أحد أقرباء الرئيس السوري بشار الأسد على قتل عقيد في الجيش بسبب خلاف على أفضلية المرور في مدينة اللاذقية ذات الغالبية العلوية على الساحل السوري. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: «اقدم سليمان الاسد وهو نجل ابن عم الرئيس السوري على قتل العقيد المهندس في القوات الجوية حسان الشيخ، بعد ان تجاوز الاخير بسيارته سيارة الاسد عند مستديرة الازهري ليل (أول من) امس». واضاف «اعترض سليمان الاسد بعدها بسيارته سيارة الشيخ بهدف ايقافها قبل ان يترجل ويطلق عليه النار من رشاش كان بحوزته على مرأى من أولاده». وسليمان الاسد هو ابن هلال الاسد، ابن عم الرئيس السوري وقائد قوات الدفاع الوطني الذي قتل في مارس 2014 في المعارك ضد مقاتلي المعارضة في ريف اللاذقية. وبحسب المرصد، «يسود الاستياء والتوتر بين ابناء الطائفة العلوية في مدينة اللاذقية وريفها» على خلفية هذه الحادثة. وقال عبد الرحمن ان «الاهالي الغاضبين نظموا تجمعات في بعض شوارع اللاذقية وريفها وطالبوا بتوقيف سليمان الاسد الذي استقل سيارته وغادر بعد ان قتل الشيخ امام اولاده»، مضيفا «ان بعضهم طالب بإعدامه في المكان ذاته». من ناحيته، أعلن الرئيس باراك أوباما، امس، أنه يرى بارقة أمل للحل السياسي في سورية، «لان حليفي النظام في دمشق، روسيا وايران باتا يعتقدان أن أيام النظام أصبحت معدودة». وقال خلال اجتماع في البيت الابيض مع عدد من الصحافيين من كاتبي الافتتاحيات: «أعتقد ان هناك نافذة فتحت قليلاً لإيجاد حل سياسي في سورية» حسب ما نقل عنه الصحافي روبن رايت الذي يعمل في مجلة «نيويوركر» وحضر الاجتماع. وتابع أوباما ان سبب ذلك يعود «جزئيا لان روسيا وايران باتتا تدركان ان الرياح لا تميل لصالح (الرئيس السوري بشار) الاسد». وقال ان ايا من هاتين الدولتين «تتسم بالعاطفية» في تحديد مواقفها، مضيفا ان لا موسكو ولا طهران تتأثران كثيرا بـ «الكارثة الانسانية» في سورية، الا انهما قلقتان بالمقابل من احتمال «انهيار الدولة السورية». وتابع: «وهذا يعني، واعتقد ذلك، بانه باتت لدينا اليوم فرص أكثر لقيام محادثات جدية، مما كانت لدينا في السابق» في شأن الازمة السورية. إلى ذلك قرّر مجلس الأمن، أمس، بالاجماع تشكيل لجنة خبراء لتحديد هوية المسؤولين عن الهجمات الكيماوية التي شهدتها سورية في الفترة الأخيرة وإيجاد آلية للمساءلة لتعقب مرتكبي هذه الهجمات. وصوتت روسيا حليفة سورية لمصلحة القرار الذي حمل الرقم 2235. وتتهم واشنطن ولندن وباريس الجيش النظامي السوري بشن هجمات بغاز الكلور، لكن موسكو تؤكد انه لا توجد أدلة تدعم هذه الاتهامات. ويطلب القرار من أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون وبالتنسيق مع رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أحمد أوزومغو تقديم توصيات في غضون 20 يوماً لتأسيس لجنة للتحقيق «لمعرفة الأفراد والكيانات والجماعات أو الحكومات» المتورطة في أي هجمات كيماوية في سورية. وهدّد المجلس بالفعل بعواقب لمثل هذه الهجمات قد تشمل فرض عقوبات. في غضون ذلك، أكد السفير السوري السابق في الأردن، بهجت سليمان، في تعليقه على بنود وفحوى «المبادرة الإيرانية» لحل الأزمة السورية، التي تم تسريبها إلى وسائل الإعلام، ان «مبادرات الحلفاء والأصدقاء، بمختلف أنواعها وأشكالها، ليست قدراً ولا قراراً، مهما كانت رغبات ونوايا الآخرين، ومهما كانت التحديات والتضحيات». وقال سليمان، تعليقا على تعديل الدستور: «الجمهورية العربية السورية، ما كانت ولن تكون إلا دولة وطنية قومية علمانية مدنية ممانعة. شاء من شاء وأبى من أبى». وذكرت «العربية. نت» ان تعليق السفير السوري السابق المبعد من الأردن، باعتباره «شخصاً غير مرغوب فيه»، هو أول تعليق من شخصية قريبة من رئيس النظام بشار الأسد، نظراً إلى المناصب الأمنية والسياسية التي شغلها، ونظراً إلى العلاقة الشخصية الوطيدة التي تربطهما منذ زمن طويل، حيث يُنظر إلى سليمان بأنه المستشار السياسي والأمني لرئيس النظام السوري، وإن لم يحمل تلك الصفة رسمياً. ميدانياً، خطف تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) المتطرّف،نحو 230 مدنيا بينهم 60 مسيحيا على الاقل غداة سيطرته على مدينة القريتين في محافظة حمص وطرده قوات النظام منها. وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس «خطف تنظيم الدولة الاسلامية 170 سنياً وأكثر من ستين مسيحيا الخميس بتهمة التخابر مع النظام خلال عملية مداهمة نفذها عناصره داخل مدينة القريتين» التي سيطر عليها بالكامل ليل الاربعاء بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام. واوضح انه «كان بحوزة عناصر التنظيم لائحة تضم اسماء اشخاص مطلوبين لكنهم قاموا باعتقال عائلات بأكملها كانت تنوي الفرار». (عواصم - وكالات)
مشاركة :