كشفت دراسة عالمية، حول صحة الإنسان، أن العالم يواجه عاصفة عاتية من زيادة معدلات الإصابة بأمراض مزمنة، وأمراض معدية مستمرة، وإخفاقات في الصحة العامة، وهو ما تسبب في زيادة معدلات الوفاة خلال جائحة «كوفيد-19»، فيما تنوي شركة «فايزر» الأميركية طلب ترخيص للقاحها ضد كورونا في نوفمبر. وتفصيلاً، قالت الدراسة العالمية إن تفشي فيروس كورونا، وتداخل الجائحة مع زيادة عالمية مستمرة في أمراض مزمنة، مثل: السمنة، والسكري، إضافة إلى مخاطر بيئية، مثل تلوث الهواء، أدت إلى تفاقم أعداد الوفيات بسبب الإصابة بالفيروس. وتحمل الدراسة عنوان: «العبء العالمي للأمراض» وهي الأكثر شمولاً من نوعها. ونُشرت في دورية «لانسيت» الطبية، وحللت 286 سبباً للوفاة، و369 من الأمراض والإصابات، و87 عامل خطورة في 204 بلاد ومناطق، لتقديم صورة للوضع الصحي الأساسي لسكان العالم وتأثير «كوفيد-19». وقال ريتشارد هورتون، رئيس تحرير دورية «لانسيت»: إن «(كوفيد-19) حالة طوارئ صحية خطيرة». ووصف اقتران جائحة «كورونا»، وارتفاع معدلات الإصابة العالمية بالسمنة والسكري، وغيرهما من الأمراض المزمنة، بأنها «وباء مركب». وخلصت الدراسة إلى أن أهم أسباب اعتلال الأشخاص في سن الـ50، وما فوقها على مستوى العالم، هي مرض القلب الإقفاري والسكتات الدماغية والسكري. أما في الفئات الأصغر عمراً، بين العاشرة والـ49، فكانت حوادث الطرق ومرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، وألماً أسفل الظهر واضطرابات الاكتئاب، هي الأكثر شيوعاً. كما كشفت أن زيادة الأمراض المزمنة المقترنة بإخفاقات الصحة العامة، في مواجهة عوامل الخطورة التي يمكن تجنبها جعلت سكان العالم أكثر ضعفاً في مواجهة الطوارئ الصحية، مثل جائحة كورونا. وقال هورتون إن الأمراض المزمنة، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وزيادة نسبة السكر في الدم، والسمنة، وارتفاع معدل الكوليسترول، وهي أعراض يعانيها الملايين في أنحاء العالم، لعبت دوراً مهماً في وفاة ما يربو على المليون، بسبب الإصابة بـ«كوفيد-19»، حتى الآن. وأضاف أن هذه الأعراض ناتجة عن أنظمة غذائية غير صحية، وعدم ممارسة الرياضة بمعدلات كافية. وتابع: «سنواصل تحديد الوضع الصحي في كل بلد، بعد انحسار الجائحة». يأتي ذلك في وقت توقعت فيه شركة فايزر الأميركية العملاقة للأدوية، أن تتقدم بطلب ترخيص للاستخدام الطارئ للقاحها المضاد لـ«كوفيد-19»، أواخر نوفمبر، أي بعد نحو أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الأميركية، المقررة في الثالث من الشهر نفسه. وأملت الشركة أن تمضي قدماً في طرح اللقاح، بعد توافر بيانات السلامة في الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر، وهو ما أدى على الفور إلى رفع أسهمها في الأسواق المالية الأميركية بنسبة 2%. وقال رئيس شركة «فايزر» ومديرها التنفيذي، ألبرت بورلا، في رسالة مفتوحة: «لأكون واضحاً، إذا افترضنا أن البيانات جاءت إيجابية، فإن (فايزر) ستتقدم في وقت قريب بطلب للحصول على ترخيص للاستخدام الطارئ في الولايات المتحدة، بعد تحقيق مرحلة (التأكد من) السلامة في الأسبوع الثالث من نوفمبر». في السياق نفسه، خلصت تجربة سريرية لمنظمة الصحة العالمية إلى أن عقار «ريمديسيفير» لم يقلص وفيات مرضى فيروس كورونا المستجد أو إقامتهم بالمستشفى. والدواء المضاد للفيروسات من بين أولى الأدوية التي استخدمت كعلاج لمرض «كوفيد-19»، الذي يسببه فيروس كورونا، وكان أحد الأدوية التي استخدمت في الآونة الأخيرة لعلاج الرئيس الأميركي دونالد ترامب من العدوى. والنتائج من تجربة «سوليداريتي»، التي أجرتها منظمة الصحة العالمية، والتي شملت تقييم آثار أربعة أدوية محتملة، هي: ريمديسيفير، وهيدروكسي كلوروكين، وعقار مضاد لفيروس (إتش.آي.في) مكون من خليط من عقاري لوبينافير وريتونافير، وعقار إنترفيرون، على 11266 مريضاً بالغاً، في أكثر من 30 دولة. وقالت منظمة الصحة العالمية، أول من أمس، إن الدراسة وجدت أن الأدوية لم يكن لها تأثير يذكر، على ما يبدو، في معدل الوفيات أو مدة بقاء مرضى «كوفيد-19» في المستشفى. وكانت بيانات من دراسة أميركية لـ«ريمديسيفير»، أجرتها شركة جلعاد المنتجة لهذا العقار، قد أظهرت أن العلاج قلص مدة التعافي من «كوفيد-19» بواقع خمسة أيام، بالمقارنة مع المرضى الذين تناولوا دواء وهمياً في تجربة شملت 1062 مريضاً. وقالت «جلعاد»، لـ«رويترز»، إن «بيانات (منظمة الصحة العالمية) تبدو متناقضة، في حين توجد أدلة أقوى من دراسات عدة عشوائية ومحكومة، نشرت في دوريات.. تؤكد فائدة (ريمديسيفير)». فرنسا: عدد قياسي من الإصابات.. وباريس ومدن أخرى تبدأ الحظر استعدت باريس وضواحيها، إضافة إلى ثماني مدن كبرى أخرى في حالة تأهب قصوى، لحظر تجول بدأ منتصف الليلة الماضية، بعدما سجّلت البلاد أكثر من 30 ألف إصابة، في 24 ساعة، وهو رقم قياسي. بالنسبة إلى ليون وليل وتولوز ومونبلييه وسانت إتيان وإيكس مرسيليا وروان وغرينوبل، بالإضافة إلى إيل دو فرانس، والتي يبلغ مجموع سكانها 20 مليون نسمة، قررت الحكومة فرض حظر تجول، اعتباراً من منتصف الليلة الماضية «لمدة لا تقل عن أربعة أسابيع»، أو حتى «أكثر من ذلك إذا وافق البرلمان»، بحسب ما ذكر الرئيس، إيمانويل ماكرون. وأوضح رئيس الوزراء، جان كاستيكس، أنه منذ منتصف ليل الجمعة السبت، سيكون «كل شخص في منزله من الساعة التاسعة مساءً، حتى الساعة السادسة صباحاً» في المناطق المعنية، باستثناء بعض الأشخاص الذين لديهم تصريح بالخروج، مثل: الذهاب إلى العمل، أو إلى المستشفى. وسيكون التصريح، كما كانت الحال أثناء فترة الإغلاق، إلزامياً ومتاحاً على الموقع الإلكتروني للحكومة، وإلا سيتم فرض غرامة قدرها 135 يورو على المخالفين. وفي كل هذه المدن، سيتوجب إغلاق المطاعم في الليل، ما يثير قلق أصحابها. وتدافع الحكومة، من جانبها، عن هذا الإجراء الوحيد، الذي يمكنه تجنيب إعادة الإغلاق الشامل، وهي فكرة ترهب الفرنسيين، ومن شأنها إضعاف الاقتصاد. ووفقاً للحكومة، لن يؤثر حظر التجول في انتشار الفيروس، إلا إذا فرض لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع على الأقل. وتثير القفزة الحالية في عدد الإصابات الجديدة مخاوف من امتلاء المستشفيات، في حين أن الوضع سيّئ بمناطق معينة، مثل: إيل دو فرانس، حيث يتجاوز معدل إشغال أسرة العناية المركزة للمصابين بفيروس كورونا 40%. وبالنسبة إلى البلاد كافة، ازداد عدد المرضى الذين يتلقون العلاج، حالياً، في العناية المركزة بشكل كبير في الأيام الأخيرة، وبلغ 1741 من إجمالي قدرة استيعابية تبلغ 5800 سرير، وفقاً لوزير الصحة، أوليفييه فيران. باريس ■أ.ف.ب 286 سبباً للوفاة، و369 من الأمراض والإصابات، و87 عامل خطورة.. حللتها الدراسة في 204 بلاد ومناطق. - الأمراض المزمنة لعبت دوراً مهماً في وفاة ما يربو على المليون بسبب «كوفيد-19». - تجربة سريرية خلصت إلى أن «ريمديسيفير» لم يقلص وفيات مرضى «كورونا». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :