«أوكسفام»: الطاقة المتجددة تساعد على انتشال الناس من الفقر

  • 8/8/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يقول تقرير اقتصادي، إن الطاقة المتجددة هي أسلوب أسهل وأسرع وأرخص من حرق الفحم الحجري فيما يتعلق بانتشال الناس من الفقر، من خلال حصولهم على الكهرباء. ويهدف تقرير منظمة أوكسفام الدولية إلى تحدي الدعاية الإعلامية التي تقوم بها صناعة التعدين حول الفحم الحجري والفقر، حيث تقول، إن الفحم ليس مناسبا من حيث كونه مصدرا للطاقة الكهربائية بالنسبة لمعظم الناس الذين لا توجد لديهم كهرباء. وهناك أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم لا توجد لديهم كهرباء، ويعيش 84 في المائة من هؤلاء الناس في المناطق الريفية، بحسب التقرير، الذي يحمل عنوان "استخدام الكهرباء لمحاربة الفقر". ويقول البنك الدولي، إن سبع سكان العالم مازالوا يعيشون بلا كهرباء وإن نحو ثلاثة مليارات شخص يستخدمون في الطهي وقودا ملوثا للبيئة. وارتفع معدل توافر الكهرباء عالميا إلى 85 في المائة عام 2012 بدلا من 83 في المائة عام 2010 وهو ما أدى إلى انخفاض عدد من لا يحصلون على كهرباء من 1.2 مليار شخص إلى 1.1 مليار شخص. وفيما حققت الهند تقدما ملموسا لكن التقدم في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء كان بطيئا للغاية. وفي الهند تساعد مشاريع الطاقة الشمسية التي عادة ما تمولها مؤسسات تقدم قروضا صغيرة للبلاد في الحد من انبعاثات الكربون وتحقيق هدفها مضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة إلى ستة في المائة أو 25 ألف ميجاواط خلال السنوات الأربع المقبلة. وهناك مئات الملايين من الناس في الهند الذين لا يحصلون على إمدادات كافية أو لا يحصلون على أي إمدادات من الكهرباء. غير أن الطلب على الكهرباء من جانب الصناعات في بلد بلغ فيه الناتج المحلي الإجمالي تسعة في المئة أو أكثر خلال السنوات الثلاث التي تسبق السنة المالية 2007 - 2008 كان له أثره على السعة والبنية الأساسية. وفي إفريقيا أيضا ساعدت القروض الصغيرة على إدخال الأجهزة الشمسية للمنازل والمدارس في المناطق النائية دون الاعتماد على الشبكة العامة. ويستخدم الفقراء الأموال التي كان من الممكن أن ينفقوها على الكيروسين في تسديد قروضهم التي اشتروا بها الأجهزة الشمسية. ويقول تقرير "أوكسفام"، إن تكلفة توسعة شبكات الكهرباء إلى تلك المناطق الريفية تعوض عن أي حوافز اقتصادية ناتجة عن استخدام الفحم في توليد الكهرباء، ما يجعل الطاقة المتجددة خيارا أرخص. كما أن تركيب ألواح شمسية محلية هو أرخص من إنشاء معامل للفحم. وقال سايمون برادشو، مؤلف التقرير، "هناك أمثلة كثيرة على أن الطاقة المتجددة المحلية تعمل على تحسين قدرة الناس على الاستفادة من الطاقة، وتوافر الوظائف، وتحقق رفاهية جديدة للسكان، وتؤمن الأسس الذي ستقوم عليها التنمية". ويقول برادشو، الذي يشغل منصب مستشار سياسة التغير المناخي لدى منظمة أوكسفام، إن التزام الهند الطموح بالطاقة الشمسية مدفوع بجعل الكهرباء أيسر وصولا إلى الناس بقدر ما هو مدفوع بتجنب الانبعاثات لغازات الدفيئة. وتقول مؤسسة المشاركة للطاقة المتجددة وفاعلية الطاقة، إن من بين 76 مليون منزل في الهند محرومة من الكهرباء يستخدم 65 مليون منزل مصابيح الكيروسين التي تسبب انبعاثات مضرة. والكيروسين عالي القابلية للاشتعال والدخان المتصاعد منه مضر بالصحة. ويتوفى الآلاف سنويا في الدول النامية بسبب مواقد ومصابيح الكيروسين. وتسبب الدول النامية حاليا أكثر من نصف الانبعاثات للغازات المسببة للاحتباس الحراري وهذه النسبة في طريقها للارتفاع. وفي الهند من المتوقع أن تزيد انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى ما بين أربعة مليارات طن و7.33 مليار طن في 2031. وليس هناك رقم بشأن انبعاثات الهند في الوقت الراهن. وأظهرت دراسة مولتها الحكومة أخيرا أن نصيب الفرد من الانبعاثات الذي يقدر بأنه 1.2 طن من المتوقع أن يرتفع إلى 2.1 طن بحلول 2020. وتمثل الطاقة المتجددة في الهند أقل من ثلاثة في المائة من إجمالي السعة الموجودة وتمثل الرياح الجزء الأغلب من مساهمة الطاقة المتجددة. وتقدر مؤسسة المشاركة للطاقة المتجددة وفاعلية الطاقة التي تباشر 10 مشاريع للطاقة المتجددة من خلال القروض الصغيرة أن هناك حاجة إلى 234 مليار روبية (49 مليار دولار) لإمداد 65 مليون منزل في الريف بالمصابيح الشمسية. وهذا المبلغ أقل من نصف إجمالي الدعم الذي تقدمه الحكومة لجعل الكيروسين متاحا للفقراء. ويدفع ارتفاع تكاليف النفط والطاقة الأشد فقرا في العالم باتجاه مصادر الطاقة البديلة لتوليد الكهرباء المحروم منها كثيرون. وتقول الوكالة الدولية للطاقة، إن أسعار النفط تعني أنه ينبغي لسكان المناطق الريفية في إفريقيا جنوبي الصحراء الالتفات إلى الشمس والرياح وسائر المصادر المتجددة. وذكر رئيسها في مؤتمر دولي سابق "لارتفاع أسعار الطاقة تأثير ضخم جدا على السكان الأشد فقرا. لهذا السبب نعتقد أن المصادر المتجددة غالبا ما تكون الحل الأفضل. المشكلة هي كيفية تمويل تلك المشاريع في بدايتها".

مشاركة :