في حالات كثيرة يتفاجأ بعض الأشخاص بظهور أصوات من البطن لا يمكن التحكم بها أو إخفاؤها، وعلى الرغم من ظهورها في مدة لا تتعدى ثواني إلا أنها تسبب الحرج للبعض الذي يسعى لإيقافها بحركات عدة، ويطلق على هذه الأصوات قرقرة البطن، ويعتقد الكثير أن ظهور تلك الأصوات هو دليل على خلو المعدة من الطعام، ولكن في حقيقة الأمر هناك أسباب عديدة لحدوث هذه القرقرة بحسب ما أشارت له الدكتورة شهدان عثمان أخصائية الطب الباطني في دبي. وقالت إن قرقرة البطن أمر طبيعي إذ كانت تحدث بين فترات متباعدة ولا يصاحبها أي أعراض أخرى كالإسهال أو آلام في القولون العصبي او انتفاخ في البطن، مشيرة إلى أن ظهور الصوت ينجم عن حركة الطعام في الجهاز الهضمي، فالقناة الهضمية عبارة عن أنبوب مجوف يتحرك فيه الطعام و الشراب من الفم إلى فتحة الشرج وعندما يتم امتلاؤه يحدث موجة تقلصات في العضلات ونتيجة لتجويف الأنبوب تحدث الأمعاء أصواتاً تماماً مثل الصوت الذي يصدر من أنابيب المياه. أما في حالة الشعور بالجوع وبمجرد رؤية الطعام أو حتى شم رائحته قد تصدر أصوات من البطن والسبب في ذلك بأن رؤية الطعام أو شمه تجعل المخ يرسل إشارات إلى المعدة والأمعاء للتهيؤ لاستقبال الطعام وتبدأ المعدة بإنتاج السوائل الهضمية ولا تجد طعاما بل هواء وبذلك تتفاعل السوائل مع الهواء وتبدأ بسماع أصوات المعدة. وأضافت أن قرقرة البطن قد تحدث أيضاً نتيجة لاتباع سلوك غذائي خاطئ كتجويع المعدة بصورة غير منتظمة أو تناول الطعام بكميات كبيرة وبسرعة وعدم الحركة بعد ذلك، وهو ما يؤدي إلى الضغط على الجهاز الهضمي ووضعه في حالة استنفار لاستقبال الكميات الكبيرة من الأطعمة، كما أن هذه الأصوات تصدر في بعض الأحيان جراء انقباض جدار المعدة. وواضحت أنه بالرغم من كون قرقرة البطن أمراً طبيعياً في كثير من الحالات، إلا أنه في بعض الحالات قد تكون إشارة لمرض خطير أو مشكلة صحية عارضة تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً، خصوصاً إن كانت القرقرة تتكرر كثيراً وتسبب الحرج لأصحابها وتمنعهم من ممارسة حياتهم الاجتماعية بصورة طبيعية، أو يرافقها بعض الأعراض كالإسهال وانتفاخ البطن. وأشارت إلى أن من الحالات المرضية الخطيرة التي تكون خلف فرط أصوات البطن انسداد الأمعاء ونقص نشاطها والذي يؤدي إهماله إلى تمزق جدار المعدة وبالتالي تلاشي الأصوات مع مرور الوقت أو اختفائها والتي يرافقها في العادة الإصابة بالغثيان أو الإمساك والحموضة أو البراز الدموي، إضافة إلى الانسداد المعوي أو القولون، والذي يوقف تماما مرور الطعام والسوائل من خلالها أو يسبب خللا شديدا في أي نسق من الأعراض أو العلامات غير المريحة والتي تشمل ألما في البطن وتضخم البطن وانتفاخها والغثيان والقيء، ويتم التشخيص من خلال نتائج الفحص الطبي وفحوص الأشعة لكل الحالات لأن معظم الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي والأمعاء قد تسبب حدوث ثقب فيه مما يعرضه للالتهاب وحدوث انتكاسات خطيرة أو الوفاة، لافتة إلى أنه من الضروري عند ظهور القرقرة بصورة غير طبيعية مراجعة الأطباء والقيام بالفحوص لتجنب حدوث المضاعفات. وأوضحت د. شهدان أن بعض الحالات يتطلب علاجها بتناول المريض بعض المسكنات لمدة زمنية محدودة ومن ثم إجراء فحوص للتأكد من زوال المسببات، فيما لا ترضخ بعضها الآخر للعلاج الموضعي وإنما تتطلب تدخلاً جراحياً عاجلاً للحفاظ على سلامة الجهاز الهضمي واحتواء المرض في زاوية محددة. الأشعة المقطعية التدخل الطبي يبدأ عند إجراء بعض الاختبارات لتشخيص السبب الكامن وراء أصوات البطن ومعرفة التاريخ الطبي له من خلال طرح بعض الأسئلة على المريض، والتأكد من مصدر الصوت باستخدام السماعة لتحديد جهة حدوثه في المعدة، إضافة إلى عمل الأشعة المقطعية للبطن أو منظار إذا لم يتم تحديد مسببات الصوت بسهولة.
مشاركة :