استنهض إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالمحسن القاسم - في خطبة الجمعة أمس - العلماء وطلبة العلم لصد العابثين بدين وعقول الشباب والقيام برسالتهم تجاههم ومحاورتهم وتفنيد الشبه التي يبثها المجاهيل والجهال خلف كواليس الشبكات العنكبوتية. وحذر فضيلته الشباب من الانصياع لمخططات الأعداء التي تستهدف دينهم وبلادهم ومقدراتهم, مشدداً على أن من أعلى الجهاد منزلة وفضلاً طلب العلم الشرعي, ولزوم العلماء الربانيين والصحبة الصالحة. ووصف فضيلته حادثة تفجير مسجد الطوارئ بأبها واستهداف حماة الأمن في بيوت الله وهم يؤدون شعائر الله بالانزلاق عن صفات الإنسانية وتجرد من الخوف من الله, واستخفاف بمحارمه وحرماته وشعائره, مشدداً على أن من زعم بأن ذلك سيوهن من أمن هذه البلاد فقد رام محالاً وطلب سراباً وعاش خيالاً ولن يزيدها ذلك إلا قوة وثبات. حذّر من شبهات المجاهيل والجهال في كواليس الإنترنت.. ووجه الشباب لأعلى وأفضل منازل الجهاد بطلب العلم الشرعي وقال الشيخ القاسم: إن دماء المسلمين شأنها عندالله عظيم هي أول ما يفصل فيها من الخصومات لعظيم أمرها قال صلى الله عليه وسلم: "أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء", ودم المسلم أعز الدماء عندالله "لزوال الدنيا أهون عندالله من قتل رجل مسلم", قال الطيبي رحمه الله: من حاول قتل من خلقت الدنيا لأجله فقد حاول زوال الدنيا, ومن تعدى على نفس مسلمة فكأنما تعدى على الخلق كلهم, قال عز وجل: "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا", وسفك دم المسلم موجب لغضب الله ولعنته, والله كرم بني آدم وشرفهم وأعلى شأن المسلم وحرم دمه وماله وعرضه, ومن أضمر شر على المسلمين فليرجع إلى الله وليعمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض". وأضاف: جعل الله بلاد الحرمين مأرز للأمن والإيمان قال سبحانه: "أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم", وفجع العالم من استطالة المفسدين بسفك الدماء المعصومة وترويع الآمنين واستهداف المصلين في بيوت الله منكر عظيم وظلم غاشم وصف الله فاعله بقوله: "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها", والغدر بحماة الأمن في بيوت الله وهم يؤدون شعائر الله انزلاق عن صفات الإنسانية وتجرد من الخوف من الله, واستخفاف بمحارمه وحرماته وشعائره, ومن زعم أن ذلك سيوهن من أمن هذه البلاد فقد رام محالاً وطلب سراباً وعاش خيالاً ولن يزيدها ذلك إلا قوة وثباتاً وستبقى بقوة الله حامية للحرمين حاملة لواء التوحيد مستعينة بالله متوكلة عليه عاملة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون". وتساءل فضيلته: ما الذي دهى شبابنا؟ من الذي أفسد عقولهم؟ من الذي سم أفكارهم؟ ومن الذي بدل عقيدتهم؟ من الذي قلب برهم لبلدهم إلى عقوق ونكران وقتل وإفساد؟, وقال: إن المسؤولية الكبرى هي على عاتق العلماء الراسخين في العلم وأهل العلم الربانيين عليهم أن ينبذوا الفرقة والنزاع عنهم فسهام أعدائهم وجهها الأعداء لهم وأن ينهضوا بجد وعزيمة وصدق وإخلاص لصد العابثين بدين وعقول الشباب, يجب على أهل العلم أن يقوموا برسالتهم التي ائتمنهم الله عليها فيشرحوا صدورهم للشباب ويكثروا الجلوس معهم ويتبسطوا في الحديث معهم ويوجهوهم ويتحاوروا معهم بكل أناة وحلم ويكشفوا شبههم ويزيلوا اللبس عنهم وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته فقد كان يطيل المكث مع أصحابه في المسجد الساعات الطوال ويدعوهم إلى بيته ويزور صحابته في بيوتهم ويتفقد أحوالهم ويقضي حوائجهم ويداعب الصغار منهم فتعلقوا به وأحبوه وفتحوا قلوبهم له فأطاعوه ونالوا السعادة. وأضاف: إذا ابتعد أهل العلم عن الشباب تلقفهم الأعداء بالشرور وأمروهم ونهوهم بما يشتهون وخدعوهم ليقتلوا ويدمروا، وعلى الأب أن يتفقد صحبة بنيه ويبعد رفقة السوء عنهم, ويدعوا لهم. ووجه إمام المسجد النبوي النصيحة للشباب قائلاً: أيها الشاب لقد ولدت في بلد الحرمين ونشأت على الفطرة والتوحيد والصلاة ورغد العيش فكن حذراً فأنت مستهدف فالأعداء يحسدونك بما حباك الله به من دين وعيش رخاء، يأمرونك بتدمير بلادك وأما بلدهم فلا، ويأمرونك بقتل أقاربك وأما أقاربهم فلا إن الفتن تتخطف من حولك ولن تعصم منها إلا بالإكثار من تلاوة القرآن الكريم وتعلمه وحفظه والتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم, وإذا رغبت في الجهاد فأعلاه منزلة هو طلب العلم، واحذر أن تكون آلة من هم خلف كواليس الشبكات العنكبوتية من مجاهيل وجهال من ذوي النفاق والحقد الدفين على الإسلام، واحذر أن تكون مركباً للأعداء لتحقيق مآربهم بتدمير بلادك وقتل المسلمين الآمنين فيها, والزم في حياتك العلماء الربانيين والصحبة الصالحة وسل ما شئت عما أشكل عليك من الشبهات والدعاء أن يهديك ربك للصواب وأن يصرف عنك الفتن ما ظهر منها وما بطن.
مشاركة :