ما يزال مرض "كوفيد-19" محاطاً بالعديد من الألغاز، فالإصابات تختلف من شديدة إلى خفيفة أو وفاة أو عدم وجود أي أعراض على الإطلاق. العديد من الدراسات تبين دور فصيلة الدم في فهم أفضل لسبب عدم ظهور أعراض متشابهة عند الجميع. توصلت الدراسة إلى أن شدة أعراض مرض كورونا ترتبط أيضاً بفصيلة دم المريض. ألغاز فيروس كورونا لا تنتهي، فما أن يحل العلماء والباحثون لغزاً من أعراضه ومسببات انتقاله حتى يجدون نفسهم أمام لغز آخر : وأحد أبرز ألغاز فيروس كورونا المستجد لماذا تنتهي بعض الحالات بالوفاة رغم العناية الطبية المكثفة، بينما لا تظهر على حالات أخرى من المصابين حتى أعراض المرض؟ يحاول العلماء التوصل لإجابة شافية لهذا السؤال المحير الذي تحمل الإجابة عنه ربما العدد الحقيقي للأشخاص الذين أُصيبوا بفيروس سارس- كوفيد-2 حول العالم وطوروا مناعة ضده. وكانت الإجابة المعروفة حتى الآن تقول إن أعراض كورونا تكون قاتلة لدى المسنين والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أخرى أو من خلل في جهازهم المناعي. لكن يبدو أن باحثين من ألمانيا والنرويج وجدوا طرف الخيط في هذا اللغز من خلال دراسة حديثة لهم، فقد قام الفريق البحثي بفحص 1610 مريضاً بكورونا وراقبوا مسار تطور المرض لديهم بشكل دقيق، خصوصاً أولئك الذين احتاجوا إلى مدِّهم بالأوكسجين. وينحدر المرضى من سبع مناطق تضررت بالمرض بشدة في إيطاليا وإسبانيا، كميلانو ومونزا ومدريد وسان سيباستيان وبرشلونة، كما تنقل صحيفة "ميركور" الألمانية. اقرأ أيضاً: دراسة تربط بين ضغط الدم ومخاطر الوفاة بكورونا وتوسع فريق الباحثين الألماني- النرويجي بقيادة توم كارلسن من المستشفى الجامعي في أوسلو وأندريه فرانك من جامعة كيل الألمانية في الدراسة من خلال الحصول على 2205 عيّنة من دم أشخاص أصحاء من كلا الدولتين لمقارنتها مع أولئك الذين عانوا من مرض كورونا، كما ينقل موقع "أن تي في" الألماني. وخلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يحملون فصيلة دم A أكثر تأثراً بالمرض من الأشخاص من ذوي فصائل الدم الأخرى. كما وجدوا أن الخطر الأقل هو لدى الأشخاص الذين فصيلة دمهم o، فيكاد أصحابها ألا يصابون بالمرض. وكشفت الدراسة أن الأشخاص الذين يحملون فصيلة دم A يحتاجون خلال علاجهم من مرض كورونا إلى ضعف كمية الأوكسجين وأنهم أكثر حاجة لأجهزة التنفس الاصطناعي مقارنة بأولئك الذين يحملون فصيلة دم O. أما بالنسبة لبقية فصائل الدم AB وB فتتراوح شدة أعراض المرض لدى أصحابها بين هاتين الفصيلتين بشكل متفاوت، كما ينقل موقع "أن تي في" الألماني عن الدراسة. يُذكر أن الباحثين الصينيين سبق وأن توصلوا إلى استنتاج مماثل في وقت سابق، لكن لم يتم تأكيد نتائج دراستهم. لكن الفريق البحثي من ألمانيا والنرويج أشاروا إلى أن نتائج دراستهم لم تخضع بعد لما يُسمى بـ "مراجعة النظراء"، وهي تعني في عالم الأبحاث عملية تقييم عمل يقوم بها شخص ذو اختصاص وكفاءة من قبل المختصين في المجال ذاته. ويحسب موقع "أن تي في" الألماني فإن الإحصائيات الطبية تشير إلى أن 37 بالمئة من سكان ألمانيا لديهم فصيلة دم +A و35 بالمئة لديهم +O، أما فصيلة الدم +B فتوجد بين سكان ألمانيا بنسبة 9 بالمئة فقط، بينما تكون فصيلتي الدم -A و-O نحو 6 بالمئة. وأما +AB بنسبة 4 بالمئة، و-B بنسبة 2 بالمئة، أما أندر فصيلة دم في ألمانيا فهي -AB بنسبة 1 بالمئة فقط. مسارات مشابهة في حالة الملاريا، على سبيل المثال، توصل العلماء أن هناك علاقة بين المرض وفصائل الدم المختلفة. من المعروف الآن أن الأشخاص ذوي فصيلة الدم "O" نادراً ما يصابون بالملاريا الحادة ويتمتعون بحماية جيدة من المسار العنيف. في حالة الأمراض المختلفة، فإن فصائل الدم الأخرى تحمي جسم الإنسان بشكل أفضل وهذا ينطبق على دور فصيلة الدم "A" في الطاعون. ع.غ/ ع.اع/ و.ب
مشاركة :