آلاف العراقيين يتظاهرون ضد الفساد ونقص الكهرباء

  • 8/8/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - وكالات: تظاهر آلاف العراقيين أمس في بغداد احتجاجًا على الفساد المالي والإداري ونقص الخدمات الأساسية خصوصًا الكهرباء، داعين إلى معاقبة المسؤولين. وحمل المتظاهرون نعشًا مغطى باللون الأسود كتب عليه "ضمير السياسي، وضمير البرلمان، والخدمات". وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة التحرير وسط بغداد وهم يرفعون أعلامًا عراقية "للمحكمة كلهم سوا، كلهم حرامية". و"باسم الدين سرقونا الحرامية"، و كذلك "جمعة ورا جمعة الفاسد انطلعه (أي نطرده)". ورفعوا لافات كتب عليها "المتحاصصون هم سرّاق العراق" في إشارة إلى نظام الحكم في البلاد الذي بني على أساس المحاصصة الطائفية بين الكتل السياسية التي تحكم البلاد بعد عام 2003. وتشهد العديد من مدن العراق موجة احتجاجات للأسبوع الثاني على التوالي احتجاجًا على نقص الخدمات وخصوصا انقطاع التيار الكهربائي في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من ارتفاع حرارة غير مسبوق. ويعاني البلد من نقص حادّ في إنتاج الطاقة الكهربائية على الرغم من حجم الأموال التي صرفت على ملف الطاقة منذ عام 2003. ويتهم المتظاهرون وعدد من الناشطين المدنيين الطبقة السياسية التي تحكم البلاد، بالفساد ونقص الخبرة في إدارة هذه الملفات. وقال نبيل جاسم وهو إعلامي وأحد المُنظمين للتظاهرات "إذا كان أحد يعتقد أن التظاهرة ضد وزير أو مسؤول معيّن، فأنا أصحح وأقول إنها ضد كل من تعامل مع ملف الطاقة منذ عام 2003 حتى اليوم". وقال: "تتلخص مطالبنا بثماني نقاط، وعلى رأسها الإسراع والجدية في معالجة ملف الكهرباء ونطالب رئيس الوزراء بأن يتولى هذا الملف بشكل مباشر". وأضاف: "نطالب بإيجاد آليات جديدة وجذرية واضحة لعلاج الفساد من خلال تفعيل دور المدعي العام". وتابع: "لدينا مطلب بمحاسبة الفاسدين منذ عام 2003 إلى الآن". وطالب المتظاهرون بحل البرلمان ومجالس المحافظات. وأعربت كتل وتيارات سياسية لديها تمثيل في الحكومة عن تأييدها للتظاهرات، الأمر الذي رفضه ناشطون. وقال الكاتب والإعلامي علي السومري: "حاولت بعض التيارات السياسية امتصاص الصدمة من خلال إعلانها تأييدها من أجل إحداث انقسام داخل الساحة، ولكن الآن تمّ امتصاصها". وأضاف: "أكبر دليل أن تظاهرة اليوم هي امتداد لتظاهرة الجمعة الماضية ولم يستطع أحد ركوب الموجة وستنتصر الجماهير". وفي البصرة خرج عصر أمس نحو 15 ألف عراقي في مظاهرات حاشدة للمطالبة بإجراء إصلاحات دستورية ومحاربة الفساد وتقويم عمل الحكومة العراقية وسط مدينة البصرة في ظل إجراءات أمنية مشدّدة. وذكر شهود عيان أن "المظاهرة سلمية وتقودها شخصيات ثقافية وإعلامية وفنانون وفئات أخرى من المجتمع دون تدخل من أي من الكيانات الحزبية وتجمعوا أمام مبنى المحافظة وهم يهتفون شعارات تطالب بإجراء تعديلات على بنود في الدستور العراقي تتعلق بحل البرلمان وإقامة حكم رئاسي بدل البرلماني ومحاربة الفساد وإحالة المفسدين إلى القضاء وتقويم عمل الحكومة العراقية". ومن جانبه دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس للضرب "بيد من حديد" كل من يشارك في الفساد ليضيف صوته للمُحتجين ضدّ مسؤولين يلقي عليهم الكثير من العراقيين مسؤولية انقطاع الكهرباء. وخرج العراقيون الذين فاض بهم الكيل من انقطاع الكهرباء في ظل درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية ومن أعوام الفساد في مظاهرات ببغداد ومدن أخرى في الجنوب خلال الأسابيع الأخيرة. وأمر رئيس الوزراء حيدر العبادي الشهر الماضي بتقليص أجور كبار المسؤولين وحصص الكهرباء المدعمة المخصصة لمنازلهم. وقال أحمد الصافي مساعد السيستاني في خطبة الجمعة "المطلوب أن يكون أكثر جرأة وشجاعة في خطواته الإصلاحية ولا يكتفي ببعض الخطوات الثانوية التي أعلن عنها مؤخرًا." وأضاف: "وسيدعمه (الشعب) ويسانده في تحقيق ذلك".

مشاركة :