فتيات يُروّجن للسحر والشعوذة واستحضار الجن عبر "غوغل"

  • 11/13/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كل الوطن، أسامة الفيصل، بيروت "العالم والشيخ الروحاني أبو عباس، نعمل على طرد الجن.. وتخريج الجن من الجسد وفك المربوط، وحبس القرناء...وزواج البنت البائر ورد المرأة المطلقة، ورد الغائب وعلاج الأمراض المستعصية".. إعلان ثان لشخص يدعى: "عبد الله: زيارة واحدة قد تغيّر مجرى حياتك وتكون سبب سعادتك، الكشف عن المستقبل، فك السحر والعين والحسد.. فتح النصيب للنساء، والاستشارة في أمور الحب والمال والمشاريع والربح"... وإعلان ثالث لامرأة تدعى: "الدكتورة نور الجندي.. فك السحر الأسود، وحل المشاكل الزوجية".. وإعلان رابع لشخص يقول عن نفسه بأنه "العالم الفلكي والروحاني، أبو عفيف.. فك المربوط وحل جميع المشاكل المستعصية، وجلب الرزق الغائب".. وإعلان خامس لشخص يدعى: "الشيخ الروحاني أبو حازم.. حل المشاكل العاطفية والزوجية وفك الملموس والمسحور وجميع أنواع السحر".. ما تقدم هو عبارة عن نموذج من مجموعة من الإعلانات التي تلعب على وتر جلب النساء و"من هم قليلي عقل" إلى دائرة دفع المال لأناس يعرفون أنفسهم جيداً أنهم "نصّابون"، كما قالت أكثر من إمرأة ورجل لصحيفة "كل الوطن"... وإذا كان صاحب الحاجة أرعن ـ كما يقال ـ فإن فتيات كثيرات يتعلقن بقشة "هؤلاء العلماء الروحانيين أو المشعوذين" من أجل التخلص، كما يعتقدن من المشاكل العديدة التي تصادفهنمهنية، عاطفية، زوجية، أو من خلال رغبتهن في استعادة حبيب سابق وجلبه سريعاً.. أو زيادة رزق، أو سعادة، أو حل مشاكل الميراث، ورد السرقة.... 3000 دولار ولا نتيجة تقول منال س (36 عاما): "تقدم لخطبتي سبعة أشخاص، ولم استطع الزواج من أي منهم، وقد ذهبت إلى أكثر من عرّاف، ودفعت حوالى 3000 دولار لكن لا نتيجة".. المشاكل إلى ازدياد أما نور (39 عاما) فتقول: "أعاني مشاكل عديدة مع زوجي، ولا أجد لها حلا... عبر الانترنت اتصلت بعالم روحاني وشرحت له مشاكلي وضرورة حلها.. تواصلت معه لأكثر من شهرين، ولكن النتيجة ظلت سلبية، والمشاكل في ازدياد مضطرد". دفعت.. ورسبت أما الطالبة الجامعية سامية (سنة ثالثة أدب انكليزي)، فتقول عن تجربتها: "مرضت قبيل الامتحانات النهائية، ماذا أفعل؟ قالت لي صديقة أن اراسل احد العرافين الذين يستطيعون إنجاحي في الامتحانات دون دراسة.. راقت لي الفكرة، وبالفعل راسلت (...)، وأكد لي أنه قادر على ذلك، ولكن النتيجة أنني حولت له مبلغ 1850 دولار لحسابه.. أما سنتي الدراسية فقد رسبت بها والآن أعيدها!!". سرق أمواله ونشر صورة زوجته وتحت عنوان "المعالجون الروحانيون سرقوا أموالي"، كتب من نعت نفسه بالمعذب: "أشكو إلى الله ظلم الظالمين وجور الجائرين وتخاذل المتخاذلين وتآمر المتآمرين، يا عباد الله لقد وقعت في قبضة شخص نصاب لا يرحم..لقد اتصلت به في وقت سابق طالبا منه علاجي وعلاج زوجتي وذلك بعد أن رأيت له إعلانات واسعة النطاق على شبكة النت يدعي فيها مقدرته على علاج كل الأمراض التي عجز الطب الحديث عن علاجها.. وقد طلب مني صورة زوجتي من أجل أن يكشف عليها ويعرف أسباب مرضها، أعطيته الصورة وأرسلت له ثمن العلاجات المزعومة التي وعدني بإرسالها لي عبر شركات الشحن، ولكن بعد أن استلم المبلغ لم يعد يرد على مكالماتي البتة، اتصلت به من هاتف آخر وعندما عرف صوتي وعرفته بنفسي أغلق الهاتف في وجهي... فبعثت له رسالة بأن لم يرد لي أموالي التي سرقها مني فسوف أقوم بفضحه، لم يعرني أي اهتمام ولكن بعد أن نشرت فضيحته هددنني إن لم امسح كل شي وان لم أرسل له مبلغ ألف دولار عقاباً منه لي فسوف يقوم بنشر صورة زوجتي في مواقع إباحية.. ولقد نشرها بالفعل يا إخوان.. نشر الصورة وكل جريمتي أنني أطالب بأموالي التي سرقها مني.. وقد نشر صور فتيات كثيرات وقعن ضحية شعوذته.. وأورد اسم الشخص كاملا (سنرمز إليه بالحرفين الأوليين من اسمه:ب، ش)، كما وضع رقمي تلفونين له". المتعلمات لهن نصيب الأسد وكشفت دراسة أوردتها صحيفة"كل الوطن"في تحقيق سابق عن "الشعوذة" أنَّ 250 ألف دجَّال يمارسون أنشطة الشعوذة في عموم الدول العربية، وأنَّ العرب ينفقون زهاء خمسة مليارات دولار سنويًّا في هذا المجال، وأن نصف نساء العرب يعتقدن بفعل الخرافات والخزعبلات ويترددن على المشعوذين سراً وعلانية، وتؤكد الإحصائيات أنه يوجد في العالم العربي عرَّافٌ أو مشعوذٌ لكل ألف نسمة في عالمنا العربي. ولكن الأخطر من ذلك أنَّ 55% من المترددات على السحرة والمشعوذين هنَّ من المتعلمات ومن المثقفات، و24% ممن يُجدن القراءة، بحسب دراسة أخرى. ترويج للسحر والشعوذة وفي تحقيق بعنوان: (فتيات يمارسن استحضار الجن عبر "غوغل") كتبت:زهيرة مجراب: "انتشرت في الآونة الأخيرة عدة مواقع على "الشبكة العنكبوتية" تروج للسحر والشعوذة والدجل تحت غطاء جديد ابتدعوه ولقبوا أنفسهم بـ"المعالجين الروحانيين" أو كما يطلق عليهم الفقهاء مصطلح "المعالجين الشيطانيين"، حتى إن هناك مدارسَ شهيرة في فرنسا وإنجلترا والوطن العربي افتتحت مواقع وخصصت منتديات لتعليم السحر المغربي والطلاسم العبرية عن بُعد وأخرى تسوِّق فيديوهات تعلِّم مشاهديها طرق تنفيذ السحر وخطوات استحضار من تسميه "الجن السفلي"، و"العلوي" وطرق تسخيره والسيطرة على القرين. بالإضافة إلى تقديمها خدمات وعروضا مغرية لاقتناء الخواتم الروحانية المزيَّنة بأحجار سحرية يزعمون أنها تمنح الزبون الهيبة وتساعده على الخلاص من العقبات التي تتخلل الحياة ومنها "العنوسة"، فضلاً عن الادّعاء بتوسيع الرزق، والصلح بين المتخاصمين، تحصينات وأحجبة ضد الحسد والعين وغيرها من أمور الدنيا والغيبيات التي تشغل تفكير النساء بشكل خاص والرجال على حد سواء. وقد بلغ عددها باللغة العربية 13 موقعاً دون احتساب فروعها، وهو ما سمح لمن يسمون أنفسهم بـ"الأخصائيين الروحانيين" بتطوير "خدماتهم" وتقديم عروض مع فتح فروع لها في الدول العربية بغية استقطاب المهتمين وضعاف النفوس مع خدمة توصيل العمل "السحر" إلى البيوت". وفي الختام، لقد حرّم الإسلام التعاطي بأمور الشعوذة، كما هناك إجماع من العلماء على تحريم زيارة ما يسميه أصحابها بـ "المواقع الروحانية"، فدخولها حكمه مثل زيارة الساحر أو المشعوذ كونها تشيع الفساد وتدعو إليه، لقول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين يوما".

مشاركة :